تحصلت على الفضية في ماراطون دبي ولم ألق أي اهتمام في الجزائر تحصل على الميدالية الفضية في ماراطون دبي العالمي هذا العام، وجاء في المرتبة الثانية وراء عداء كيني متفوقا على عداء مغربي، توفيق بن بريك، الذي اقترن اسمه بالميداليات في اختصاص المسافات الطويلة، يبقى بعيدا عن الأضواء رغم تألقه خارج الوطن وتشريفه للجزائر، عن كل هذا وعن مشواره ومشاريعه يجيب على أسئلة ”المساء”... ثلاث ميداليات ذهبية وطنية وفضية في ماراطون عالمي في دبي، إلا أنك بعيدا عن الأضواء، إلى ما ذا يرجع ذلك؟ — من جانبي أديت دوري وحققت نتائج إيجابية، وقضية دور الإعلام، يمكن القول بأنه هناك تهميش في حقي، رغم مشاركتي في ماراطون الإمارات أين كنت الجزائري الوحيد المشارك ضمن 24 ألف مشارك وتحصلت على الميدالية الفضية، حيث كنت أتمنى أن أحظى باهتمام وتشجيع أكبر لدى رجوعي من هناك، إلا أن ذلك لم يحدث. ربما أنت أيضا لم تظهر نفسك بالشكل الملحوظ، ليكون هناك اهتمام أكبر؟ — لقد كنت في الفريق الوطني سنوات التسعينيات وتحصلت على أرقام قياسية وطنية، وشاركت في عدة ماراطونات، وأكبر ماراطون في الجزائر بين غرداية والعاصمة في 1996، وللأسف لدى وصولي إلى قاعة حرشة التي كانت نقطة النهاية، كرمت ببذلة رياضية، رغم أنني قطعت كل المسافة من غرداية إلى الجزائر حاملا الراية الوطنية، ورجعت فارغ اليدين كأنني لم أحقق أية نتيجة، وبعدها التحقت بالمولودية وبالمنتخب الوطني إلا أنني لم ألق أي الدعم، ربما لبعد منطقة غرداية عن العاصمة أو هناك شيء آخر. لكن، رغم عدم وجود الدعم، إلا أنك واصلت المشوار وحصلت على مرتبة ثانية في أكبر ماراطون عاملي في دبي، كيف كان ذلك؟ — العزيمة والإرادة كانت في المقام الأول في حياتي، أول ما أفكر فيه دائما هو تشريف الجزائر قبل أي شيء آخر، لقد كنت أحضر في منطقة عين صالح التي لها الفضل الكبير في تألقي، وهذا دليل على أنه بإمكانيات قليلة وإرادة كبيرة، يمكن للشاب الجزائري أن يحقق أشياء كثيرة، فهمي الوحيد هو رفع الراية الوطنية . وكيف جاءتك الفرصة للمشاركة في ماراطون دبي؟ — في سنة 2002، ذهبت إلى الإمارات للعمل في نادي الأهلي كمساعد مدرب، وبعد ذلك كونت علاقات مع الإماراتيين، وأشكر رئيس الاتحادية الإماراتية لألعاب القوى، السيد أحمد الكمالي، الذي أرسل لي الدعوة للمشاركة في الماراطون، ومنح لي كل الوسائل الضرورية، وما أبكاني أنه عندما منحت لي البذلة الرياضية وجدت أن علم الجزائر مطروزا عليها، وهنا في الجزائر لما طلبت بذلة رياضية قالوا لي اشتريها من السوق، وسأعطيكم معلومة أخرى... تفضل ... — التقيت البطل العالمي توفيق مخلوفي في دبي، وقد كشف لي بأن رئيس الاتحادية الإماراتية كان له الفضل الكبير في حصوله على ذهبية الأولمبياد، لأنه كما يتذكر الجميع، كاد يقصى مخلوفي من المشاركة في سباق 1500 متر، إلا أن وجود الكمالي كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية ساعده في ذلك. وهل تلقيت مساعدة أو دعما من الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى؟ — أول تكريم أحظى به في العاصمة، هو من قبل جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، والتي أشكرها على هذه الالتفاتة، أما من الجانب الآخر فلم أتلق أي اهتمام، كأنني لم أعمل ولا شيء، لكن رغم هذا أواصل مشواري، أفيدكم بمعلومة أخرى، لدي مشروع آخر، فقد اخترت في مجلس دبي الرياضي للمشاركة في ماراطون 160 كلم، أطول ماراطون في العالم، من بين 40 عداء في العالم سيشاركون فيه، وسأعمل على الحصول على الميدالية الذهبية. ستشارك أيضا في ماراطون الدوحة، أليس كذلك؟ — هذا صحيح، أنا أنتظر فقط التأكيد على ذلك للذهاب إلى هناك، فمن المقرر أن ينظم هذا الماراطون الشهر المقبل، كما أنني سأشارك في البطولة العالمية شهر ماي القادم في مسافة 42 كلم، والتي سيكون فيها توفيق مخلوفي حاضرا في مسافة 1500 متر. وماهي مشاريعك على المدى الطويل؟ — أفكر فعلا في تكوين بعض الشبان، لقد تكلمت مع مخلوفي واتفقنا على برنامج خاص، من أجل الخروج من سياسة الاتكال، لن نعتمد مستقبلا فقط على الدولة، سنقوم بعملية انتقاء مثلما قام به في كينيا جبريل سي لاسي لتكوين أبطال العالم، سنختار من جانبنا عداءين أو ثلاثة، صغار في السن وتوقيتهم جيد، وسنعمل على تكوينهم ومساعدتهم والإشراف عليهم، حتى يشرفوا الجزائر بدون أي اتكال على الدولة. وهل هناك تفكير لتنظيم ماراطون عالمي في الجزائر؟ — مشروعنا الأول هو تشريف الجزائر، والتفكير في العالمية، يمكن القول في الوقت الراهن أننا بعيدون عنه، بالنظر إلى الأحداث التي تحيط بنا، لكن هناك مشروع مع رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات حماية البيئة، فاطمة زرواطي لتنظيم ماراطون، لأن البيئة في خدمة الرياضي وبشعار الرياضي في خدمة البيئة، سننظم هذا الماراطون وأتمنى أن يكون عالميا، باستدعاء كل الرياضيين العالميين، وقد يكون العام المقبل. وهناك اقتراح في الاتحادية الإماراتية لتنظيم ماراطون في الجزائر تخليدا لذكرى وفاة الشيخ زايد، وهذا بتدعيم إماراتي والهدف منه هو توطيد أواصر الأخوة والصداقة بين البلدين. في الأخير، هل لديك رسالة تود توجيهها إلى السلطات الجزائرية؟ — لدي رسالتان : الأولى موجهة إل الشباب، أقول أن شباب الجزائر قادر على خلق المعجزات، بقليل من الإمكانيات يستطيع أن يحقق ما لم يكن متوقعا، وأي شاب يريد أن يكون بطلا من السهل أن يحقق ذلك، ونرفع العلم الوطني ، والرسالة الثانية موجهة إلى السلطات، التي أقول لها بأننا نملك ذخيرة من الشباب لا بأس بها ونحسد عليها، وأتمنى النظر إليها فقط، كما أشكر جريدة ”المساء” على هذا الاهتمام.