دعت هيئة أحزاب القطب الوطني، الحكومة للاهتمام بشريحة الشباب والتجاوب مع طموحاتهم في مجالي الشغل والسكن. كما أكدت الهيئة على أهمية الاستعانة ببعض الأحزاب السياسية والمجتمع المدني اللذين يمكنهما المساعدة، بتقديم اقتراحات من شأنها إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه فئة الشباب، خدمة للجزائر وحفاظا على استقرارها من خلال قطع الطريق أمام من يحاولون الاستثمار في مشاكل الشباب لتحريضه وخلق أزمات. وأكدت هيئة أحزاب القطب الوطني في هذا السياق، أنها "تسجل بارتياح، المبادرة التي تقوم بها حكومة السيد عبد المالك سلال، التي بدأت تتحرك في هذا المجال"، حسبما أشار إليه السيد محمد طالب شريف، رئيس الحزب الوطني للتضامن والتنمية، خلال اللقاء السياسي الذي نظمته الهيئة أمس بسيدي فرج بالجزائر، والذي قال إن الحكومة لا بد أن تكون في مستوى تطلعات الشعب الذي يبقى أهلا للسيادة، حسب الدستور. موضحا أن هذا التحرك وحده غير كاف، بل لا بد من مساعدة كل الجهات الفاعلة في المجتمع للتكفل الحقيقي بفئة الشباب التي تعاني التهميش والبطالة. وأعلنت هيئة أحزاب القطب الوطني التي تشكلت في 16 مارس الجاري والتي تضم مجموعة من الأحزاب السياسية، عن تنصيب لجان عمل دائمة ومؤقتة لمتابعة القضايا الراهنة والأحداث التي تعيشها الساحة الوطنية، منها لجنة صياغة مذكرة إبداء الرأي حول التعديل الدستوري، لجنة متابعة وتقييم أعمال الحكومة، لجنة متابعة ومرافقة انشغالات أبناء الجنوب، لجنة صياغة ميثاق هيئة أحزاب القطب الوطني، ولجنة صياغة النظام الداخلي للهيئة. ومن المنتظر، أن تقوم الهيئة بصياغة قانون أساسي خاص بها يحدد شروط الالتحاق بها والنضال في صفوفها. وأوضحت الهيئة في البيان الختامي الذي عقب لقائها أمس، أن أبوابها ستبقى مفتوحة أمام كل الأحزاب السياسية التي تريد الانضمام إليها، سواء كانت أحزاب قديمة أو جديدة، "قصد التصدي لمحاولات من يرفضوا التداول على السلطة رغم شعاراتهم الديمقراطية"، حسبما صرحت به الهيئة. وتهدف هيئة القطب الوطني، حسبما أكدته الأحزاب المشاركة فيها، إلى بناء جمهورية بالمفهوم الجزائري الذي يحترم مبادئ الديمقراطية وتعاليم الإسلام بعيدا عما وصفته بالاستعمال السياساوي للإسلام، الذي تلجأ إليه بعض الجهات والأحزاب للوصول إلى السلطة. كما تهدف الهيئة إلى تشكيل قوة لحماية الوطن من خلال النضال، حسبما أكده السيد طارق يحياوي رئيس الحزب الوطني الحر، الذي ذكر بأن الجزائر اليوم مهددة من الخارج من خلال المؤمرات التي تحاك ضدها، لكن هذه المؤمرات، كما قال، لا تخيف الشعب الجزائري، لأنه واع ويعرف جيدا كيف يواجه ذلك، غير أن التهديد الذي يجب مواجهته هو التهديد الداخلي الذي باتت تحركه تيارات فكرية وسياسية تنشط وتنهل من منابع مجهولة لا تمت بصلة لأفكار الشعب الجزائري، يضيف السيد يحياوي. كما ذكر المتحدث، بأن هيئة أحزاب القطب الوطني رافدا للتيار الوطني وبديلا عن الجهات التي أساءت للوطن وشوهت التيار الوطني، مشيرا إلى أن المنخرطين في الهيئة لهم إرادة حقيقية للمضي قدما لإرساء مؤسسات القطب والتفكير في العمل مع بعض، خلال الاستحقاقات القادمة لحل القضايا التي تهم الشعب لتحقيق العدالة الاجتماعية. وتضم هيئة أحزاب القطب الوطني التي أسست لتكون قوة اقتراح في القضايا التي تعيشها الساحة السياسية، كلا من حزب جبهة الحكم الراشد، الحزب الوطني الحر، جبهة النضال الوطني، حزب النور الجديد، الحزب الوطني للتضامن والتنمية، الحزب الوطني الجزائري، وحزب خط أول نوفمبر، ومن المنتظر أن يلتحق بها هذه الأيام حزب الحرية والعدالة، حسبما أكدته الهيئة التي كشفت أن رئيس هذا الحزب، السيد محمد السعيد اتصل بها هاتفيا وبارك الفكرة، حيث عبر عن موافقته، الانضمام للهيئة.