أحبطت مصالح الدرك الوطني محاولة سطو على مؤسسة مالية كانت تستهدف وكالة "تروست بنك" بحيدرة بالجزائر الأربعاء الماضي، وأوقفت ثمانية لصوص قبل أن يرتدوا اللثام الذي كان بحوزتهم لتفيذ عملية السطو. وأشارت مصالح الدرك إلى أن 90 بالمائة من عناصر هذه الجماعة التي تم توقيفها من ذوي السوابق العدلية، من بينهم عون حراسة مكلف بأمن البنك، استغرقت عملية تكوينها ما يقارب سبعة أشهر لتنفيذ هذه العملية، بعد قيامها بدراسة مخطط البنك وموقعه وكل تفاصيله. وأضافت فرقة البحث التابعة للدرك الوطني، أن عون الأمن الذي اتصل بباقي عناصر الجماعة اشتغل مدة سنتين بهذا البنك، قبل أن يحول إلى بنك جديد مما سمح له بمعرفة المكان بدقة وكذا عادات الموظفين، مثلما يحدث في أفلام السطو على البنوك من قبل مسلحين محترفين. وذكرت المصالح بأن العصابة التي تتراوح أعمار أفرادها ما بين 20 و24 سنة ما عدا عون الأمن الذي يعد العقل المدبر لها الذي يبلغ 43 سنة، درست كل تفاصيل العملية، حيث كان أفرادها يلتقون باستمرار ويتنقلون بجوار البنك وأمامه على متن سيارة قاموا بكرائها حتى أصبحوا مألوفين في الحي. وكمرحلة أخيرة حاولت العصابة استعمال المسؤول عن الصندوق الرئيسي للبنك الذي يحوز على المفاتيح والرقم السري الخاص بالخزينة، حيث قاموا بترقب كل تحركاته لمدة أيام وتتبعه من البنك إلى غاية مقر سكناه بمنطقة السحاولة، حيث قاموا بالاعتداء عليه على طريقة الأفلام الأمريكية في وضح النهار، يوم الأربعاء الماضي على مستوى الطريق الرابط بين السحاولة وأولاد بلحاج، قبل اختطافه وربطه لمنعه من الحركة ونقله معهم على متن سيارته التي كانت مرفوقة بسيارتين لأفراد العصابة، في الوقت الذي عين فيه شخصان لمراقبة الضحية وتهديده بسلاح أبيض في اتجاههم للبنك، ليدلهم على الرقم السري لفتح الخزينة. غير أن وجود حاجز أمني متنقل للدرك الوطني أخلط حسابات العصابة التي لم تكن تتوقع وجوده في ذلك الطريق مما أربك عناصرها، حيث بدت علامات الرعب على وجوههم خاصة وأن الضحية كان يتحرك وتمكّن من كسر زجاج نافذة السيارة مما جلب أنظار رجال الدرك، غير أن أفراد العصابة أهملوا السيارة التي كان الضحية على متنها وتمكن ستة منهم من الفرار على متن السيارتين، قبل أن يتم توقيفهم ساعات بعد ذلك، فيما ألقي القبض على اثنين آخرين في عين المكان. وقد تم تقديم العصابة أمام وكيل الجمهورية أمس، حيث أودعوا الحبس بتهم تكوين جمعية أشرار، السرقة الموصوفة، الاختطاف والتهديد بالسلاح الأبيض.