يعاني معظم سكان القرى والمناطق النائية بولاية وهران في الفترة الأخيرة تذبذبا كبيرا في توزيع غاز البوتان المعبىء في قارورات في المنازل للتدفئة والطبخ وغيرهما، فأصبح من الصعب على هؤلاء توفير هذه المادة الضرورية، خاصة في فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة واضطراب الأحوال الجوية فزاد الطلب عليها أضعافا مضاعفة مقارنة بالمواسم والفصول الأخرى وغالبا ما يختفي غاز البوتان تماما بالمناطق المعزولة عن المدينة لعدة أسابيع. وفي مثل هذه الحالات تزيد معاناة السكان وخاصة أرباب الأسر الذين يضطرون إلى التنقل إلى المدن القريبة من مداشرهم لتعبئة قارورات الغاز سواء من محطات توزيع الوقود من المحلات التي توفر هذه المادة، فيعبئون أكبر قدر من القارورات تحسبا لحدوث ندرة أو نقص من حين لآخر. هذا الوضع المطروح منذ عدة أسابيع دفعنا إلى إجراء إستطلاع بعدد من القرى المعزولة بالولاية فكانت وجهتنا بوسفر والعنصر وبوتليليس وعين الكرمة وضواحيها، وهناك تأكدنا من خلال تصريحات العديد من المواطنين بأن غاز البوتان غاب فعلا هناك، وتزامنت هذه الندرة وفصل الشتاء المصحوب ببرودة الطقس الشديدة المسجلة في هذه الايام وقساوة الطقس. وقال بعض سكان قرية سيدي حمادي ببلدية العنصر بأن الشاحنات التي تجلب غاز البوتان إلى قريتهم لم تزرهم منذ شهر أو ما يزيد فيضطرون الى التنقل الى أقرب محطة وقود بالعنصر أو بوسفر بحثا عنه فتارة يجدون ضالتهم لكن بسعر مرتفع نوعا ما، فبمحطة التوزيع لايزيد سعرها عن 200 دج أما الموزعون الخواص فيرفعونه إلى 250 دج ويتحدث مواطنون آخرون بالعنصر وبعض قراها مثل قرية الڤدارة عن المضاربة في أسعار الغاز المعبأ في القارورات، بحيث وصلت في بعض فترات الندرة الحادة الى 500 دج، وهذه بطبيعة الحال تصرفات تجار انتهازيين يستغلون الفرص وحاجة الناس إلى هذه المادة الضرورية في عز الشتاء لمعاودة البيع وبضعف السعر. وعبر هؤلاء المواطنين عن معاناة حقيقية يتكبدونها في هذه الفترة بالذات فنقص الغاز يعني بالضرورة نقص التدفئة والبرد والرطوبة يعرضان للأمراض مثل الزكام والانفلونزا وضيق التنفس وغيرها، ويكون الاطفال والرضع أول من يصاب بها، وحتى أجهزة التدفئة الكهربائية لا تنفع كثيرا بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء التي سجلت خلال الايام الماضية بعدة قرى نائية بالبلديات المذكورة وغيرها ايضا بضواحي وهران. وبطبيعة الحال يكون سكان الأحياء التي لم تصلها شبكة التوزيع العمومي للغاز أكثر تضررا من هذه الندرة من سكان المدن رغم أن السلطات المحلية قد وعدت بربط ديارهم بهذه الشبكة. وخلال جولتنا الاستطلاعية ببوتليليس التي اشتكى سكانها كثيرامن تذبذب التوزيع صادفنا شحنة من غاز البوتان قادمة إلى إحدى محطات التوزيع، فسارع إليها العديد من المواطنين وراحوا يملؤون ما أمكنهم من القارورات لكن السعر لم يتغير أي 200 دج للقارورة الواحدة مثلما حددته شركة نفطال بكافة محطات توزيع الوقود. وحسب تصريحات نفس المواطنين فإن مشكل نقص غاز البوتان أصبح يطرح في كل فصل شتاء بالقرى والمداشر لأن زيادة الطلب يؤدي بالضرورة الى قلة العرض وبالتالي ارتفاع الأسعار. وتحدثت بعض المصادر عن أسباب أخرى أدت إلى حدوث الندرة منها الاقبال الكبير لمربي الدواجن على غاز البوتان لتوفير التدفئة داخل المدجنات تفاديا للخسائر كما أن الغاز أقل تكلفة من الكهرباء ولا يحتاج إلى تجهيزات كبيرة. ومهما كانت الاسباب فالنتيجة هي نفسها وقضية تذبذب توزيع غاز البوتان مطروحة فعلا بوهران وعدة ولايات أخرى مجاورة كعين تموشنت، ولتوضيح الاسباب الحقيقية لذلك إتصلنا مرارا وتكرارا بالمصالح المعنية التابعة لشركة نفطال المتخصصة في توزيع غاز البروبان المميع منها مديرية وهران الكائنة بحي النخيل والمديرية العامة بالعاصمة لكن لا حياة لمن تنادي، ورفض كل من اتصلنا به الادلاء بأي تصريح وتوضيح الأمور. وعلمنا من جهات مطلعة أن من بين أسباب ندرة غاز البوتان هو إنهاء شركة نفطال بوهران تعاملها مع الخواص الذين أسندت لهم في السابق مهمة تعبئة غاز البوتان والبروبان مع نهاية السنة الماضية لكن لماذا وكيف؟ هذا ما تعذر علينا معرفته في غياب تصريحات المسؤولين بنفطال. وللتذكير فإن المؤسسة الوطنية لتوزيع المواد النفطية نفطال أرقاما هاتفية في متناول المواطنين للإطلاع على نقاط توزيع غاز البوتان على مستوى كل منطقة والتحرك إن استدعي الامر حسبما أعلنه أول أمس الرئيس المدير العام السيد سعيد عكوش لوكالة الأنباء وأرجع المشكل إلى التقلبات الجوية أما الأرقام فهي (041-82-01-12) و(021-82-01-19) وحاولنا بدورنا الاتصال بها للاستفسار لكن لم تلق أي ردود.