الجزائر دولة عظيمة بشبابها المقبل على الأناشيد الدينية والأغاني المحترمة، وعلاقتي بالفنانين الجزائريين أكثر من جيدة... هي كلمات استهل بها الفنان المصري محمد الحلو دردشته معنا خلال لقائنا به في المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، الذي احتضنته ولاية سطيف مؤخرا، حيث أكد لنا بأن مثل هذه المهرجانات تجمع بين الدول العربية من جهة وبين الشرق والغرب من جهة أخرى. محمد الحلو فنان غني عن التعريف ولكن هل لنا أن نتعرف عليك أكثر؟ فنان مصري من مواليد 1955، ينتمي إلى عائلة الحلو صاحبة أشهر سيرك في مصر، متحصل على شهادة البكالوريوس من معهد الموسيقى العربية في السبعينيات.
شاركت مؤخرا في مهرجان السماع الصوفي، ما رأيك في احتضان الجزائر لمثل هذه المهرجانات؟ محمد الحلو: مهرجان السماع الصوفي هو مهرجان روحي ويجب أن تحتضنه كل دولة مسلمة، لأنه نقاء للروح وكله أناشيد تتحدث عن مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام بالإضافة إلى ذكر الله، ونحن الفنانين لا نصدق ان وجدنا مثل هذه المهرجانات لأننا غنينا قبلها الأغنية العاطفية والوطنية، ولكن للأنشودة الدينية طابعها وأنا سعيد جدا لتأديتي لهذا النوع بالجزائر.
ما الشيء المميز الذي يطبع الإنشاد الصوفي بفرقة محمد الحلو؟ أولا أود القول أن أعضاء فرقتي جلهم مغاربة، وقد أحييت رفقتهم حفلا في ”طنجة” بالمغرب وسطرنا برنامجا مثل الذي قدمناه بمدينة سطيف، وأنا سعيد جدا بالتعامل معهم وقد استفدت كثيرا منهم، فهم جد واثقين بأنفسهم ولما قيل لي عن المشاركة في مهرجان سطيف قبلت الدعوة فورا، خاصة انه يوجد تفاهم كبير بيني وبين فرقتي المغربية، وهو الامر الذي ينعكس خلال عملنا بالمنصة.
كيف ترى إقبال الشباب في الوطن العربي على هذا النوع من الإنشاد؟ أرى أنه يوجد إقبال كبير جدا وهو واضح من خلال هذا المهرجان، وكذا التفاعل الحاصل بين الجمهور والمنشد، لأنه لما يكون الكلام قيما وذا معنى طيب، نلاحظ التفاعل الكبير بين الشباب، وسر الإقبال يكمن في الأناشيد الدينية المتطورة والبعيدة عن الريتم القديم، ولهذا يكون التفاعل بين المنشد والشباب أكثر إيجابية، وهذا ما يعطي للمنشد دفعا قويا للعطاء أكثر.
هل تمنيت تقديم ديو مع المرحومة وردة الجزائرية؟ الله يرحمها ويحسن إليها، وردة الجزائرية كانت أمي الثانية، فبداياتي الأولى كانت معها، فقد كنت أصعد إلى المنصة وهي بعدي وكانت تشجعني كثيرا، خاصة عندما كانت تقول لي ”أنت ابني الأكبر ورياض ابني الصغير”.
هل تفكر في تقديم ديو مع صوت جزائري؟ أي فنان يريد عملا ثنائيا فأنا جاهز وفي أي وقت، فأغلب الفنانين الجزائريين أصدقائي مثل الشاب خالد، الشاب مامي والشاب يزيد الذي أعتبره أخا لي.
ما رأيك في مستوى الإنشاد الجزائري في ظل الفرق العربية وحتى العالمية التي تمثل الإنشاد الصوفي؟ كل بلد فيها الجيد والأقل جودة، ولكن بالجزائر توجد الفرق العديدة والممتازة، وهذا راجع لتعدد الثقافات بها، وبالتالي تعدد وتنوع في الأناشيد الدينية، فنجد الأناشيد القوية والأقل فأقل وهذا يرفع مستوى الأداء الديني، وأهم شيء هو وجود التنوع الثقافي بالجزائر.
بصفتك تؤدي هذا النوع من الإنشاد، ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب العربي؟ والله أنا ألاحظ أن الشباب مقبل على الأناشيد الدينية والأغاني الجادة والمحترمة التي تحمل كلاما هادفا وألحانا جميلة، وفي وقتنا الحالي توجد قنوات كثيرة غير ملتزمة هي التي ساهمت شكل كبير في نشر نوع من الأغاني الهابطة والفاشلة، لكن لما نجري تعديل وضبط للقنوات يفهم وقتها الشباب أن الأناشيد أفضل، والشباب العربي مثقف وليس بالغبي وهو يميز بين السيء والجيد، وإقبال الشباب الجزائري على السماع في مدرجات دار الثقافة بسطيف يعكس ثقافته وفطنته.
كلمة أخيرة... كلنا الجزائر.. وكلنا يد واحدة... الجزائر دولة عظيمة، وأنا شخصيا أوجه تحياتي القلبية والخالصة إلى كل جزائري، كما أشكر السلطات الجزائرية على تنظيم هذا الملتقى الدولي الرائع وتمنياتي لها بالمزيد من التألق، كما أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة.