أجرى الرئيسان المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس أمس محادثات بمنتجع شرم الشيخ المصري لبحث آخر تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية وجهود القاهرة لتحقيق تهدئة في قطاع غزة ومساعيها للم الشمل الفلسطيني· وقال الرئيس عباس الذي عاد خائبا من زيارته الى الولاياتالمتحدةالامريكية ومحادثاته مع الرئيس جورج بوش بعدما لمس عدم جدية الإدارة الأمريكية في التزاماتها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع نهاية العام الجاري أنه يدعم بدون أي تحفظ أو شروط الوساطة المصرية بخصوص التوصل الى تهدئة في قطاع غزة المحاصر· وجدد بالمناسبة استعداده للتفاوض مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على قاعدة المبادرة اليمنية التي طرحها الرئيس علي عبد الله صالح الشهر الماضي في مسعى لرأب حالة الصدع داخل البيت الفلسطيني· وكان السفير الفلسطيني في القاهرة أكد تأييد ودعم الرئيس عباس للجهود المصرية وقال أن التهدئة المراد التوصل إليها تخدم أولا مصلحة الشعب الفلسطيني وستؤدي في حال بلوغها إلى خلق مناخ إيجابي للمضي قدما في عملية السلام· وتأتي تصريحات الرئيس عباس عشية توافد ممثلي الفصائل الفلسطينية على العاصمة المصرية لحضور الاجتماع المقرر عقده يوم غد الثلاثاء ويدوم يومين لإجراء مباحثات من اجل التوصل الى تهدئة مع الطرف الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وكذا فتح المعابر· وتلعب السلطات المصرية منذ مدة دور الوسيط على امل التوصل الى تسوية للأزمة الداخلية الفلسطينية من جهة والعمل على إقناع حركة حماس وإدارة الاحتلال على تحقيق تهدئة متبادلة في قطاع غزة ثم الضفة الغربية من جهة ثانية·وهي التهدئة التي اشترطت حركة حماس أن تكون متبادلة ومتزامنة وعامة تشمل قطاع غزة أولا ثم تطبق في الضفة الغربية في نفس الوقت الذي اشارت فيه السلطة الفلسطينية الى قرب التوصل الى تهدئة في قطاع غزة بوساطة مصرية· ولكن الرئيس الفلسطيني الذي توقف بالعاصمة المصرية لدى عودته من واشنطن لإبلاغ نظيره المصري بنتائج زيارته الى روسياوالولاياتالمتحدة أكد أن المحادثات مع الإدارة الأمريكية ستتواصل بخصوص عملية السلام لاسيما أثناء الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي الى شرم الشيخ في 17 ماي المقبل ومشاركته في منتدى "دافوس" الاقتصادي الذي يعقد يومي 18 الى 20 من نفس الشهر· وأشار إلى انه طالب من الرئيس بوش العمل على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وإلى اعتبار حدود 1967 كقاعدة لحل كل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي·ويبدو أن الرئيس الفلسطيني مازال يأمل في أن ترمي الإدارة الأمريكية بكل ثقلها الدبلوماسي باتجاه الضغط على إسرائيل وتسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع نهاية عام 2008 رغم فشل زيارته الى الولاياتالمتحدة في تحقيق أي تقدم في هذا السياق· وهي الزيارة التي أقر الرئيس عباس بفشلها بعدما أكد انه لم يتوصل الى أي نتيجة من المحادثات التي جمعته بالرئيس الأمريكي وهو الذي راهن عليها للحصول على تعهدات بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية التي التزمت واشنطن بإقامتها قبل نهاية العام الجاري· ورغم هذه النتيجة الصفرية الا ان الرئيس عباس اعتبر أن كل الأطراف المعنية بعملية السلام في المنطقة لا تزال تواصل جهودها قصد التوصل الى اتفاق سلام خلال هذه العام·وقال قبل وصوله الى القاهرة ان العملية السلمية تحتاج الى تنسيق المواقف مع الدول العربية من منطلق ان هناك مصالح عربية مشتركة واهتماما عربيا وهناك قضايا مشتركة مع الدول المجاورة·ولكنه اكد بالمقابل أنه لن يكون هناك أي اتفاق سلام مع إسرائيل لا يرضي الشعب الفلسطيني ولا يلبي حقوقه المشروعة·