جولتنا في الإذاعة أثمرت عدة مواضيع هامة، تجسدت في حوارات مع شخصيات لها دورها في تفعيل الساحة الفنية، ومنها السيد: محمد براكني رئيس الدائرة الموسيقية، الذي أمدنا بمعلومات هامة حول هذه الدائرة النشطة التي لعبت دورها في إبراز شموخ الموسيقى الجزائرية بكل طبوعها، والأغنية بشتى أنواعها، ولا تزال تسعى إلى إظهار كل ما هو جميل مفيد، واهتمامها اليوم منصب على عالم الطفل، إذ تعكف على مشروع أغان خاصة بعالم البراءة سيرى النور قريبا، وهذا بمبادرة ودعم من المدير العام للإذاعة، السيد عز الدين ميهوبي، وبجهد من الدائرة الموسيقية والساهرين عليها وعلى رأسهم رئيسها، الذي أفادنا بالكثير من خلال هذا الحوار... - باعتباركم رئيسها، كيف تساهم الدائرة الموسيقية للإذاعة في تفعيل الساحة الفنية؟ * المساهمة تكون بمنح مجال للخلق والإبداع للفنان، وإعطائه فرصة لبعث إنتاجه إلى الوجود، وذلك بوضع ملحنين ومدونين وخطاطين وموسيقيين تحت تصرفه، وتكاتف جهود ذوي الاختصاص في المجال الفني (الموسيقي)، يعطي الفنان قطعا دعما قويا، ومما يقوي عزيمته للعمل أكثر هو سماع انتاجه على أمواج الاثير، فالإذاعة كانت ولا تزال الوسيلة الإعلامية التي تكشف المواهب وتشجعها وترقى بها، ودعمها للمواهب لا يقتصر على ميدان الغناء فقط، بل حتى المسرح، والمتخرجون من المسرح الإذاعي يشهدون بذلك، فالإذاعة الوطنية مدرسة عريقة تمنح الحركية والاستمرارية والرقي لأي مجال فني يستحق الدعم والتشجيع. - علمنا أنه بمبادرة ودعم من المدير العام للإذاعة، تعكف الدائرة الموسيقية على إنتاج (09 أغان) خاصة بالطفل، فهل من تفاصيل وافية حول هذا المشروع التربوي الهام؟ * ليس من باب الاطناب، انما من باب الإنصاف، نقول أن المدير العام للإذاعة يحرص على كل ما هو مفيد وجاد، ويفتح الابواب أمام مشاريع جمدت منذ مدة، خاصة أغاني الاطفال، فالطفل بات يستمع إلى أغاني لا تناسب سنه ولا توافق سلامة تربيته، والسبب هو غياب الاغنية الهادفة عن الساحة، ولهذا كان من الضروري التفكير في الطفولة باعتبارها المستقبل والأمل، وإنتاج 09 أغان خاصة بالطفل بمواضيع متنوعة منها: المدرسة، الام، الصداقة.. الخ... - الكتابة للطفل ليست سهلة، وهذا ما جعل الساحة شبه خالية، فهل كتاب كلمات هذه الاغاني في مستوى هذا المجال الصعب، والصعب جدا؟ * كيد، فهناك الفنان القدير محمد عجايمي، والكل يدرك قدرات هذا الفنان في مجال الكتابة وتمكنه من اللغة، الى جانب عبد القادر بن دعماش وياسمين وغيرهم من الفنانين الموهوبين، الذين يمتلكون ملكة الكتابة والخبرة في معاملة الطفل ومخاطبة احساسه وتفكيره، فالعمل مدروس من كل النواحي خاصة الكلمة، فهي الاهم في هذا المشروع الصعب، لكونه موجه إلى فئة ليس سهلا إرضاؤها وجلب انتباهها. - ماهو الهدف الأسمى من هذا المشروع؟ * الهدف الأسمى هو تمرير رسالة هادفة يستوعبها الطفل الجزائري أكيد، لكونها موجهة إليه على وجه الخصوص، ونأمل أن تكون هذه البداية محفزة لإثراء ساحة الطفل الفنية بأغان تربوية هادفة، توجه وتغذي الحس والفكر معا، أغان تنتشل البراءة من أنياب الكليبات التجارية المخلة التي تعرضها الفضائيات زاعمة انتاجها للطفل، كليبات لا نتيجة من ورائها إلا الانحراف.. أغان تقضي على براءة الاطفال وتسمم أفكارهم، وتفسد تربيتهم، ولهذا نسعى بتضافر الجهود، إلى إنتاج تربوي، راق يهذب السمع والخلق، يسعد الطفل والاولياء على حد سواء. - لن نبرح مجال الطفل، بما أن الإذاعة الوطنية تنتج برامج للأطفال، فما هو دعم الدائرة الموسيقية لمثل هذه الحصص التربوية؟ * تساهم الدائرة بفرقها الموسيقية التابعة للإذاعة، إذ ترافق هذه الأخيرة الفرق المدرسية ومجموعاتها الصوتية بالآلات الموسيقية المتماشية وأغاني الطفل... - الى جانب نشاطها الحالي في مجال الطفل، تعمل الدائرة الموسيقية في اتجاهات اخرى، هل لنا معرفة اهمها؟ * الدائرة بفرقها الموسيقية تحت تصرف كل التظاهرات الوطنية ودولية، ففرقنا الموسيقية ترافق كل الفنانين الجزائريين والاجانب، فما من مهرجان أو تظاهرة هنا أو هناك إلا وكنا على قدم وساق، تدريبات مكثفة.. بروفات، هذا الى جانب تسجيلات ألبومات أو انتاجات فنانينا التي نقوم بها في استيديو رقم (09) للاذاعة الخاصة بالانتاج، وأريد أن أضيف شيئا مهما جدا، وهو أن الدائرة الموسيقية تعمل بالتنسيق مع المركز الثقافي للإذاعة (عيسي مسعودي)، الذي يمدنا ببرنامج فني مسطر تسهر الفرق الموسيقية للإذاعة على انجاحه. - كرئيس للدائرة الموسيقية، هل من أمنية مستقبلية؟ * كل ما نتمناه هو ازدهار الفن الجزائري بكل أنواعه، وانتعاش الساحة الفنية للطفل بأغان تربوية هادفة، وأن نولي هذا الكائن أكبر أهمية لكونه المستقبل والامل، ويبقى التوفيق في جلب اهتمامه وإرضائه هو قطعا أغلى أمنية وشكرا.