خصص المهرجان الثقافي الإفريقي في طبعته الثانية بالجزائر، جانبا محوريا للموسيقى باعتبارها مظهرا أساسيا في الثقافة الإفريقية، وبالتوازي مع هذه الأهمية سطرت دائرة الموسيقى باللجنة التنظيمية، برنامجا ضخما لفنانين وموسيقيين من كل أرجاء القارة السمراء. ويؤكد رئيس دائرة الموسيقى، السيد فريد طوالبي، في لقاء مع موقع التظاهرة، على أهمية هذا اللقاء الإفريقي الذي نال حظه من التحضيرات. موضحا أنه تم الحرص على احترام الرمزية الإفريقية. ومن أهم المواعيد الموسيقية في البرنامج، حفل الافتتاح الذي سيمضيه الفنان المغترب كمال وعلي. من جهة أخرى، وضمن نفس الإطار، سيعرف المهرجان تنظيم عدة تظاهرات، منها تنظيم المهرجان الدولي للديوان، المهرجان الدولي لموسيقى الجاز، وكذا تنظيم إقامات الإبداع الموسيقي وذلك لتعزيز البعد الإفريقي للجزائر. وأشار السيد طوالبي، إلى أن 30 دولة إفريقية أكدت مشاركتها في البرنامج الموسيقي وبالتالي سيتم تقديم بانوراما متعددة الألوان والطبوع الموسيقية، إضافة طبعا إلى استقبال خاص لنجوم الموسيقى الإفريقية الذين اكتسبوا شهرة عالمية منهم »موري كانت«، »يوسو ندور« »سليف كايتا«، »مانو ديبونغو«، »بابا وامبا« و»إسماعيل لو« وغيرهم... وسيحرص هؤلاء على تقديم الموسيقى الإفريقية في بعدها العالمي. كما يشهد المهرجان تنظيم 300 عرض موسيقي بداية من حفل الافتتاح يوم 5 جويلية بالقاعة البيضوية مع كمال وعلي وبمشاركة نجوم الأغنية الجزائرية والإفريقية، وسيحمل حسب السيد طوالبي، العديد من المفاجآت الجميلة. في اليوم الموالي سيخصص البرنامج للحفلات الشعبية من خلال القافلة الفنية، كما سيستمتع الجمهور الى غاية 20 جويلية بسهرات فنية متنوعة يحييها نجوم الفن. وستخصص 18 ساحة عرض عبر العاصمة منها باب الزوار، ابن طلحة، ابن عكنون، 3 ساحات عرض بتيبازة، ساحتان ببومرداس وساحة واحدة بالبليدة، كما ستستفيد ولايات أخرى مثل وهران، عين تموشنت والمدية من جولات الفرق الفنية،= ناهيك عن السهرات التي سيحتضنها »الكازيف« بسيدي فرج ومختلف الساحات العمومية. وستوفر كل الإمكانيات المادية والتقنية لإنجاح هذه المواعيد وكذا للاستقبال الحسن للفنانين والفرق الإفريقية سواء القادمة من بلدانها أو من أوربا، وسيكون العامل المشترك بينهم هو إبراز التعددية الموسيقية للقارة. وستكون الأصوات الجزائرية حاضرة بقوة من خلال مشاركة الشباب خالد، لطفي دوبل كانون، محمد علاوة ولونيس أيت منقلات. وفيما يتعلق بالتجهيزات، فقد عرف التحضير لهذا الموعد الأكبر من نوعه في القارة، جلب أحدث التقنيات، ولم تدخر الدولة جهدا ولا مالا لإنجاح هذه المواعيد الفنية، إضافة إلى جلب الخبرات الأجنبية لضمان خدمة احترافية من الطراز العالمي الأول، خاصة في مجال تقنية الصوت، كما خصصت وزارة الثقافة ميزانية هامة لاقتناء أحدث الأجهزة ذات المقاييس العالمية، إضافة الى استخدام التجهيزات التقنية لمختلف القطاعات والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة. ولعل من أبرز المواعيد الموسيقية المبرمجة، المهرجان الدولي للديوان برياض الفتح والمهرجان الدولي للجاز ب"أوديتوريوم" الإذاعة الوطنية والذي سينشطه تشيكو فريميان، بني غولسون، براس والي، كريم زياد، جمال لعروسي، أمازيغ كاتب، جمعاوي، أفريكا، قعدة ديوان بشار، حسنة البشارية، سميرة ابراهيمية وغيرهم... أما الإقامات الموسيقية الخاصة بالموسيقى الإفريقية فستجتمع فيها الفرق الجزائرية بالإفريقية، وسيتم فيها ابراز مختلف الخصوصيات الموسيقية الخاصة بكل بلد ومدى تقاطع هذه الموسيقى فيما بينها من البلدان الإفريقية، وبالتالي عزف موسيقى إفريقية واحدة متعددة الألحان الإفريقية. كما سيكتشف الضيوف الأفارقة طبوع الموسيقى الجزائرية، وبالتالي سيتمكن كل المشاركين من كسر الحدود والعبور إلى موسيقى ذات لغة عالمية راقية وجميلة. من ضمن أهم المواعيد الموسيقية التي سيستمتع بها الجمهور، حفل الاختتام يوم 20 جويلية والذي سيكون ذا احترافية عالية ويبرز قدرات الفنانين فريد عوامر وأبو ل?رع سفيان. كما سيخصص جانب من هذا الحفل لنجوم المهرجان الإفريقي لسنة 1969، ومنهم الراحلة مريم ماكيبا، وسيكرم الفنان الجزائري الراحل بوجمية مرزاق وبوعلام حماني، وكذا مصطفى تومي، محمد لعماري، لمين شنيتي وغيرهم. وللإشارة، كل الحفلات والمواعيد الفنية ستسجل على أشرطة »سي دي« لتدرج في الأرشيف الخاص بهذا المهرجان.