التقى أمس رئيسا وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي في القدسالمحتلة في مسعى جديد للتوصل إلى تسوية نهائية وشاملة لكل القضايا الجوهرية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتمهيد الطريق أمام قيام دولة فلسطينية قبل عام 2009 كما التزم بذلك الرئيس الأمريكي· وقالت أريح ميكال المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن اللقاء الذي جمع هذه الأخيرة برئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع ساده جو بناء حيث تم التطرق لقضايا الوضع النهائي وتوصلا إلى ضرورة مواصلة هذه المحادثات بوتيرة مكثفة· وتأتي هذه المحادثات بعد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة لدفع عملية السلام بعد أن التزم باقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية عهدته نهاية ديسمبر القادم·لكن الرئيس بوش والذي يسعى للعب دور الوسيط غير المنحاز في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خيب آمال الفلسطينيين بعد أن خانته تصريحاته عندما بتر خطة خارطة الطريق أهم مقوماتها وهي عودة اللاجئين وذهب للحديث عن تعويضهم وهو الأمر الذي آثار إستياء السلطة الفلسطينية التي عبرت عن عدم رضاها من هذا الموقف· كما أن الرئيس بوش أبدى بطريقة علنية ومباشرة طبيعة اسرائيل على أنها الدولة اليهودية تماما كما سبق للكنيست الإسرائيلي أن أكد على ذلك ومع كل الانعكاسات العنصرية التي يحملها هذا الأمر على الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل أو كما يعرفون بعرب 48 · وتتجه هذه المقاربة الأمريكية ضمن المقاربة الإسرائيلية الرافضة لقيام الدولة الفلسطينية· وتجاهل بكيفية مقصودة إستمرار بناء المستوطنات الكبرى بالضفة الغربيةوالقدسالمحتلة رغم أن مؤتمر أنابوليس والذي تم تحت رعاية واشنطن طالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات لخلق الجو المناسب لإطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين· ودفع دعم الادارة الأمريكية اللامشروط بإسرائيل إلى تمسكها بمواقفها المتصلبة وإعلانها صراحة عن رفضها التوقيع على معاهدة سلام قبل نهاية العام الجاري· وهو ما جدد تأكيده رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بعدما شكك في فرص التوصل إلى إتفاق مع الفلسطينيين· وقال أولمرت أمس أن أي تسوية سلمية مع الفلسطينيين لن تكون قابلة للتطبيق إلا حين يتوقف العنف إنطلاقا من قطاع غزة· وأضاف أن الرئيس بوش كرر التزام بلاده بعدم إمكان تطبيق إتفاق بيننا وبين السلطة الفلسطينية إلا إذا تم تنفيذ كل شروط خارطة الطريق في جزئها المتعلق بأمن إسرائيل· وأكثر من ذلك فإن أولمرت جدد موقفه بضرورة أن لا يكون هناك ما يصفه بالاندفاع المتهور نحو إقامة الدولة الفلسطينية خاصة في ظل إستمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة·ويكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه التصريحات قد كشف النقاب مجددا عن نوايا إسرائيل السيئة والرامية إلى تقويض العملية السلمية بهدف إنهاء الانقسام الذي تشهده الأراضي الفلسطينية· من جهته أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا باقامة دولة ذات حدود مؤقتة وأنه أبلغ الرئيس بوش أنهم لن يقبلوا كذلك تأجيل أي من قضايا الوضع النهائي·وأمام هذه الصدمات في المواقف وإستمرار التعنت الاسرائيلي بدعم أمريكي تبقى حظوظ تفعيل مفاوضات السلام مجمدة بين الجانبين منذ أكثر من سبع سنوات ضئيلة جدا مما يؤشر على أن حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة لايزال بعيد المنال·