أبدعت السيدة تاتبيرة عاشور في عرض آخر ما جادت به أناملها في مجال الرسكلة، حيث حوّلت علب البيض وقوارير المياه البلاستيكية إلى مزهريات وعلب لتزيين البيوت، ولقي هذا الإبداع إعجاب كل من اطلع عليه. وقالت في حديثها إلى “المساء” على هامش ملتقى إبداعات المرأة، “إن المرأة ينبغي لها أن تحسن استغلال وقت فراغها لتتعلم بعض الحرف والأنشطة لتثبت وجودها”. حدثتنا الحرفية عاشور عن سبب اهتدائها إلى رسكلة بعض العلب الفارغة، وتحديدا علب البيض قائلة: “في الحقيقة أنا حرفية في مجال الأشغال اليدوية، أصنع الشبيكة وغرزة الحساب. ولأطور مهارتي بهذه الحرف التحقت بدار الشباب، حيث تعلمت بعض المهارات وأتقنت هاتين الحرفتين. ومع مرور الوقت أصبحت الشبيكة وغرزة الحساب مألوفتين، وقلّ الطلب عليهما، الأمر الذي دفعني إلى التفكير في شيء مختلف، يجعلني أتميز عن غيري”. وأردفت قائلة: “حدث في يوم أن استوقفني منظر علبة البيض وطريقة تصميمها عندما كنت أفرغ منها حبات البيض، وقلت في نفسي لِم لا أستغل هذه العلب عوض رميها؟! وسرعان ما اهتديت إلى فكرة، مفادها استغلال هذه الأخيرة في أمور تزيينية؛ حاولت تشكيل مزهرية؛ حيث قمت بطيّ علبة البيض ليتكون لدي شكل جميل، بعدها رحت أصبغه وأزينه، ثم وضعت به الورود، ليتحول إلى مزهرية جميلة بشكل مختلف، ومن هنا كانت انطلاقتي في مجال التخصص “بفن الرسكلة”، كما أسميه. بعد أن صنعت المزهرية الأولى رحت أبدع في تصميم مزهريات أخرى، وفي كل مرة كنت أحاول جعل كل مزهرية أجمل من سابقتها”. وتضيف محدثتنا: “أملك اليوم تشكيلة متنوعة من مزهريات مصنوعة من علب البيض مختلفة الألوان والزخرفة؛ إذ تعمدت جعلها غير متشابهة؛ بإدراج بعض الملونات والبريق لتكون مختلفة، وليجد المطلع عليها أو الراغب في اقتنائها ضالته”. لم تكتف الحرفية عاشور باستغلال علب البيض، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ حيث عمدت إلى استغلال قوارير الماء البلاستيكية وحولتها هي الأخرى إلى مزهريات غاية في الجمال، حدثتنا عنها قائلة: “حقيقة، يمكننا الحفاظ على نظافة بيئتنا بطرق بسيطة، يكفي فقط أن نعرف كيف نفكر ونحسن استغلال ما هو متوفر”. وعن فكرة تزيين القوارير قالت: “هي فكرة بسيطة؛ مفادها أخذ حبيبات الغطاء الذي يغلف الأجهزة الإليكترونية ويحميها من الانكسار أو ما يسمى ب “رغوة التعبئة والتغليف”، بعدها أقوم بلصقه بطريقة فنية على القارورة؛ بحيث لا يظهر شكلها، ثم أصبغه وأطليه ببعض البريق. أما النتيجة فأؤكد لكم أنها مذهلة ويستحيل معرفة أن المزهرية المعروضة عبارة عن قارورة بلاستيكية كان يمكن أن يكون مآلها مكب النفايات!”. شاركت الحرفية عاشور لأول مرة بما أبدعته في مجال فن الرسكلة بالمعرض الذي أقيم مؤخرا بمناسبة عيد المرأة بمركب زرالدة. وتتطلع بعد أن نال ما أعدته من أعمال إعجاب الجمهور، لاستغلال أدوات أخرى تجعلها تتميز أكثر فأكثر. وفي السياق تنصح الحرفية النسوة الماكثات بالبيوت بأن يحسنّ استغلال وقت فراغهن في تعلم أو ابتكار أمور جديدة تميزهن.