بعد يومين من التشاور والنقاش المتواصل، قدم المشاركون في اللقاء التشاوري من أجل إنعاش كرة القدم الجزائرية، الذي عقد بالمعهد الوطني للتكوين العالي في علوم وتكنولوجيا الرياضة، عدة توصيات مست الجوانب الستة التي اختارتها الوزارة وهي : التحكيم، التكوين، التشريع والتنظيم، العنف في الملاعب، الموارد المالية ونظام المنافسة. لا تغيير في نظام المنافسة جاءت توصيات ورشة نظام المنافسة مخيبة لآمال بعض المتتبعين لشؤون كرتنا، الذين توقعوا أن تقترح هذه الورشة تغيير نظام المنافسة في القسم الثاني من الوطني إلى نظام المجموعات، وذلك بمراعاة الامتداد الجغرافي الكبير لوطننا، مقابل نقص الموارد المالية للأندية التي أصبحت تواجه صعوبات كبيرة في التنقل، إلى درجة أن بعض الفرق تلجأ إلى النقل البري لقطع مسافات تزيد عن الألف كلم.. هذا الواقع تم مراعاته في قسم ما بين الجهات الذي تقام بطولته في ثلاث مجموعات (شرق، غرب ووسط)، حيث تم اقتراح مجموعة رابعة خاصة بأندية الجنوب، على أن تضم كل مجموعة 14 فريقا. وفي تعليقه على هذه التوصيات، ركز وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، على الاقتراح الذي كان محل جدل في الآونة الاخيرة، وهو البطولة البيضاء، حيث قال: "لماذا لم تتطرقوا إلى البطولة البيضاء التي ينادي بها بعضكم"، وهي النقطة التي لم يفصل فيها بعد ولا تزال حسب بعض المتتبعين مطروحة للنقاش مستقبلا.
إعادة النظر في القوانين المنظمة للأندية ركز المشاركون في هذه الورشة على القوانين المنظمة للجمعيات الرياضية، حيث اقترحوا إعادة النظر في المرسوم الوزاري الصادر يوم 06 جوان 1996، المسير للجمعيات الهاوية، والذي لم يعد حسبهم يتماشى مع التطورات التي عرفتها كرة القدم، تطبيق المرسوم التنفيذي 06/264 الصادر يوم 06 أوت 2006 الخاص بالجمعيات الرياضية ذات الصبغة الاقتصادية، إعادة النظر في قانون المدرب وقانون المدرب المكون والموظف لدى وزارة الشباب والرياضة. كما تم اقتراح دفتر شروط لأندية القسمين الأول والثاني وتوسيع صلاحيات المديرية الفنية الوطنية، حيث تصبح صاحبة القرار الأخير في ملفات المنتخبات الوطنية، خاصة فيما يتعلق بتعيين المدربين الوطنيين. وفي تعليقه على هذه التوصيات، قال جيار: " كرة القدم أصبحت اقتصادا ويجب علينا أن نتماشى مع هذا الوضع، والجمعيات الرياضية لها الحق في التحول إلى مؤسسات اقتصادية، لكن يجب أن تكون هناك شفافية في التسيير وعدم الخروج عن السياسة الوطنية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية".
العنف في الملاعب هاجس لا ينتهي وفيما يخص ورشة الوقاية ومحاربة العنف في الملاعب، قام المشاركون بتقديم مجموعة من الاقتراحات أبرزها: التكثيف من الحملات التحسيسية في أوساط الشباب، إدراج الجانب التنشيطي في الملاعب، إطلاق جائزة الروح الرياضية الخاصة بالأنصار، تطبيق القوانين بصرامة فيما يخص التجاوزات التي تصدر من الأنصار، المسيرين، اللاعبين والمدربين، وإعادة تهيئة المنشآت الرياضية. كما ركز المشاركون على الدور البارز الذي يلعبه الإعلام الرياضي في الحد من ظاهرة العنف في الملاعب، حيث وجهوا دعوة إلى رجال الإعلام للمساهمة في نشر الروح الرياضية ونبذ العنف، وتجنب الكتابات المحرضة على العنف. وبالإضافة إلى هذه المقترحات، دعا المشاركون كذلك إلى تكثيف البرامج التكوينية لفائدة اللاعبين والمدربين، مع التركيز على تعميم الممارسة الرياضية على مستوى المؤسسات التربوية وتثمين دور مؤطري الفئات الشابة. بدورهم دعا المشاركون في الورشة الخاصة "الوسائل والموارد المالية"، إلى رفع قيمة الميزانية التي تقدمها الدولة، مع تقوية ودعم وسائل المراقبة والمتابعة، من خلال وضع مخطط محاسبة وطني مكلف بالجمعيات الرياضية.
الرفع من منحة التحكيم إلى 25 ألف دج ورشة التحكيم ركزت في توصياتها، على الجانب المالي، حيث اقترحت زيادات معتبرة في منح إدارة اللقاءات، ك حتى لا يصبح الحكم سهلا ل"شراء" ذمته من طرف بعض الفاعلين في الساحة الكروية.. وفي هذا الشأن، تم اقتراح رفع منحة الحكم الرئيسي الذي يدير لقاءات من القسم الأول إلى 25 ألف دج و 20 ألف دج لمساعديه، 20 ألف دج للحكام الرئيسيين في القسم الثاني و15 ألف دج لمساعديهم. كما أكد المشاركون على ضرورة تزويد الحكام بالسماعات حتى يكون هناك تنسيق بينهم في إدارة اللقاءات، استحداث ثلاثي تحكيم بهدف الرفع من درجة الانسجام والتنسيق بين الحكام، بالإضافة إلى ضمان تكوين ورسكلة متواصلة.
التكفل بتنقل الأندية وجيار لا يمانع أهم ما جاء في توصيات ورشة الموارد المالية، مطالبة وزارة الشباب والرياضة بضرورة تكفلها التام بتنقل، إطعام وإيواء الفرق في البطولة الوطنية، والتكفل بسفريات الأندية الجزائرية التي تمثل كرتنا خارج الوطن، وهما المطلبان اللذان وافق عليهما الوزير، حيث قال : " أنا مستعد للتكفل بهذه المصاريف إذا تمكنت الأندية الوطنية من إثبات أنها غير قادرة على التكفل بذلك.. بودي تقديم يد المساعدة لكن بشرط أن تكون هناك شفافية في كشف الحسابات المالية، كيف يمكنني المساعدة والوزارة لا تعرف قيمة الموارد المالي التي تحصلون عليها من السبونسور وغيرها". كما أوصى المشاركون في هذه الورشة، بالرفع من قيمة الإعانات التي تقدمها الوزارة سنويا للجمعيات الرياضية. وفي السياق أكد جيار أن الموارد المالية للوزارة محدودة، مشيرا الى أن توزيعها سيكون حسب الأولويات التي وضع على رأسها التكوين والاهتمام بالمواهب الشابة.
التكوين والاهتمام بالمواهب الشابة في مجال التكوين، أكد المشاركون في هذه الورشة، على ضرورة إنشاء مراكز تكوين خاصة بكل ناد ينتمي إلى حظيرة النخبة، تشجيع كل الأندية بدون استثناء على إنشاء مدارس خاصة بها، إطلاق بطولات وطنية للفئات التي تتراوح أعمارها بين 9 و 19 عاما، تخصيص ميزانيات خاصة بالأندية المهتمة بالتكوين، تطبيق القوانين بصرامة فيما يخص المعايير المؤهلة لقبول ملفات تكوين المدربين الموجهين للتكوين، وإصدار قانون خاص بالمدريبن الموجهين للفئات الشابة. لا أثر للإعلام إلا في ورشة العنف والملاحظة التي لفتت انتباهنا في هذه الاشغال، أن الإعلام والدور البارز الذي يمكن أن يلعبه في النهوض بكرتنا، لم يوجد له أثر إلا في ورشة محاربة العنف في الملاعب، التي أكدت على الدور البارز الذي يلعبه في الحد من هذه الظاهرة، لكن مقابل ذلك، تم تحميل رجال الإعلام جزءا من مسؤولية العنف، حيث ناشدهم المشاركون تجنب العبارات المحرضة على الشغب.