- الفضائيات ساهمت في ترويج الأنواع الهابطة من الفنون يتحدث الفنان المصري محمد الحلو عن علاقته بالفنانين الجزائريين التي يصفها ب”الأكثر من جيدة”، موضحا أن المهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي تحتضنه سطيف حاليا، من شأنه الجمع بين الدول العربية.. حاورته/ ميساء. م - كيف تنظر إلى المهرجان الدّولي للسماع الصوفي؟ هو مهرجان روحي ويجب أن يكون من خلال اللقاء بين الشعوب الإسلامية لأنه نقاء للروح وكل إنسان يحضر السهرات سيستمتع بها مثل هذه الأناشيد الدينية وكل الأناشيد التي تتحدث عن مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى ذكر الله. ويجب أن تكون مهرجانات للدول الإسلامية وأن يكون بها كلام الله والأدوار التي تعطي كل الصلة للروح الإنشادية.. ونحن الفنانين نتوق لمثل هذه المهرجانات لأننا غنينا قبلها الأغنية العاطفية والوطنية ولكن ليست مثل الأنشودة الدينية التي لديها طابعها الخاص.. وهذا مهرجان جميل جدا وأنا “مبسوط جدا” لتأديتي لهذا النوع هنا بالجزائر. - ما الشيء المميز الذي يطبع الإنشاد الصوفي في فرقة “محمد الحلو”؟ أنا وفرقتي كنا قدمنا حفلا في “طنجة” المغربية وسطرنا برنامجا مثل هذا الذي قدم اليوم بمدينة سطيف وكنت سعيدا جدا لأنني التقيت مع فنانين من المستوى العالي جدا من الثقافة، ومن أناس من مختلف الثقافات واستفدت كثيرا منهم لأنهم جد واثقين بأنفسهم.. ولما أخبروني عن مهرجان سطيف قبلت الدعوة فورا وقلت يجب أن أؤدي هذا النوع لأن هناك تفاهما بيني وبين فرقتي المغربية. - كيف ترى إقبال الشباب في الوطن العربي على هذا النوع من الإنشاد؟ أرى أنه يوجد إقبال كبير جدا وهو واضح من خلال المهرجان الدولي للسماع الصوفي وكذا التفاعل الحاصل بين الجمهور والمنشد، لأنه لما يكون الكلام فيه قيم ومعان؛ نلاحظ التفاعل الكبير بين الشباب ويرجع الإقبال الكبير لكون الأناشيد الدينية تكون متطورة وبعيدة عن “الريتم” القديم ولهذا يكون التفاعل بين المنشد والشباب أكثر إيجابية وهذا ما يعطي للمنشد دفعا قويا للعطاء أكثر فأكثر. - ما رأيك في مستوى الإنشاد الجزائري في ظل الفرق العربية وحتى العالمية التي تمثل الإنشاد الصوفي؟ كل بلد فيها الجيد والأقل جودة ولكن بالجزائر توجد فرق عديدة وممتازة وهذا راجع لأنه بالجزائر تتعدد الثقافات.. فهناك القبائل الأمازيغ الصحراء وتعدد وتنوع في الأناشيد الدينية فنجد الأناشيد القوية والأقل فأقل.. وهذا يعلو بمستوى الأداء الديني وأهم شيء هو وجود التنوع الثقافي بالجزائر. - الأجيال الجديدة من الفنانين صارت تتوجه نحو أنواع من الغناء توصف ب”الهابطة”.. ما تعليقك؟ ألاحظ أن الشباب مقبل على الأناشيد الدينية والأغاني الجادة بل يتجهون لسماع الأناشيد الجادة وليس فقط الدينية والمحترمة والتي يوجد فيها هدف في الكلام واللحن والأداء.. وبالمقابل توجد قنوات كثيرة غير ملتزمة هي التي ساهمت بشكل كبير في نشر هذا النوع الهابط الفاشل، لكن لما نجري تعديلا وضبطا للقنوات يفهم وقتها الشباب أي من هذه الأناشيد جيدة وأيها ذات مستوى هابط.. أنا ألاحظ أن الشباب مقبل على الإنشاد والشباب مثقف وليس بالغبي وهو يميز بين السيئ والجيد من خلال إقباله اليوم على السماع في مدرجات دار الثقافة بسطيف.