رئيس الجمهورية يدعو إلى التحلي باليقظة والتسلح بالروح الوطنية دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى التحلي باليقظة والتسلح بالروح الوطنية في مواجهة “الأحداث المؤسفة التي تقع هنا وهناك وبالقرب منا في أكثر من بلد عربي”، مضيفا أن هذه التطورات تبين “وبصرف النظر عن المظاهر البادية مدى خطورة ما يدبر ويحاك من وراء الحجب وخلف الأبواب”. ووجه رئيس الجمهورية رسائل دق من خلالها ناقوس الخطر إزاء المؤامرات التي تحاك من أجل زعزعة استقرار بعض الدول على ضوء الأوضاع التي تشهدها بلدان عربية تحت مسمى الربيع العربي والتي يبدو أنها لن تخرج من الحلقة المفرغة بسبب الإفرازات التي ولدتها ثوراتها والمراحل الانتقالية التي تعيشها. وحدد الرئيس بوتفليقة في رسالة قرأها نيابة عنه، أمس، المستشار لدى رئاسة الجمهورية، السيد محمد علي بوغازي، بعنابة، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد، الوسائل الكفيلة بالتصدي لهذه المخططات غير البريئة بالتحلي بالروح الوطنية التي كانت فيما مضى السلاح الوحيد الذي تصدى من خلاله الشعب الجزائري للمستعمر الفرنسي الذي كان مدججا بأثقل الاسلحة ورغم ذلك كانت نهايته الانهزام. ومن هذا المنطلق، أوضح رئيس الجمهورية أنه “لا يتعين علينا الالتزام باليقظة والتجند فقط بل يتعين تسخير جميع مكامن القوة التي نتوفر عليها”. قبل أن يوضح بأنه من بين مكامن القوة التي تميز الجزائريين “ما نتحلى به من خصوصية في مادتي الوطن والوطنية والتي كان شهداؤنا الأبرار على رأس قائمة العارفين بهما”. ومن باب التذكير بالمسؤوليات والتحديات التي يستوجب رفعها من أجل بناء الوطن، وضع الرئيس بوتفليقة بين أيدي الجزائريين الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك والتي لخصها في التحلي بالايمان القوي وروح الوثابة العالية “التي من شأنها أن تحفزنا على الإستمرار في التضحية والصمود من أجل عزة الجزائر وكرامة شعبها”. لمسايرة عالم “يتجدد بسرعة ويعج بمختلف التحديات والرهانات”. وفي هذا الصدد، أكد بأن الجزائر “تسير بخطوات ثابتة وتشهد تحولات كبيرة” على مختلف المستويات منذ ما يزيد على العقد من الزمن في ظل قيادة أخذت على عاتقها مسؤولية الإصلاح وإحداث تغيير جذري وتنمية شاملة متكاملة. مضيفا أن البلاد “تعرف أنها لاتمضي فيما هي ماضية فيه تحت ظل ممدود وسبيل ممهد بل إن طريقها محفوف بمخاطر جمة وأوقات عصيبة”. غير أنه أكد بأن ما في مخزون الجزائر من رصيد الرشاد والحكمة وما تتحلى به الأجيال الجديدة من الوعي والتسلح بوسائل الحاضر “هي من بين الضمانات المؤدية إلى النجاح وإلى الانتصار” . الشهداء ميثاق نعتمد عليه للتغلب على مشاكل الحاضر وفي سياق حديثه عن هذه المناسبة التاريخية، أكد رئيس الجمهورية أن تذكر الشهداء لا يكون فقط للإشادة بتضحياتهم بل لاعتبارهم أيضا “ميثاقا” نعتمد عليه للتغلب على مشاكل الحاضر وتحديات الغد. وأن تذكرهم (الشهداء) لا يهدف فقط الى استحضارهم كتاريخ مضى بل أيضا “كمآثر خالدة وكقيم راسخة وكوصية قائمة وكميثاق غليظ نعتمد عليه ونستأنس به في التغلب على مشاكل الحاضر وتحديات الغد واستكمال الطريق الذي ابتدئ معهم”. وأضاف بأن هذا كله “يجب أن يستمر بالاصرار والقوة اللذين كانوا بهما يعملون لأن الشهادة شرف ووصية في آن معا والوفاء والإخلاص للوصية أمانة وشرف أيضا لا يسوغ التفريط فيه أوالتقليل من شأنه”. وعن اختيار 18 فبراير يوما وطنيا للشهيد منذ 1989، قال الرئيس بوتفليقة إن ذلك “برهان على إرادة الوفاء والاستمرار على نهج الشهداء”. وأن هذا الاختيار جاء أيضا “مصادفا لمحطات تاريخية مفصلية ولأحداث مؤلمة تعكس حجم ما عانته الأمة من ويلات القتل والتشريد والفتك بالمستضعفين وغير ذلك كثير من صنوف القهر والدمار”. وذكر في هذا الصدد بتأسيس المنظمة السرية في 18 فيفري 1947 وبطرح القضية أمام الأممالمتحدة في 18 فيفري 1957 اللذين كانا من بين أهم تلك المحطات، يضاف إليها ما كابدته الأمة في هذا الشهر من محن وأرزاء وتنفيذ فرنسا في 13 فيفري 1960 لواحدة من أبشع التجارب النووية السطحية في منطقة رقان”. وفي حديثه عن مغزى هذه المناسبة التي لا تتوقف عند المراحل الزمنية للتاريخ، أوضح الرئيس بوتفليقة أن تضحيات الشهداء تنطوي على “رؤية يتجاوز فيها الشهيد أعتاب الحاضر الذي كان يعيش فيه ويعمل من أجل تغييره ليلتحم بنور المستقبل وبالأيام الأفضل التي بذل روحه من أجلها وفي سبيلها”. مضيفا في هذا السياق “حين نستقرئ سيرة شهيد واحد من شهدائنا الأبرار فكأنما استقرأنا سيرهم جميعا، فهم يكادون يتشابهون في كل شيء مهما كانت رتبهم ومسؤولياتهم في ساحات الجهاد”.