حنون تدعو للالتفاف حول موقف الجزائر الرافض للتدخل العسكري في مالي طالبت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، بوجوب الالتفاف حول الموقف المبدئي للجزائر بخصوص الأوضاع التي تميّز منطقة الساحل الإفريقي، لاسيما شمال مالي الشقيق، مشدّدة على ضرورة عدم التراجع عن مبدأ مناهضة كافة أشكال التدخل العسكري في هذه المنطقة بأية حجة كانت. وأكدت السيدة حنون في خلال اشرافها على اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال في دورة طارئة بالمقر المركزي للحزب “الحراش”، تبعا لتطورات الأوضاع على الحدود الجنوبية للوطن، أنّ هذا الوضع يتطلب من الجزائر أن تبقى وفية لمبادئها التاريخية والثابتة بخصوص رفض التدخل العسكري في شمال مالي والتمسك بالحلول السلمية للأزمة. وأوضحت، أنّ حركتها السياسية ترفض رفضا قاطعا المساس بأمن وسيادة دولة مالي في إطار بوادر التدخل العسكري المحتمل بالمنطقة، بحجة مكافحة الارهاب، معتبرة أن الشعب الجزائري لا زال حريصا كل الحرص على السيادة الوطنية ويساند مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في الذود عن أمن وسلامة الوطن. وأضافت حنون في هذا الشأن، أنه لا يتصوّر أن يقبل أي كان بجر الجيش الوطني الشعبي إلى “المستنقع المالي”، في إشارة منها إلى محاولة بعض الأطراف الخارجية التأثير على المواقف الجزائرية المشرفة، التي لا زالت متمسكة بضرورة معالجة هذه الأزمة بالطرق السلمية المتاحة. وجدّدت مسؤولة حزب العمال موقفها من أن المساعي الرامية للتدخل العسكري في شمال مالي لا يعكس أبدا النية في محاربة الارهاب ومتابعة الجريمة المنظمة، بقدر ما يعكس الرغبة الملحة للدول الإمبريالية في استنزاف خيرات وموارد المنطقة بصفة عامة، محذرة من الانعكاسات الخطيرة لهذا التدخل على الحدود الجنوبية للجزائر وعلاقاتها مع الدول المجاورة. و قالت المتحدثة، أنّ “موقف حزبها الرافض جملة وتفصيلا لهذا التدخل نابع من حرصه على الدفاع عن السيادة الوطنية فيما يتعلق بالحفاظ على أمن وسلامة منطقة الساحل الافريقي وشمال مالي المستهدف حاليا..”. وندّدت الأمينة العامة لحزب العمال في هذا السياق، بمحاولة الدول التي أسمتها بالإمبريالية تحويل منطقة الساحل إلى أفغانستان ثانية، مثلما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا البلد سنة 2001، ما خلّف دمارا كبيرا في هذا البلد وخسائر بشرية ومادية معتبرة. كما ذكرّت، بأنه حان الوقت ليقتنع الغرب بأن محاربة الارهاب لابد أن تراعي بدرجة أولى الحلول السلمية والوقائية، موضحة أنّ الجزائر قد تغلبت على محنتها لوحدها دون أي تدخل أجنبي. ومن جهة أخرى، ذكرت المتحدثة بمؤتمر الطوارئ الدولي الثاني المقرر عقده في أقرب الآجال والذي سيكون موضوعه حول رفض التدخل العسكري في شمال مالي ورفض الحروب واستغلال الشعوب، معتبرة أنّ هذا المؤتمر سيكون امتدادا للمؤتمر الطوارئ الدولي الأول الذي نظم بالجزائر سنة 2011 والذي شاركت فيه عدة تنظيمات عمالية ونقابية أوربية ودولية. وبخصوص الشق السياسي الوطني، جدّدت السيدة حنون دعوتها لضرورة الإسراع في تعديل الدستور باشراك كافة الفعاليات السياسية والجمعاوية، لضمان الحفاظ على فحوى الاصلاحات السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية بما يخدم المصلحة العليا للبلاد.