استقبل الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، بالدوحة، من طرف ولي العهد لدولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وحضر اللقاء عن الجانب الجزائري كل من وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، ووزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد شريف رحماني، وكذا وزير التجارة السيد مصطفى بن بادة. ووقعت الجزائر والدوحة اتفاقيات متعلقة بمجالات الطاقة والمناجم والصناعة والتكنولوجيا، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير الأول السيد عبد المالك سلال لقطر. وجاء التوقيع استكمالا لما تم الاتفاق حوله عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر للجزائر في جانفي الماضي، والتي توجت بتوقيع ثماني اتفاقيات. وكانت زيارة سلال للدوحة فرصة لاستكمال الاتفاق المتعلق بمشروع بلارة للحديد والصلب عبر تحديد بالمساهمين فيه، وذلك بعد أن تم إنشاء شراكة جزائرية-قطرية في هذا المجال. للإشارة، فإن تكلفة المشروع تبلغ قرابة ملياري دولار وينتظر أن يوفر 5 ملايين طن في السنة من منتجات الحديد والصلب، الجزء الأكبر منها (مليون ونصف مليون طن) قضبان التسليح، فيما يخصص نصف مليون طن للفات الأسلاك، على أن يتم تسطير المرحلة الثانية في وقت لاحق. ومن شأن هذا المشروع الهام الذي من المقرر أن يشرع في إنجازه هذه السنة ويدخل حيز الإنتاج في 2017، توفير ما يناهز ألف منصب عمل، فضلا عن الكثير من الوظائف غير المباشرة. وتملك مؤسسة سيدار والصندوق الوطني للاستثمار 51 بالمائة من رأسمال المركب وتعود نسبة 49 بالمائة إلى ”قطر انترناشيونال” شركة مختلطة تضم كلا من ”قطر ستيل” و«قطر مينينغ”. أما فيما يتعلق بالتعاون في قطاع الطاقة والمناجم فقد تجسد من خلال ثلاث اتفاقيات، تتعلق الأولى منها باقتناء باخرتين لنقل الغاز الطبيعي المميع عبر العالم سعة كل منها 177 ألف م3 بتكلفة إجمالية تقدر ب450 مليون دولار. ومثل الجانب الجزائري في هذه الاتفاقية مجمع سوناطراك عبر فرعه إيروك في حين مثل الجانب القطري شركة قطر بيتروليوم وقطر للغاز. ويموجبه ستستغل الجزائر الباخرة الأولى لمدة عشرين سنة، فيما تبقى الباخرة الثانية محل تشاور بين الطرفين. أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بإنجاز مصنعين للأسمدة، الأول لإنتاج الحمض الفوسفوري بوادي كبريت (سوق أهراس) والثاني لإنتاج الأمنيوم (أكرر الأمونيوم) بحجر السد (ولاية سكيكدة). ومثل الجانب الجزائري فرعا منال وأسمدال التابعان لمجمع سوناطراك فيما تمثل الشريك الأجنبي في كل من قطر والنرويج. وتبلغ تكلفة المصنعين 3,5 ملايير دولار، ومن المنتظر أن يشغلا بعد دخولهما مرحلة الإنتاج (سنة 2017) أزيد من 1200 عامل دائم. أما الاتفاقية الثالثة فتخص إنشاء وحدة أمونياك لإنتاج حمض النتريك ونترات الأمونيوم (أكرر الأمونيوم) والسماد الآزوتي بتكلفة إجمالية تبلغ ملياري دولار وهذا بين فرع أسمدال وشركة يارا النرويجية. وفيما يخص الاتفاقية الخاصة بالمجال التكنولوجي فتتعلق بإنجاز قرية لوجيستيكية بالتعاون مع شركة (جي. دابليو. سي) (G.W.C) المتخصصة في إنجاز هذا النوع من الأقطاب التكنولوجية. ووقعت مذكرة تفاهم بين شركة الخليج للمخازن ش. م. ق والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري. وقام السيد سلال بزيارة عدة مرافق صناعية وسياحية بالدوحة. ويتعلق الأمر بكل من شركة ديار للعقار وشركة اللؤلؤة، كما توقف عند مشروع الحي الثقافي الذي أسند إنجازه لشركة كتارا. للتذكير، تم في جانفي الماضي بالجزائر العاصمة التوقيع على ثماني اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين الجزائر وقطر تتعلق بميادين النقل البحري، النفط والغاز والصناعة البتروكيماوية.