استنكرت السلطات الصحراوية والعديد من النواب الأوروبيين، إقدام المغرب على طرد وفد من البرلمانيين الأوروبيين من مطار الدارالبيضاء كانوا يستعدون للتوجه إلى مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة، في مهمة للاطلاع على وضعية حقوق الإنسان بالمنطقة. ودعا السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي البرلمان الأوروبي ومنظمة الأممالمتحدة، إلى رد "حازم" على إقدام الرباط على طرد الوفد البرلماني الأوروبي.وقال "أدين هذا العمل، وأتمنى أن يقوم البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ومجلس الأمن، بالرد بشكل حازم على هذا التصرف". كما طالب أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي الأربعة الذين كانوا يأملون في التوجه إلى مدينة العيون وخمسة مساعدين برلمانيين، ب«منع" دخول سفير المغرب ببروكسل إلى البرلمان الأوروبي. ويتعلق الأمر بالنائب السلوفيني عن كتلة وسط اليمين ايفو فاجل، ونائب كتلة الحزب الاشتراكي الأوروبي، النائب الإسباني فانسون رامون غورليز والسويدية ايزابيلا لوفين عن كتلة حزب الخضر، وكذا السيدة ويلي مايير. وأكد النواب المطرودون، أن السلطات المغربية تريد بهذا القرار التعسفي إخفاء انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة، التي أصبحت تثير قلقا متصاعدا لدى مختلف الهيئات والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وكان النواب البرلمانيون يريدون القيام بزيارة لمقر بعثة المينورسو والاتصال بالمدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وفقا للوائح المصادق عليها من طرف البرلمان الأوروبي في شهر جانفي 2013. وطالبت لائحة البرلمان الأوروبي"بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين، واحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". وتندرج زيارة هذا الوفد في إطار تطبيق لائحة البرلمان الأوروبي الصادرة في جانفي الماضي، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين" وكذا" احترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية".
خطف وتعذيب ستة قصر صحراويين ويبدو أن المغرب مصر على ممارسة مزيد من الانتهاكات في حق الصحراويين، حيث أقدمت سلطات الاحتلال المغربي على اختطاف ستة قصر صحراويين بمدينة العيونالمحتلة، حيث تعرضوا "لشتى أنواع ممارسات التعذيب الوحشي". وقام أعوان الاحتلال المغربي المتخفية بزي مدني، بنقل المختطفين الصحراويين إلى منطقة وادي الساقية أين تم تعريضهم للضرب المبرح والاستنطاق، ليتم نقلهم إلى مقر مايسمى بولاية الأمن قبل أن يتم إطلاق سراحهم . ويتعلق الأمر بكل من بيت خالد والوداني لبيهات والزروالي منصور وزين الدين الريكاع وفاضل اعمير. يحدث ذلك، في وقت تستمر فيه ردود الفعل الدولية المنددة بمحاكمة مجموعة أكديم إيزيك، حيث اعتبر الأستاذ والخبير الدولي في القانون الدستوري بجامعة سانتياغو دي مبوستيلا الإسبانية كارلوس ميغيل تلك المحاكمة، بأنها"مسرحية خبيثة وسيئة الإخراج" انتهكت فيها كل الأعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية. وأكد الخبير في مقال نشره في مدونته، أن المحاكمة العسكرية لناشطين حقوقيين صحراويين على أساس مواقفهم السياسية وآرائهم، هي"عملية خبيثة وإهانة للسياسة بشكل عام، وانتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي الضحايا المدنيين خلال النزاعات المسلحة".وحسب تحليل الخبير، فإنه كان يجب على التحقيق أن يشمل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين والهجوم "الغادر" على مخيم "أكديم إزيك"، واغتيال الطفل الناجم الكارحي والإسباني الجنسية بابي الكركار، وكذا حول كل ما خلفه الهجوم من دمار وإتلاف لممتلكات الصحراويين. وتزامنا مع ذلك، شكلت وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية محور ندوة نظمت بمقر منظمة الأممالمتحدة الثلاثاء الأخير، تحت إشراف كل من جنوب إفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي بالتنسيق مع مركز روبيرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان الأمريكي.وحضر أشغال هذه الندوة، كل من كيري كينيدي والممثل الإسباني لجائزة الأوسكار خافيير بارديم والمدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان اميناتو حيدر.كما حظيت الندوة باهتمام كبير وحضور مميز لكل من المبعوث الشخصي للأمين العام السفير كريستوفر روس، والعديد من البعثات المعتمدة بالأممالمتحدة خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى المجتمع المدني الأمريكي.وأجرت اميناتو حيدر بالمناسبة، لقاءات جمعتها بأعضاء مجلس الأمن الدولي كان آخرها لقاء جمعها بالمندوبة الدائمة للولايات المتحدةالأمريكيةبالأممالمتحدة، السفيرة سوزان رايس، واجتماع آخر مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بحقوق الإنسان، إلى جانب لقاءات مع عديد البعثات غير دائمة بمجلس الأمن الدولي.