تسجل العديد من المناطق بولاية بجاية، نقصا محسوسا في التزود بمادة البوتان، حيث غالبا ما يطول انتظار المواطنين بالقرى الريفية أمام محطات التوزيع من أجل التزود بهذه المادة الهامة، في غياب غاز المدينة، وبالرغم من أن المصالح المعنية اتخذت الإجراءات اللازمة من أجل تفادي الندرة، إلا أننا سجلنا هذا النقص في العديد من البلديات الواقعة بالمناطق الريفية، على غرار توريرت إغيل، شميني، بوجليل، فرعون، بوخليفة، ذراع القائد وغيرها. وأكد العديد من المواطنين ل “المساء”، أن ندرة قارورة غاز البوتان صارت ترهقهم منذ أكثر من أسبوعين بسبب تساقط الثلوج في المرتفعات، والانخفاض الكبير في درجات الحرارة، حيث أن رغم الكميات المعتبرة التي توفرها المصالح المعنية، إلا أن النقص في هذه المادة ظهر جليا في الميدان، مما جعلهم يضطرون إلى البحث عن قارورات البوتان لدى بائعي هذه المادة، والانتظار طويلا من أجل التزود بها. الإفراط في الاستهلاك يزيد في الإقبال ويصنع الندرة ولعل من بين الأسباب التي أدت إلى تسجيل نقص في هذه المادة، هو الإقبال الكبير على قارورات الغاز، من خلال استعماله للتدفئة من طرف المواطنين في المناطق الجبلية، مما جعل الاستهلاك يشهد ازديادا معتبرا في هذه الفترة، خاصة أن موجة البرد التي اجتاحت المنطقة في الآونة الأخيرة أدت إلى إقبال سكان الأرياف على هذه المادة الحيوية، مثلما أكده لنا بعض باعة البوتان قائلا؛ “غالبا ما يلجأ السكان إلى استعمال قارورة الغاز للتدفئة، خاصة أن العديد من القرى ليست مزودة بغاز المدينة، مما يفسر هذه الندرة منذ أسابيع، حيث غالبا ما نجد أنفسنا أمام حتمية توزيع القارورات بكيفية عادلة من أجل تمكين كل المواطنين من التزود بهذه المادة، رغم أننا نجد مشاكل كثيرة لإقناع السكان بهذه الفكرة”. من جهة أخرى، أجمع العديد من باعة البوتان في المناطق الريفية، على أن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النقص هو الارتفاع الكبير في الاستهلاك، خاصة في المناطق الريفية، بدليل أن قارورة غاز البوتان تعتبر الوسيلة الوحيدة التي تمكّن السكان من مواجهة البرد في غياب غاز المدينة، وهو ما جعل المواطنين يلجؤون إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال حجز عدد كبير من القارورات من أجل تفادي المشاكل، كما ساهم مربو الدواجن في ظهور هذا النقص بسبب استهلاكهم الواسع لغاز البوتان، ورغم أن السلطات المحلية للولاية كانت قد طالبت البلديات بتوفير مخازن لهذه المادة، إلا أن ذلك لم يتم إلا بثلاث بلديات فقط.
المصالح المعنية تتخذ بعض التدابير لتفادي النقص وقد لجأت المصالح المعنية في الولاية، على غرار مؤسسة نفطال، إلى اتخاذ بعض التدابير من أجل الحد من أزمة غاز البوتان، بداية بالتنسيق مع البلديات وتوفير المخازن التي تمكن من توفير الكمية اللازمة للسكان، رغم أن العديد من البلديات لم تستجب لطلب والي الولاية بخصوص توفير هذه المخازن لتفادي الأزمة، مثلما حدث السنة الماضية، كما أننا علمنا من نفس المصالح أن المركز يشتغل بكل إمكاناته وقدراته الإنتاجية وبدون انقطاع، من خلال رفع نسبة الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية، بدليل أن مخزون هذا العام يحتوي على 100 ألف قارورة، كما أن المركز يشتغل حتى أيام نهاية الأسبوع من أجل توفير هذه المادة الحيوية للمستهلكين، خاصة أن العديد من أحياء عاصمة الولاية، على غرار تاقليعت، إحدادن أوفلا وغيرها، يستعملون غاز البوتان، بالإضافة إلى القرى والمداشر في الأرياف، مما يجعل نسبة الاستهلاك تسجل ارتفاعا كبيرا.