دعت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة توحيد كافة الجهود لمواجهة تهديدات التدخلات العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي، لاسيما في مالي، مؤكدة على أهمية بحث السبل الكفيلة لتبني استراتيجية دولية لمنع هذه التدخلات العسكرية تحت اسم محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأوضحت السيدة حنون خلال إشرافها بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة، على افتتاح أشغال اجتماع التنسيقية الدولية للوفاق الدولي للعمال والشعوب الذي تناول موضوع ” تهديد التدخل العسكري في شمال مالي وبحث السبل الكفيلة بإطلاق حملة دولية ضد هذا التدخل”، وأنّ هذا اللقاء جاء في ظروف مفصلية بالنسبة لحزب العمال ولشعوب المعمورة بصفة عامة ميّزها تفاقم أزمة النظام الرأسمالي، معتبرة أن أزمات هذا النظام انعكست سلبا على دول العالم من خلال افتعال الحروب والتدخلات العسكرية الاحتلالية المتزايدة التي يراد منها في الأساس نهب خيرات وثروات الدول المستهدفة. وأبرزت حنون بصفتها منسقة دولية في هذا الاجتماع الذي يدوم يومين، التكالب الرهيب للدول الغربية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة حفظ السلم والأمن، مذكرة في هذا السياق، بمؤتمر الطوارئ الدولي الذي احتضنته الجزائر في شهر ديسمبر 2011 الذي رفض حروب الاحتلال والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وأضافت قائلة، أنه ”بعد مرور سنة كاملة عن هذا المؤتمر، تدق طبول الحرب في منطقة الساحل ويتم التحضير للعدوان المسلح الخارجي على دولة مالي من قبل الدول الامبريالية..”. وأكدت المتحدثة، أن حزبها يرفض رفضا قاطعا مظاهر الحرب والاستغلال، حيث عمل وسيعمل على تسخير كافة طاقاته النضالية للتحذير من التدخلات العسكرية في مالي الشقيق للدفاع عن سيادته ووحدة الجزائر على حد سواء، مثمّنة موقف الجزائر الثابت والمشرف بخصوص أزمة هذا البلد، لاسيما السعي الحثيث لايجاد حل سياسي سلمي يرضي جميع الفرقاء الماليين، بهدف تجنيب البلد بوادر حرب تفكيكية قبلية يراد منها تأجيج الصراعات العرقية. وأوضحت المتحدثة، أن حزبا سياسيا من مالي اتصل بتشكيلتها السياسة طالبا منها العمل على التحضير لندوة ثانية لمؤتمر الطوارئ الدولي حول حروب الاحتلال، وهذا بهدف تسليط الضوء على التداعيات الخطيرة للتدخل العسكري في شمال مالي وكل دول المنطقة فيما بعد. ومن جهته، حذّر الأمين الوطني للحزب العمالي الفرنسي المستقل والمنسق الثاني للوفاق الدولي للعمال والشعوب، السيد دانيال قلوكستاين من انعكاسات التدخل العسكري في مالي من انتشار ظاهر الارهاب وتشجيع الجريمة المنظمة وتهديد أمن وسلام المنطقة ككل، مؤكدا، أنّ هذا الموضوع بالذات سيدرج بشكل مكثّف في صلب اجتماع التنسيقية الدولية للوفاق، حيث سيتم اقتراح مختلف الوسائل والطرق الكفيلة بتجنيب المنطقة الدخول في هذه الدوامة اللامتناهية. كما أوضح السيد قلوكستاين في هذا الإطار، أنّ التنسيقية الدولية ستعكف في هذا الاجتماع على بحث الامكانيات الكفيلة باطلاق حملة دولية مناهضة للتدخل العسكري في مالي، بحكم أن صون الحقوق العمالية مرتبط بشكل وثيق بالحفاظ على سيادة الدولة وحمايتها من التهديدات الخارجية. وقال المتحدث في هذا السياق، ”نحن واعون تمام الوعي بأنّ التدخلات العسكرية في مالي تهدد مصالح الشعب وتهدف أساسا لخدمة المصالح الاقتصادية للدول العظمى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا. وسيسمح هذا الاجتماع بعرض كافة المقترحات للحد من التدخل العسكري في شؤون الدول على التنسيقية الدولية، للمساهمة في انجاح هذا المشروع، من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من التنظيمات العمالية والنقابية والسياسية والحقوقية. وستناقش التنسيقية موضوع التحضير للندوة الدولية الثانية التي سينظمها الوفاق الدولي للعمال والشعوب في شهر جوان 2013 بجنيف (سويسرا)، على هامش الجمعية العامة لمنظمة العمل الدولية.