سماسرة وراء ندرة غاز البوتان و سعر القارورة يصل إلى 500 دج فتحت مصالح مديرية الطاقة و المناجم بولاية عنابة ظهيرة أمس الأربعاء تحقيقا إستعجاليا حول أسباب ندرة غاز البوتان، و ذلك بنزول فرق منها إلى الميدان بمعية مصالح مديرية المنافسة و الأسعار لمعاينة مختلف نقاط البيع المعتمدة لتزويد المواطنين بقارورات الغاز، لأن هذه القضية كانت من بين النقاط التي تمت إثارتها خلال اللقاء الذي جمع والي الولاية صبيحة أمس بممثلي وسائل الإعلام، و تأكيد الصحافيين على وجود ندرة حادة في هذه المادة بناء على شكاوى المئات من المواطنين جعل الوالي يأمر مدير الطاقة و المناجم بالفتح الفوري لتحقيق ميداني في القضية، مع الإصرار على تسليط عقوبات رادعة في حق كل من يثبت ضلوعهم في تفاقم الأزمة، تصل حد المتبعة القضائية، مع التعليق الفوري للنشاط التجاري بصفة آلية، لأن تزايد الطلب على قارورات الغاز منذ بداية الأسبوع الجاري قالبته ندرة حادة، إستغلها بعض السماسرة لفرض منطقهم، و رفع تسعيرة القارورة إلى عتبة 500 دينار جزائري. إلى ذلك كشف مدير الطاقة و المناجم لولاية عنابة في مداخلته أمس بمقر الديوان بأن مصالحه كانت قد بادرت إلى إتخاذ جملة من التدابير الميدانية للتصدي لهذه الظاهرة، التي تطفو على السطح مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، و ذلك بإلزام أصحاب نقاط البيع بعدم بيع أكثر من قارورتين لكل مواطن، بغية توفير غاز البوتان لأكبر عدد ممكن من مستعمليه. كما حاول ذات المتحدث تبرير عدم تسجيل ندرة في قارورات الغاز بالتأكيد على أن نسبة التغطية بغاز المدينة تتجاوز 75 بالمئة بإقليم الولاية، كما أن مركز نفطال بعنابة يوزع يوميا على حد قوله 9 آلاف قارورة غاز البوتان، مع إمكانية رفع هذه الحصة إلى عتبة 12 ألف قارورة يوميا، في الفترات التي يبلغ فيها الطلب على هذه المادة الحيوية ذروته، مضيفا في السياق ذاته بأن مديرية الطاقم و المناجم بولاية عنابة تحصي 34 نقطة بيع معتمدة بصفة رسمية و قانونية، لكن السبب في تسجيل الندرة في التزويد بقارورات الغاز يكمن حسبه في قدوم بعض السماسرة من ولايات مجاورة، خاصة قالمة، سوق أهراس، الطارف و سكيكدة إلى ولاية عنابة و شراء أكبر عدد ممكن من القارورات المعروضة على مستوى نقاط البيع دفعة واحدة، من أجل طرحها للبيع في السوق الموازية على مستوى الولايات التي بلغت فيها الندرة أعلى مستوياتها، و بالتالي البحث عن هامش كبير للربح.و في نفس الإطار أكد ذات المتحدث بأنه مصالحه كانت قد تلقت إشعارات من دائرة الحجار بتسجيل ندرة في قارورات غاز البوتان على مستوى قرية عين الكرمة، و كذلك الشأن بالنسبة لدائرة برحال التي بلغت عن حاجة سكان بلديتي وادي العنب و التريعات لحصص إضافية من قارورات غاز البوتان، في الوقت الذي تم فيه إتخاذ بعض التدابير لتوفير أكبر حصة ممكنة لسكان بلدية سيرايدي، رغم أن بعض المناطق بقرى بلديات شطايبي، التريعات، وادي العنب، سيرايدي،العلمة، الشرفة و عين الباردة تعرف ندرة في قارورات الغاز، حيث تشهد مراكز التوزيع تشكل طوابير طويلة ، يصطف فيها الكثير من المواطنين مع بزوغ كل يوم جديد بغية الحصول على قارورة غاز، التي تضاعفت الحاجة إليها بعد اشتداد موجة البرد. مقابل ذلك فقد لجأ البعض ممن لم يحالفه حظ الحصول على قارورة غاز للاستعانة بالحطب للطهي والتدفئة، على إعتبار أن العديد من المضاربين و السماسرة أصبحوا يفرضون منطقهم هذه الأيام، حيث يقومون بتخزين قارورات الغاز لرفع الأسعار، بدليل أن الحاجة إلى هذه المادة وضعت المئات من سكان ولاية عنابة أمام خيار التوجه إلى بلدية الشط بولاية الطارف، و شراء قارورة غاز البوتان بتسعيرة لا تقل عن 500 دينار.