وصل البطل الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي، سهرة أول أمس، إلى الجزائر وسط استقبال شعبي كبير من طرف المسؤولين وحتى من مختلف شرائح المجتمع الجزائري، لكن ما لم يكن في الحسبان أن يكون في انتظار البطل الجزائري، إلى جانب فرقة «الزرنة»، فضيحة تضاف إلى فضائح الرياضة الجزائرية الأخيرة، حيث كان سوء التنظيم حاضرا في القاعة الشرفية التي استقبلت البطل الأولمبي وعجزت وزارة الشبيبة والرياضة التي كانت الجهة المنظمة للاستقبال عن التحكم في الأمور على أحسن وجه، وحرمت حتى الصحفيين من أداء عملهم على أكمل وجه وفي أحسن الظروف، ولم تتوقف الفضائح عند هذا الحد، بل تعداه إلى شجارات أمام أعين البطل، الوزير وحتى عائلة مخلوفي في مشهد يندى له الجبين، فليست هذه الطريقة المثلى لاستقبال أبطال رفعوا راية الجزائر في المحفل العالمي والدولي. والغريب في الأمر أن بعض إطارات وزارة الشبيبة والرياضة الذين كانوا مكلفين بالتنظيم، ارتأوا التسابق لأخذ صور مع البطل الأولمبي، في ظل حالة من الشك وعدم التنظيم التي كادت أن تقلب الحفل إلى شيء آخر بعيدا عن الاحتفال. وكان وصول العداء الجزائري الذي حضر لتغطيته العديد من رجال الإعلام في حدود الساعة العاشرة وعشرين دقيقة. كما كان في استقباله وزير الشبيبة والرياضة إلى جانب عائلته. مخلوفي يُجهش بالبكاء عند رؤية والديه وكانت لقطة لقاء البطل الأولمبي مخلوفي بعائلته فور وصول طائرته من لندن الأكثر تعبيرا، حيث جهش الجزائري بالبكاء وبقي العداء الجزائري يعانق والده لمدة طويلة، خاصة وأن أمير سباق 1500 متر الجديد لم ير عائلته منذ ما يقارب سبعة أشهر كاملة قضاها في التحضير الجيد للمنافسة الأولمبية التي فاز بها وشرف الجزائر. الهاشمي جيار، جمعية اتحاد وأمل لخرايسية وفرقة زرنة في استقبال البطل وكان في استقبال مخلوفي لدى وصوله إلى الجزائر، وزير الشبيبة والرياضة الهاشمي جيار الذي حيا البطل وشكره على الميدالية التي منحها للجزائر. في حين كانت فرقة الزرنة خارج قاعة الاستقبال، إلى جانب بعض الجمعيات التي كانت متواجدة بالعديد من الشعارات، وكان على رأس تلك الجمعيات جمعية اتحاد وأمل خرايسية، في استقبال البطل الأولمبي. وجوه أولمبية عديدة تواجدتبالقاعة الشرفيةللمطار شهدت القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، حضور العديد من الوجوه الأولمبية التي رافقت العداء الجزائري في بريطانيا، على غرار نورية بنيدة مراح، ڤرني عيسى جبير، إلى جانب حماد عبد الرحمان، صاحب برونزية ألعاب أثينا الأخيرة. شقيق مخلوفي نسخة طبق الأصل له تفاجأ الجميع بمطار هواري بومدين، سهرة أول أمس، بالشبه الكبير الموجود بين مخلوفي توفيق وشقيقه الأصغر الذي حضر أول أمس إلى المطار، وكم كان الشبه كبيرا بينه وبين توفيق لدرجة أن البعض أراد أن يجري معه حوارا معتقدين أنه مخلوفي. البطل الأولمبي رفقة عائلته أقاموا في فندق الجزائر ولن يذهب إلى سوق أهراس من جانب ثاني، وبعد أن قام خليفة نور الدين مرسلي بالدورة الشرفية في الجزائر العاصمة بسيارة مكشوفة، توجه رفقة عائلته إلى فندق الجزائر الذي أقام فيه رفقة عائلته التي اشتاق إليها كثيرا، ولن يكون بمقدور البطل الأولمبي العودة إلى سوق أهراس بسبب التزامه بتحضير تجمع زيوريخ. رئيس اتحادية الملاكمة فر من القاعة الشرفية خوفا من الصحفيين إذا كان العداء الجزائري مخلوفي قد دخل إلى القاعة الشرفية بكل فخر، فإن الرياضيين الآخرين عادوا إلى الجزائر بكثير من الخجل بسبب النتائج الباهتة التي حققوها، وهو ما ينطبق أيضا على رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة الذي فر من القاعة الشرفية خوفا من أسئلة الصحفيين الذين حضروا بكثافة أول أمس لتغطية وصول البطل الأولمبي. تصريحات تصريحات تصريحات بنيدة نورية مراح بطلة أولمبياد سيدني ل «البلاد» «تحدثت معه قبل السباق ولديه قوة شخصية تؤهله لتحقيق إنجازات أخرى» أكدت البطلة الأولمبية في سباق 1500 متر في أولمبياد سيدني، أن مخلوفي توفيق له قوة شخصية كبيرة وهو الأمر الذي وقفت عليه المتحدثة عندما تحدثت إليه قبل السباق بساعة واحدة، حيث قال لها إنه سيدخل السباق بنية تحقيق الميدالية الذهبية قبل كل شيء.. «أتنبأ لمخلوفي بمستقبل زاهر وكبير في السنوات القادمة.. لمست عند محادثتي له أن لديه قوة شخصية كبيرة وإرادة من أجل تحقيق الانجازات»، تقول بنيدة التي أكدت أن فوز مخلوفي بالذهبية لا يجب أن يغطي النقائص التي تعاني منها الرياضة الجزائرية وألعاب القوى بشكل خاص، لا سيما وأن الإمكانيات باتت موجودة في الوقت الراهن مقارنة بالسنوات الماضية. حماد عبد الرحمان صاحب برونزية القفز العالي بسيدني«أتمنى أن تكون ميدالية مخلوفيالوثبة الحقيقية لألعاب القوى» أكد حماد عبد الرحمان، صاحب برونزية الوثب العالي في أولمبياد سيدني، أن مخلوفي مفخرة لكل الجزائريين ويعتبر الشماعة التي أنقذت حسبه الرياضة الجزائرية في أولمبياد لندن، مؤكدا أن مخلوفي له إمكانيات كبيرة يمكن أن تسمح له بأن يذهب بعيدا خاصة في المستقبل، وقال حماد الذي عاش مثل هذه الأجواء في أوقات سابقة، إنه يتمنى أن تمنح ذهبية مخلوفي رياضة ألعاب القوى الوثبة المعنوية من أجل تصحيح المسار والذهاب بعيدا فيها. البطل الأولمبي توفيق مخلوفي ل«البلاد» «واجب الوطن وتشريفه حرمني من حضور جنازة جدي» قال توفيق مخلوفي، صاحب الميدالية الذهبية الوحيدة في لندن، إن كل شيء يهون من أجل الجزائر، مؤكدا أنه لم يحضر عند وفاة جده الذي كان مقربا منه كثيرا، لكنه لم ولن يندم أبدا على ذلك. وعن الاستقبال الذي حظي به في مطار هواري بومدين الدولي، أشار توفيق مخلوفي إلى أنه أسعد يوم في حياته كلها ولم ينتظر أن يكون الحضور بهذه الكثافة، وقال مخلوفي مازحا إنه لو كان يعلم أن الشعب الجزائري سيخرج بكثافة إلى الشارع لفاز بالذهب منذ سنوات غابرة. «أنا فخور بأنني جزائري ولم أكن أنتظر أن يحضر كل هذا الجمع لاستقبالي «إنه أسعد يوم في حياتي وسأسعى للبقاء في قمة التتويجات من أجل تشريف الوطن والعلم»، يقول مخلوفي الذي أشار إلى أنه أول صورة جاءت في ذهنه بعد الدخول في المركز الأول في سباق 1500 كانت العائلة والجزائر «لم أفكر في شيء يوم السباق، سوى في التتويج وكيفية أن أدخل الفرحة والفرجة في قلوب الجزائريين ككل»، يختم العداء الجزائري. الهاشمي جيار وزير الشبيبة والرياضة ل «البلاد» «هذا ما يفعله الشاب الجزائري» هنأ الهاشمي جيار، البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، واعتبره مفخرة من مفاخر الرياضة الجزائرية ككل. وأشار المسؤول الأول عن الرياضة الجزائرية إلى أن ما فعله الشاب الجزائري بالفوز في الأولمبياد، يؤكد قوة الشباب في الجزائر والمؤهلات الكبيرة التي لديهم والتي يجب الاعتناء بها حتى نمر إلى بر الأمان على حد قوله ويبدو أن وزير الشبيبة والرياضة لا يضيع فرصة إلا ويتحدث عن الطاقات البشرية المحلية للرد على بعض الاتحاديات التي تعتمد على المنتوج المستورد. يونس مخلوفي ل «البلاد» «لم أكن أتصور أن ابني سيخرج كل الجزائريين إلى الشارع في يوم من الأيام» أشار عمي يونس الذي كان حاضرا في مطار هواري بومدين، أول أمس، لاستقبال ابنه، إلى أنه لم يكن يتصور في يوم من الأيام أن فلذة كبده سيخرج كل الجزائريين إلى الشارع، وستصنع هذه الفرحة «إنها أيام استثنائية ولم نكن نتصورها بتاتا.. أشكر توفيق أنه أدخل هذه الفرحة في قلبي وقلوب كل الجزائريين»، يقول والد مخلوفي، الذي شكر أيضا المسؤولين عن الدولة لاستقبالهم الحار له ولعائلته وحتى لمخلوفي. والدة مخلوفي ل «البلاد»«كان يطلب منيقبل كل سباق الدعاء له» قالت والدة البطل الجزائري إن الفرحة لا تسعها وإنه يوم تاريخي بالنسبة لها أن يساهم ابنها في تحقيق الذهبية للجزائر وللرياضة ككل، مشيرة إلى أنها كانت تكثر له من الدعاء قبل أي سباق، حيث كان توفيق على حد قولها يتصل بها قبل كل سباق ويطالبها بالدعاء له. لطفي. ص كمال سماتي رئيس نادي الحماية المدنية الذي بدأ فيه البطل«كنت أنا ومدربه نتشارك ماليا ليركض في السباقات» أشار كمال سماتي، رئيس نادي الحماية المدينة، الذي ترعرع فيه البطل الجزائري، أن مخلوفي واجه العديد من المشاكل المالية في بداية مشواره الرياضي، حيث كان حسبه يشترك في دفع المال مع المدرب من أجل نقله إلى المسابقات الداخلية ليركض، مؤكدا في نفس الوقت أنه سرح لنادي المجمع البترولي دون مقابل وذلك لتحسين مستواه. وقال كمال سماتي إنه لم يشك يوما في قدرات العداء الجزائري.