تمكنت شركة نفطال من التحكم في عملية توزيع غاز البوتان في العديد من مناطق الوطن التي شهدت أزمة حادة السنة الماضية، حيث واجه المواطنون، خاصة سكان القرى، صعوبات كبيرة في الحصول على قارورات الغاز لمواجهة البرد القارس الذي لم تشهده الجزائر منذ سنوات، والذي أدى إلى تشكل طوابير أمام محطات نفطال التي اتخذت هذا العام احتياطاتها لمواجهة مشكل الندرة والمضاربة، من خلال مضاعفة نقاط البيع التي بلغت ثمانية آلاف نقطة، فضلا عن إنشاء مائة مركز للتخزين والضبط للاستنجاد بها عند الحاجة. وفي هذا الصدد، أشار مدير الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة لنفطال، السيد جمال شردود ل ”المساء”، أن الشركة اتخذت احتياطاتها وبدأت بالتحضير لمواجهة شتاء هذا العام منذ أواخر شهر أفريل الماضي، بالتنسيق مع السلطات المحلية وإشراف وزارة الطاقة والمناجم، كما تم في هذا الصدد، تحديد احتياجات كل منطقة والقيام بصيانة المنشآت التي اشتغلت شتاء العام الماضي، مع تجديد المخازن، والأخذ بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي عرفتها الجزائر السنة الماضية. وكأول إجراء قامت به نفطال، هو حملة تحسيسية موجهة للمواطنين لحثهم على تعبئة قارورات الغاز التي في حوزتهم قبل حلول فصل الشتاء، تفاديا لتكرار ما حدث لهم السنة الماضية، حيث سمح ذلك -حسب المتحدث- بتخفيف الضغط الذي سعت الشركة للحد منه هذا العام، من خلال إنشاء 10مراكز تعبئة مصغرة في النقاط السوداء التي سجلت السنة الفارطة بالعديد من الولايات، إذ تسمح بتعبئة 1600 قارورة في حالة انقطاع الطرق، وهي مراكز جديدة تضاف إلى 42 مركزا متواجدا عبر التراب الوطني. من جهة أخرى وفي إطار برنامج العمل الذي ضبطته شركة نفطال، فقد تمكنت من الاستجابة للاستهلاك المتزايد الذي بلغ حوالي 450 ألف قارورة غاز بوتان هذه الأيام، نتيجة تدني درجات الحرارة، خاصة في المناطق النائية التي يرتفع فيها استهلاك هذه المادة التي تتعدد استعمالاتها من طبخ وتدفئة، بينما بلغ الاستهلاك خلال السنة الماضية 700 ألف قارورة يوميا، مقابل 350 ألف قارورة في الأيام العادية. وحسب السيد شردود، فإن شركة نفطال أخذت بعين الاعتبار وضعية قارورة الغاز القديمة، حيث أدرجت هذه السنة 500 ألف قارورة جديدة، كما دعمت وسائل نقل المادة من ميناء أرزيو بباخرتين إضافيتين، ليرتفع عدد البواخر إلى أربعة. ولمحاربة المضاربة التي يستغلها البعض أثناء ارتفاع الطلب على غاز البوتان، حيث يرفعون أسعار القارورة من 200 دينار عند نفطال إلى الضعف أحيانا، وقد اتخذت الشركة إجراء خاصا منذ السنة الماضية، تمثل في التعامل مع رؤساء البلديات لمعرفة حاجيات المواطنين وتوفير العرض المناسب لقطع الطريق أمام الانتهازيين الذين يستنزفون جيوب المستهلكين، مستغلين الظروف الصعبة في فصل الشتاء. وفي هذا الصدد، تسعى شركة نفطال - حسب مدير الاتصال - إلى بلوغ طاقة تخزين من هذه المادة تصل إلى 30 يوما، عوضا من 12 إلى15 يوما المتوفرة حاليا، كما تتوفر الشركة على مراكز تعبئة فيها كل الوسائل والمعايير التكنولوجية التي تستجيب للنوعية والأمن. من جهة أخرى، لم تغفل شركة نفطال مربي الدواجن الذين يعتبرون من أكبر مستهلكي قارورة الغاز، حيث اقترحت عليهم صهاريج البروبان التي تجاوب معها عدد منهم، بينما اتخذت حلولا خاصة بالذين لم يستجيبوا لفكرة الصهاريج، من خلال وضع منطقة خاصة بهم لاقتناء حاجياتهم من الغاز.