استقبلت الحديقة النباتية الحامة بمناسبة اليوم العالمي للشجرة الموافق ل21 مارس، ما يزيد عن 700 طفل من تلاميذ المدارس، للمشاركة والاستفادة من الأنشطة المبرمجة احتفالا بالمناسبات التالية أيضا؛ اليوم العالمي للماء الموافق ل22 مارس، واليوم العالمي للأرصاد الجوية الموافق ل 23 مارس، فتحت الحديقة أبوابها للجمهور العريض لاكتشافها، والتعرف على مختلف نشاطاتها، وذلك تحت شعار: ” قطرة ماء، شجرة، حياة”. عرفت الحديقة النباتية منذ الساعات الأولى من صبيحة أول أمس، توافد أعداد كبيرة من الزوار خاصة الأطفال، إذ تزامن اليوم العالمي للشجرة بأول يوم لعطلتهم. وقد خصصت مدرسة البيئة بالحديقة النباتية العديد من الورشات التي تحبّب الطفل لبيئته، على غرار ورشة البستنة التي تعرّف فيها الأطفال على الطريقة الصحية لغرس نبتة وكيفية العناية بها، إلى جانب ورشة النباتات الطبية وكيفية استخدامها، وورشة خاصة بعرض أفلام وثائقية حول مختلف أنواع الأشجار الموجودة بالجزائر، ونوع الطيور التي تعيش بها. في حديثها إلى ”المساء” قالت الآنسة سناء جبايلي مكلفة بالإعلام بالحديقة النباتية، إنه ”بحكم تزامن اليوم العالمي للشجرة مع اليوم العالمي للماء والأرصاد الجوية بالعطلة، ارتأينا دعوة أطفال المدارس من وسط العاصمة ومن الشرق والغرب، للاستفادة من مختلف البرامج التي تم تسطيرها بهذه المناسبات، ليتسنى لنا تثقيف الطفل وإكسابه جملة من المعلومات التي تحوّله إلى رجل حامٍ لبيئته مستقبلا”. وأردفت: ”من جملة النشاطات التي تمت برمجتها أفلام وثائقية حول الرجل والشجرة، لنمكّن الأطفال من التعرف على منافعها العديدة، إلى جانب إقامة ورشات تربوية حول الطيور؛ على اعتبار أنها من سكان الأشجار، ناهيك عن برمجة بعض الألعاب التربوية على غرار لعبة العجلة البيئية. وعن الجديد المبرمج بالمناسبة لهذه السنة قالت محدثتنا إن إدارة المدرسة البيئية أعطت للبالغين من زوار الحديقة، فرصة التسجيل من أجل المشاركة في ورشات البستنة والإشراف على عملية البذر والغرس لتعليمهم بعض المبادئ الأولية حول الطريقة السليمة للغرس وكيفية الاهتمام بالنباتات. من جهته، قال السيد عبد الله إقبال المدير الفرعي للنشاطات الثقافية بوزارة التربية، ”إن وزارة التربية وتجسيدا للاتفاقية التي تجمعها بالحديقة النباتية، تحاول في كل مرة جلب أكبر عدد من التلاميذ للاستفادة مما تقدمه الحديقة من نشاطات وبرامج تسهم في توعية الأطفال بأهمية الشجرة والماء والمناخ في حفظ التوازن البيئي، هذا من ناحية، كما نستغل مثل هذه المناسبات من أجل تكوين الأساتذة المشرفين على الركن البيئي بالمؤسسات التربوية”. وأضاف: ”كما هو معلوم، فإن وزارة التربية بالتعاون مع مديرية الغابات، كانت قد أطلقت منذ 2009 حملة تشجير واسعة، تجسيدا لفكرة ”شجرة لكل طفل”، وعلى العموم هذه الحملة لاتزال مستمرة، ومن المنتظر أن نبلغ ما معدله 8 ملايين شجرة، ويهدف هذا المشروع إلى غرس ثقافة حب البيئة لدى الأطفال. وكان من بين المشاركين في الاحتفال باليوم العالمي للشجرة ممثلون عن وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة. وفي حديثها إلى المساء قالت كريمة دافي مديرة التحسيس والتوعية البيئية بوزارة البيئة، إنها ارتأت المشاركة للتواصل مع الأطفال لمعرفة كيف يفكرون عندما يتعلق الأمر بالبيئة والمحيط، ”لأن اهتمامهم لا ينبغي أن ينصبّ حول الشجرة فقط، بل ينبغي أن يفهموا أن الشجرة ما هي إلا جزء بسيط من البيئة بمفهومها العام، لذا أعتقد أن التركيز على التواصل مع الأطفال غاية في الأهمية؛ كونه يسمح بتصحيح أفكارهم ومعلوماتهم، أو تزويدها بأخرى جديدة تحوّلهم إلى أفراد فاعلين في حماية بيئتهم”. بينما أبدعت السيدة عاليا مداني نوال مهندسة بالبيئة بالمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، في تقديم شروح وافية حول ماهية الغابة، حيث قالت في حديثها إلى المساء: ”ينبغي للأطفال أن لا يحصروا منافع الشجرة في الأكسجين والاستفادة من حطبها وثمارها، بل ينبغي أن يعرفوا أيضا أنها مخزن حقيقي لمختلف الموارد البيولوجية، على غرار النباتات والحيوانات، من أجل هذا ينبغي لهم أن يحسنوا الاهتمام بها”. للإشارة، أعطىالجناح التابع للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، فرصة لكل الأطفال للاستفسار حول الطريقة الصحيحة التي تمكّنهم من إنشاء مشروع بستنة، حيث تولت رجاء بن سويح مكلفة بمهمة البستنة والمساحات الخضراء، مهمة تبسيط المعلومات. وفي دردشتها مع المساء قالت: ”من خلال هذا الفضاء نُطلع الأطفال وحتى البالغين من زوار الحديقة، على أهم وأقصر طرق البستنة، وفي ذات الوقت نقدّم بعض المعلومات التي قد تغيب عنهم لدى نقل النبتة أو سقيها لإنجاح مشروعهم”.