ينتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جورج بوش برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمنتجع شرم الشيخ المصري في محاولة يائسة لبعث مفاوضات السلام مع الإسرائيليين على أمل التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية العام الجاري. وسيكون هذا اللقاء مناسبة للرجلين لبحث مسألة تنفيذ خطة خارطة الطريق التي تعثرت على صخرة العراقيل الإسرائيلية التي تعمدت الاستمرار في بناء المستوطنات في محالة لضرب المفاوضات وإجهاضها وبالتالي إفشال التوصل إلى اتفاق نهائي. وكانت مصادر أمريكية أكدت أن قمة بوش وعباس ستتناول أيضا مقترح التهدئة الذي عرضته فصائل المقاومة الفلسطينية على إدارة الإحتلال وتسعى هذه الأخيرة إلى إفشاله بعد أن طرحت عدة شروط تعجيزية لإتمامه. يذكر أن لقاء بوش مع الرئيس الأمريكي إلى المنطقة جاء في سياق الجولة التي قادت الرئيس الأمريكي إلى المنطقة حيث شارك في احتفالات الذكرى الستين لزرع الكيان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية قبل زيارة إلى الرياض السعودية، حيث وقع على عدة اتفاقيات قبل تنقله إلى منتجع شرم الشيخ حيث سيشارك في منتدى قوس الاقتصادي. ويلتقي عباس بالرئيس الأمريكي بعد أن فقدت زيارته كل أهمية لها بعد خطابه الذي ألقاه أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي معبرا عن دعم لا مشروط لبلاده للكيان الإسرائيلي غير عابئ بمشاعر الفلسطنيين الذين ذهبوا ضحية الإجحاف والتعامل التمييزي للإدارات الأمريكية المتعاقبة مع القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل وفي تجاهل لكل مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يزعمون الدفاع عنها ولكنهم لا يتأخرون في الدوس عليها عمدا تغليبا لمصالحهم الاستيراتيجية. ويكون هذا التحيز الأمريكي هو الذي جعل رئيس المفاوضين الفلسطنيين أحمد قريع يؤكد عشية هذه القمة أن المفاوضات مع إسرائيل تمر بمرحلة صعبة وفي نظر العديد من المتتبعين فإنه لو كان للرئيس الأمريكي إرادة فعلية لدفع عملية السلام لكان ضغط على إسرائيل من أجل التعاطي إيجابيا مع الفلسطنيين على الأقل حتى يتمكن الرئيس بوش من الإيفاء بتعهداته بإقامة الدولة الفلسطينية قبل مغادرته البيت الأبيض شهر جانفي القادم.