احتفلت الجزائر، أمس، على غرار باقي دول العالم، باليوم العلمي للمناطق الرطبة الذي يصادف الثاني فيفري من كل سنة، تخليدا لذكرى إمضاء اتفاقية المناطق الرطبة المبرمة في 1971 في مدينة "رامسار" الإيرانية، وبالمناسبة خص كل من مصب وادي مزفران، وحديقة التجارب الحامة بجملة من الأنشطة التربوية والتثقيفية لأطفال المدارس، وجاء الاحتفال هذه السنة تحت شعار "المناطق الرطبة تحمي مياهنا". وكانت الجزائر قد صادقت على اتفاقية "رامسار" سنة 1982 تبعا للمرسوم رقم 439 /82 المؤرخ في 11 ديسمبر، وقد عرفت المادة الأولى من اتفاقية المناطق الرطبة، هذه المناطق على أنها تلك الفضاءات التي تغطي ثروات بيئية، واقتصادية بالغة الأهمية من أجل التنمية المستدامة، ومن جملة المناطق الرطبة التي حددتها الاتفاقية نذكر المستنقعات، والمياه الراكدة أو الجارية عذبة أو مالحة بما فيها المسطحات ومياه البحر التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار. وتحصي الجزائر حوالي 1700 منطقة رطبة، منها 50 مصنفة من طرف اتفاقية رامسار، ويقدر عدد المواقع ذات الأهمية ب1010 مواقع، منها مصب وادي مزفران الذي أولته وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة عنابة خاصة من خلال تزويده بمخطط تسيير يضمن له التسيير العقلاني. ويتمثل الدور الأساسي للمناطق الرطبة في كونها تعد واحدة من أهم مصادر المياه التي تؤمن للبيئة ثروة طبيعية لا تقدر بثمن على اعتبار أنها تلعب دورا مهما في ضبط الموارد المائية، وخفض آثار التغيرات المناخية، ناهيك عن أنها تعد الوسط الملائم للمحافظة على التنوع البيولوجي. وبالمناسبة، اختارت وزارة التهيئة العمرانية والبيئة وتهيئة الإقليم هذه السنة وادي مزفران للاحتفال بهذا اليوم العلمي بغية تحسيس كل الفاعلين بالإشكالية المتعلقة بالماء، فضلا عن تسطير برنامج خاص لأطفال المدارس قصد إثراء معارفهم فيما يخص التربية البيئية المدمجة من طرف قطاع التربية في الوسط المدرسي، سعيا منها لترقية الثقافة البيئية من خلال تحسيس الأطفال بأهمية المناطق الرطبة في حفظ التوازن البيئي، وبالمناسبة حمل اليوم التحسيسي شعار "المعرفة من أجل المحبة والمحبة من أجل الحماية". من جملة البرامج التي استفاد منها الأطفال نذكر القيام بنزهات لاكتشاف الثروة النباتية، والحيوانية، إلى جانب القيام بزيارة بيداغوجية حول مصب وادي مزفران والقيام بغرس الأشجار والنباتات لتثبيت الكثبان الرملية الساحلية. ومن جهتها، حديقة التجارب هي الأخرى سطرت بالمناسبة العديد من الورشات التثقيفية الموجهة لكل زوار الحديقة، ولأطفال المدارس تحديدا، من خلال تنظيم عدة ورشات منها ورشة التعرف على ماهية المناطق الرطبة، وورشة التعرف على الحيوانات المائية التي تعيش بالمناطق الرطبة، إلى جانب ورشة التعرف على النباتات المائية، وقد أبدى الأطفال تفاعلا كبيرا من خلال طرح الأسئلة في محاولة للحصول على أكبر قدر من المعلومات الخاصة بأهمية المناطق الرطبة في حماية وحفظ التوازن البيئي، ولترسيخ المعلومة برمجت بعض المسابقات وقدمت بعض الهدايا الرمزية لتحفيز الأطفال على حماية بيئتهم. للإشارة، صنف موقع مزفران من بين العشر مناطق الرطبة ذات الأولوية التي اختارتها وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة لتزويدها بمخطط تسيير.