تكشف تقديرات وزارة الطاقة أن مستوى اقتناء غاز البوتان في الجزائر يتراوح ما بين 350 و400 ألف قارورة غاز يوميا، أي بمعدل 12 مليون قارورة شهريا. ويمكن في الحالات الاستثنائية أن يرتفع الطلب كما يحدث في الأوقات الاستثنائية. تقدر حظيرة قارورات الغاز في الجزائر بما بين 22 إلى 23 مليون قارورة غاز، أي بمعدل يقترب من 63 بالمائة من إجمالي عدد السكان، مقابل تغطية بالغاز الطبيعي بنسبة ربط قدرت مع نهاية سنة 2011 بحوالي 48 بالمائة. واستنادا إلى التقديرات الإحصائية المتوفرة، فإن أسرة جزائرية من اثنتين على الأقل تمتلك قارورة غاز كحد أدنى، وتستغلها بصورة دورية خاصة في الأعياد والأفراح، وغالبا ما يتضاعف الطلب في فصل الشتاء بنسب تتراوح ما بين 10 بالمائة كحد أدنى إلى 50 بالمائة، يضاف إليها عامل المضاربة وارتفاع الطلب بصورة اصطناعية، تؤثر في السوق. ويرجع الخبير الاقتصادي الدولي، جورج ميشال، مشاكل التزود بالمواد المشتقة، منها غاز البوتان، كما برز في مصر والجزائر، إلى نقص في تنظيم شبكات التوزيع والقنوات المؤدية لها، ملاحظا أن نقص تنظيم سوق التوزيع ومركزية التسيير ونقص نقاط التوزيع وغياب شبكات تجارية بقنوات ومخازن متعددة، يضع الضغط دائما على مناطق محددة ويخلق بالتالي المضاربة والنقص، وبالتالي فإن المشكل غالبا ما لا يكمن في الكمية التي تسوق بقدر ما يرتبط بكيفية توزيعها عبر مختلف المناطق، ما يخلق البلبلة والفوضى في المناطق التي يكثر فيها الطلب ويساهم في دفع المستهلك إلى سلوك غير عقلاني، ويعطي الانطباع بأن الوفرة غير موجودة، حتى ولو تم ضخ كميات إضافية، لأن المستهلك يكون قد فقد الثقة ويحاول أن يضمن لنفسه تأمين حاجياته بأي طريقة، وهو مجال يدفع إلى المضاربة، وبالتالي ارتفاع الأسعار كما شهدته دول مثل مصر والجزائر، ودول تفتقد لسوق منظم ومهيكل بقنوات وشبكات توزيع وتخزين تضمن الوفرة في مختلف المناطق.
بسبب عدم احترام شروط السلامة انفجارات غاز البوتان قتلت 13 شخصا وخلفت 115 جريح في 2011
أودت حوادث انفجارات قارورة غاز البوتان بحياة 13 شخصا، خلال العام الماضي، فيما بلغ عدد الضحايا، منذ بداية السنة الجارية، 5 أشخاص، بسبب تسربات الغاز منها، وعدم احترام شروط السلامة. أفاد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد عاشور فاروق، في تصريح ل''الخبر''، أمس، بأن الحصيلة الخاصة بانفجارات قارورة غاز البوتان تسببت في وفاة 13 شخصا خلال السنة الماضية. وأضاف المتحدث: ''لقد بلغ عدد الضحايا من الرجال 11 رجلا أما فيما يخص النساء فقد توفيت امرأة واحدة وطفل أيضا''. وتم تسجيل خلال نفس الفترة 47 حادثا، تسببت في إصابة 115 شخص بجروح بينهم 84 رجلا و22 امرأة وتسعة أطفال، أصيب أغلبهم بحروق خطيرة. وأضاف المتحدث بأن حوادث انفجار قارورة غاز البوتان تسببت، منذ بداية السنة الجارية، في وقوع حوالي 10 حوادث خلفت وفاة 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح خطيرة. ومن بين الحوادث التي سجلت هذا الشهر، انفجار قارورة على مستوى أحد الأكواخ بولاية المدية، ما تسبب في حروق متفاوتة الخطورة لأربعة أشخاص من عائلة واحدة، كما سجلت ذات المصالح وفاة شخص من جنسية أجنبية بعين تموشنت، وجد جثة هامدة على شاطئ البحر. أما في باتنة، فتم تسجيل 6 جرحى جراء اصطدام سيارة بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي نفس السياق، لقي شخص في الثمانين من عمره حتفه، فيما أصيبت زوجته بجروح خطيرة، إثر حادث انفجار قارورة غاز البوتان، بولاية البيض، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية بالبيض. وسجل الحادث بقرية التواليل التابعة لبلدية الكراكدة، حيث وقع إثر محاولة الضحية إشعال النار دون علمه بوجود حالة تسرب من قارورة غاز البوتان، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاته بعين المكان، وإصابة زوجته بجروح خطيرة، نقلت على إثرها على جناح السرعة إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ''محمد بوضياف'' بالبيض، لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة. وأوضح الرائد عاشور فاروق بأنه يجب احترام إجراءات السلامة لتجنب حوادث انفجار قارورة الغاز، والتي تتمثل أساسا في عدم استعمال القوة في فتح وإغلاق صمام القارورة، كما لا يجب استعمال أي مطرقة في فتح وقفل الصمام. وأضاف: ''كما لا يسمح بنقل الغاز من قارورة إلى أخرى، لأن ذلك قد يؤدي إلى انفجارها وتعريض حياتك للخطر''. ويبقى التأكد من عدم وجود لهب أو نار مكشوفة أثناء تغيير القارورة، شرطا أساسيا، كما يجب التأكد عند استعمال القارورة من عدم وجود تسرب باستعمال رغوة الماء والصابون، كما لا يجب استخدام اللهب أو الكبريت للتأكد من عدم وجود تسرب، لأن ذلك قد يهدد حياتك وحياة الآخرين للخطر.
قارورة الغاز مؤمّنة في حدود 150 دينار يتم حاليا ضمان وتأمين قارورات الغاز المتوفرة في السوق، بما في ذلك تلك التي يستخدمها الخواص. ويقدر معدل قيمة التأمين على قارورة الغاز بحوالي 150 دينار للقارورة لدى شركات التأمين وإعادة التأمين. ويضمن التأمين كافة أشكال الخلل التي قد تصيب قارورة الغاز وإمكانية تسجيل حوادث نتيجة ذلك، وهو ما يثير إشكالا كبيرا حاليا بين نفطال والخواص الذين يستخدمون قارورات الشركة العمومية، حيث تقع المسؤولية المدنية والجنائية على صاحب القارورة أي نفطال، وبالتالي ارتأت الشركة العمومية إعادة تحديد العلاقة التي تكفل للشركات الخاصة استخدام قارورات الغاز الخاصة بنفطال بصورة منظمة ومؤطرة، وإلا استخدام قارورات خاصة بهم لتحديد المسؤولية المدنية والجنائية. وتعمل حاليا حوالي 14 شركة خاصة إلى جانب نفطال في مجال توفير غاز البوتان في السوق. ويتم بصورة دورية استبدال 500 ألف قارورة غاز لتجديد القارورات التي يتبين بأنها غير صالحة بعد معاينتها، من قبل نفطال أساسا، وتقدر مدة صلاحية قارورة الغاز كمعدل ب5 سنوات، ويتم بعدها تجريب صلاحيتها، وإذا تبين عدمها، فإنه يتم تحطيمها وإخراجها من الخدمة تماما. وشرع فرع نفطال ''باغ'' في اقتناء، عبر مناقصة خاصة في 2012، مواد أولية لصناعة قارورات الغاز، موازاة مع توفير قارورات غاز جديدة بأحجام مختلفة في السوق، تتلاءم مع مختلف الاستخدامات في السوق.
الجزائر تنتج 400 ألف وحدة يوميا الأزمة أظهرت العجز وأدت إلى رفع الإنتاج ل700 ألف قارورة يوميا أظهرت الأزمة الأخيرة في توزيع قارورات غاز البوتان النقص الكبير في إنتاج وتوزيع هذه المادة، التي لا يزال الكثير من الجزائريين يستعملونها، حيث أن إنتاج نفطال الذي بلغ 400 ألف قارورة يوميا في الفترات العادية، لم يعد يكفي، ما دفعها لمضاعفة الإنتاج والوصول إلى 700 ألف وحدة يوميا. أثبتت موجة البرد النقص الكبير الذي تعاني منه الجزائر في مجال التزويد بالغاز، سواء الطبيعي أو غاز البوتان. فقد أظهر ارتفاع الطلب وتوزيع أكثر من 10 ملايين قارورة غاز أن الكثير من الجزائريين في المدن الكبرى والعاصمة لايزالون يستعملون غاز البوتان. وأشار مصدر مقرب من مؤسسة نفطال أن هذه الأخيرة تنوي القيام باستثمارات جديدة في تعبئة قارورات الغاز، من أجل الرفع من قدرتها الإنتاجية وتغطية حاجيات السوق اليومية، خاصة مع ظهور العديد من المشاكل بسبب التقلبات الجوية التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، والتي كشفت عن العديد من النقائص في مجال توزيع المواد النفطية. وهذا في نفس سياق برنامج سوناطراك لإنشاء مصافي ومحطات تكرير جديدة من أجل تغطية الطلب على المنتجات النفطية للسنوات ال40 المقبلة، بالإضافة إلى مشروع لإنشاء محطات للتزويد بغاز البروبان على مستوى المناطق المعزولة، التي لا يمكن إيصال غاز البوتان إليها في ظل الظروف المناخية السيئة. وتبلغ حاجيات السوق من غاز البوتان، التي تقدر ب5,1 مليون طن سنويا، في الوقت الذي توفر نفطال لوحدها 1,2 مليون طن سنويا، دون استعمال جميع طاقاتها الإنتاجية، التي يمكن أن تصل إلى مستوى يفوق مليوني طن سنويا. أما الخواص، فإن حصتهم تقدر ب20 بالمائة، بمعدل 300 ألف طن سنويا. وتمتلك نفطال 42 مركز تعبئة، و50 مركز تخزين للغاز، و9000 نقطة بيع.
المراقبة أكثر من ضرورة لابد على المستهلك أن يتخذ العديد من الخطوات قبل استعمال قارورة غاز البوتان وبعد استعمالها. وأهم هذه الخطوات، مراقبة احتواء القارورة على عازل مطاطي في مكان خروج الغاز، عند تركيبها باليد، وعدم استعمال أدوات أخرى حتى لا تتلف المعدات ويتسرب الغاز. وبعد تركيبها، مراقبة أي ترسب للغاز باستعمال الماء برغوة الصابون، لمراقبة القارورة ومكان ربطها، وكذا الأنبوب الموصل للغاز. وبعد استعمال القارورة، لابد من غلقها لتفادي أي حادث في حال وقع تسرب. كما ينهى المختصون عن القيام بتفريغ القارورة إن لم يتمكن المستهلك من استعمالها، وعليه ردها للبائع لاستبدالها.