أكد وزير الموارد المائية، السيد حسين نسيب، أن الجزائر حققت العديد من النجاحات منذ الاستقلال في مجال تجنيد الموارد المائية، لكن هذا الأمر لا يعني أننا "ربحنا معركة المياه". وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي تميز هذه السنة بتنظيم "معرض المياه، خمسينية الاستقلال" بدا ممثل الحكومة متفائلا بعد ارتفاع نسبة امتلاء السدود لأول مرة إلى أكثر من 80 بالمائة، وهو ما يجعل الوزارة تحرص اليوم على التسيير الحسن لهذه الثروة وتحسين الخدمة العمومية التي تعتبر من الرهانات الرئيسية التي رفعتها. حفل افتتاح المعرض الذي سيدوم إلى غاية 28 مارس الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري حضرته، أول أمس، عدة شخصيات من وزراء حاليين ووزارء سابقين مروا على القطاع وحظيوا بتكريم خاص من طرف الوزارة، على غرار كل من السادة أحمد شريف، عبد الرحمان بلعياط، سليم سعدي، عيسى عبد اللاوي وعبد المجيد عطار، الذين استحسنوا هذه الالتفاتة وعبروا عن فخرهم بالانجازات المحققة من طرف إطارات جزائرية في مجال الرفع من قدرات المياه، تحلية مياه البحر والتطهير. وأشار وزير القطاع، خلال العرض الذي قدمه حول الانجازات والرهانات بمناسبة الاحتفال بخمسين سنة من الاستقلال، إلى أن الجزائر تمكنت من تحقيق أهداف الألفية خاصة بعد أن ارتفعت حصة الفرد الواحد من المياه السنة الفارطة إلى 170 ألف لتر في اليوم، مع ارتفاع عدد السدود إلى 70 سدا بعد أن كان عددها لا يتعدى 16 سدا غداة الاستقلال، ويتوقع بالنسبة لسنة 2016 ارتفاع عدد السدود إلى 83 لتبلغ بذلك نسبة الاحتياط 9 ملايير متر مكعب. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه المصادف ل22 مارس من كل سنة، كشف السيد نسيب عن تحقيق السدود اليوم نسبة امتلاء فاقت ال80 بالمائة وهو ما يعتبر ”انتصارا للقطاع" خاصة وأن الجزائر تقع ضمن المناطق شبه الجافة، وأرجع ممثل الحكومة هذا الرقم الذي لم يسجل منذ الاستقلال إلى نجاح الإستراتيجية القطاعية المعتمدة خلال الخماسي الجاري والمبنية على الرفع من قدرات تخزين الموارد المائية وتنويع مصادر التموين، علما أن الجزائر تستقبل سنويا 18 مليار متر مكعب من مياه الأمطار منها 10 ملايير متر مكعب تذهب للسدود و2.5 مليار لتجديد المياه الجوفية و5.5 ملايير تعود إلى البحر، وهي الكمية التي تهدف الوزارة مستقبلا إلى استغلالها من خلال إنجاز عدد إضافي من السدود، علما أن الوزارة أحصت اليوم 45 موقعا لإنشاء سدود متوسطة الحجم بطاقة استيعاب تتراوح بين 40 و60 مليون متر كعب. من جهته، سيسمح المعرض للزوار بالتعرف على التطور الذي حققته الجزائر منذ الاستقلال في مجال الاستفادة من الخدمات العمومية للماء والتطهير، خاصة وأنه يشمل من خلال العرض بالصور والفيديو لأكبر المشاريع المنجزة منها عملية إعادة تهيئة وادي الحراش، نظام توزيع مياه الشرب، وعرض شامل عن إنجازات الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى. بالمقابل، سيتم خلال أيام العرض تقديم دروس نظرية وتطبيقية لصالح تلاميذ المدارس حول أهمية الثروة المائية وضرورة عقلنة الاستغلال والابتعاد عن التبذير، كما سينشط خبراء وإطارات من الوزارة ندوات متبوعة بنقاش تمس كل المواضيع المتعلقة بإنتاج المياه والتطهير وتحلية مياه البحر.