يشارك الفيلم الجزائري ”يما” للمخرجة جميلة صحراوي في مجموعة من المهرجانات الدولية في الفترة الممتدة بين 31 جانفي إلى 10 فيفري الداخل، إذ سيحلّ بكلّ من إيران، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، السويد وبلجيكا، علاوة على مشاركته ببوركينا فاسو من 23 فيفري إلى 2 مارس المقبل. دخل الفيلم الحائز أخيرا على جائزة أحسن إخراج بمهرجان وهران للفيلم العربي المسابقة الرسمية للمهرجانات الآتية، وهي المهرجان الدولي السينمائي ب ”بالم سبرينغ” بكاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية من 3 إلى 14 جانفي الجاري، ومهرجان السينما العربية ”أفلام الجنوب”ببروكسل من 11 إلى 14 جانفي الجاري، إلى جانب مهرجان السينما الخيالية بجنوب فرنسا من 11 إلى 27 جانفي الذي حمل شعار ”المغرب العربي دائما أقرب مما نتصوره”، مهرجان جوتنبرغ بالسويد من 25 جانفي إلى 4 فيفري، والمهرجان الدولي السينمائي بطهران من 31 جانفي إلى 10 فيفري. ويرتقب أن يشارك الفيلم أيضا في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية لواغادوغو-فيسباكو- (بوركينا فاسو) من 23 فيفري إلى 02 مارس. وتروي أحداث الفيلم الروائي ”يما” التي كتبته جميلة صحراوي وقامت فيه بأداء الدور الرئيسي، مأساة أسرة جزائرية تتفكك بعد فقدان الأم لابنها الضابط بسبب فعل إرهابي متوحش، ثم تتطوّر الأحداث فتدور شكوك في رأس الأم بتورط ابنها الأصغر ”علي” الذي التحق بالجبل وتتفاقم الصراعات بين الشخصيتين، فلم تشفع صكوك الغفران التي حاول الابن في كل مرة تقديمها لأمه أن ترحمه وتعفو عنه، معتبرة، أنّه ابنها طارق اغتيل على أيدي أصحابه الإرهابيين وليس بالضرورة بيديه هو. ويركّز ”يما”، في ساعة ونصف من الزمن، على العوالم النفسية للشخصيات، ويظهرها بالنظرة وحركة الجسد أكثر منه بالكلام، حيث تناولت المخرجة بإمعان الحالات النفسية والصراعات التي تمزق شخصيات الأم والابن والحارس، وتبدوشخصية الحارس، وهوشاب من المغرر بهم يفقد يده في إحدى العمليات فيكلفه الابن بحراسة البيت ومنع الأم من الخروج، لكن سرعان ما ينشأ تقارب بين الطرفين، ويشكل الحارس الدور المحوري في وقائع القصة، إذ يصفي ”علي” في الأخير بعد أن لجأ إلى أمه اثر إصابته برصاصة على مستوى الفخذ، ثم يقتل نفسه لينهي بذلك صراع الأم وولدها ويضع حدا لحياته الضنكة بسبب عاهته. وطرحت المخرجة الموضوع على طريقة التراجيديا الإغريقية، واختارت تجسيد القسوة، من خلال عدم إعطاء الدواء لابنها الجريح إلا بعد أن نال منه الألم، كما استغنت عن الموسيقى التصويرية وتعويضها بأصوات من الطبيعة كتغريد العصافير وأصوات النحل والذباب والرياح، واعتمدت على الحوار المقتضب، إلى حد أن أصبح الصمت طاغيا على الفيلم على اعتبار حدة المواقف التراجيدية في الفيلم تجعل الصورة تؤدي دورها التعبيري أكثر من أي كلام، مع التركيز على تعابير الجسد وملامح الوجه لإبراز التناقضات والصراعات الذاتية في شخصيات الفيلم. يذكر، أن الفيلم شارك بمهرجان البندقية في شهر سبتمبر الماضي، وحصل على جائزة أفضل ممثلة بمهرجان ”نامور” ببلجيكا، وجائزة أحسن صوت بمهرجان ”موسكو”، كما اختير للمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية الهامة. وتعد جميلة صحراوي أحدى أبرز المخرجات الجزائريات، ولدت بالجزائر سنة 1950، درست الأدب قبل أن تلتحق بباريس للحصول على شهادة في الإخراج والتركيب من معهد الدراسات العليا السينمائية، أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية، انتقلت إلى إنتاج الأفلام الطويلة سنة 2006 بفيلم ”بركات” الذي حصل على العديد من التقديرات الدولية منها جائزة أحسن فيلم عربي بالمهرجان السينمائي الدولي بالقاهرة، وجائزة أحسن فيلم إفريقي بالطبعة السادسة عشر للمهرجان السينما الإفريقية، الأسيوية والأمريكية اللاتينية بميلان الايطالية.