انتقل، أمس السبت، إلى جوار ربه الشيخ عبد الحميد كرمالي، المدرب الوطني السابق وعضو فريق جبهة التحرير الوطني، وذلك عن عمر يناهز ال 82 سنة، بعد معاناته من مرض عضال. وقد تُوفي بمسقط رأسه سطيف وسط عائلته، علما أن كرمالي نُقل خلال شهر نوفمبر الفارط على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة العسكري، على إثر تدهور مفاجئ لحالته الصحية، حيث مكث به إلى غاية شهر مارس الأخير، ونُقل فيما بعد إلى مقر سكناه بسطيف، الذي بقي فيه إلى غاية وفاته أمس. وتشاء الصدفة أن تتزامن وفاة كرمالي مع الاحتفال بالذكرى ال 55 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، الذي كان ضمن نواته الأولى التي تشكلت في 13 مارس بتونس بعد احترافه في النوادي الفرنسية أ ف سي ميلوز وأ سي كان وأولمبيك ليون، وقبل ذلك بدأ كرمالي مشواره الكروي مع الاتحاد الرياضي لمدينة سطيف. وكان المرحوم لاعبا أساسيا ضمن فريق جبهة التحرير الوطني؛ بمشاركته الدائمة في مبارياته العديدة التي خاضها في التنقلات التي قادته إلى البلدان العربية والآسيوية وأوربا الشرقية خلال الثورة التحريرية.وقد رفض كرمالي في 1962 العودة إلى اللعب في فرنسا، حيث فضّل البقاء في الجزائر، ووضع خبرته لصالح الكرة الجزائرية، فلعب لفترة قصيرة مع فريقه الأول اتحاد مدينة سطيف، قبل أن يتحول إلى مهنة التدريب، وظهر بسرعة كتقني محنَّك في هذا المجال، وقاد وفاق سطيف إلى تتويجات تاريخية في البطولة والكأس ليدرّب فيما بعد أندية أخرى، على غرار اتحاد الشاوية ومولودية الجزائر اللذين تُوّج معهما بلقب البطولة الوطنية للقسم الأول، إلا أن المشوار الكبير لكرمالي في مجال التدريب برز مع النخبة الوطنية رفقة زملائه من فريق جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي ومحمد معوش والإخوة سوكان محمد وعبد الرحمان وعبد الحميد زوبا ورويعي وسعيد عمارة، حيث كان له الفضل مع هؤلاء في تكوين الفريق الوطني للسبعينيات، الذي نال الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الإفريقية، وأيضا الفريق الوطني للثمانينيات الذي شارك مرتين متتاليتين في كأس العالم (1982 و1986)، بنجومه بلومي وكويسي ومرزقان وسرباح وڤندوز وياحي وماجر وبن ساولة وغيرهم من اللاعبين الدوليين، الذين مثلوا الجزائر أحسن تمثيل في كل المواعيد الدولية التي شاركوا فيها، وقاد قبل ذلك المنتخب الوطني للأواسط إلى مونديال طوكيو. وقد ختم كرمالي مشواره التدريبي على المستوى الدولي بإهدائه للجزائر كأس أمم إفريقيا 1990، والتي تمثل التتويج الوحيد لبلدنا على هذا المستوى. ولا شك أن المسيرة الكروية لكرمالي ستبقى راسخة في ذهن الرياضيين الجزائريين، الذين يعترفون بنضاله الكبير ضمن فريق جبهة التحرير الوطني وما تبع ذلك من مساهماته في تتويجات للكرة الجزائرية، حيث رفعت من سمعة ومستوى الكرة الجزائرية. وسيُوارَى جثمان الراحل عبد الحميد كرمالي الذي كان سيبلغ عمر 82 عاما يوم 23 أفريل الجاري، الثرى اليوم الأحد، بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي الخير بسطيف.