أجمع مواطنو بلدية الدارالبيضاء الذين تحدثت إليهم «المساء»، على أن المجلس الشعبي الحالي، سواء خلال عهدته السابقة أو الحالية، اهتم أكثر بالتهيئة الحضرية وأهمل الضروريات المتمثلة في مختلف المرافق التي تمس قطاعات عديدة. وفي هذا الشأن، قالت إحدى المواطنات «حليمة. ب» في تصريحها ل «المساء»؛ إن المجلس الحالي ليس بجديد وإنما ترأس العهدة السابقة، «فهو على دراية كبيرة بالنقائص التي تشهدها الأحياء كلها، وبالمشاكل التي يواجهها مواطنو البلدية»، مضيفة بأن المجلس سواء في عهدته السابقة أو الحالية، اهتم فقط بالتهيئة، على غرار تجديد قنوات الصرف الصحي أو تعبيد وتزفيت الطرقات والأرصفة. وأضاف « كمال. ن» أن العهدات السابقة للمجلس الشعبي لبلدية الدارالبيضاء، ورغم اطلاعه على كافة انشغالات سكان مختلف الأحياء، «إلا أنه لم يتدارك إلى حد الساعة هذه المشاكل والمطالب، ولم تكف برامجه لاحتواء انشغالات المواطنين»، خاصة فيما يتعلق بالمرافق الحيوية والثقافية والمساحات الخضراء، مشيرا إلى أن البلدية تتوفر على مساحات شاسعة، خاصة بالأحياء المعزولة والبعيدة عن وسط المدينة، مثل الحميز وعبان رمضان وغيرها، إلا أن إنجاز مختلف المرافق، خاصة الصحية منها والترفيهية والتربوية غائبة. من جهتهم، اشتكى سكان الحميز من جملة المشاكل التي يواجهونها، وعلى رأسها غياب الماء الشروب ببعض أحياء المنطقة، على غرار حي الحميز 02 الذي تفتقر حنفياته لهذه المادة الحيوية، مما يجعل السكان يضطرون للاستنجاد بالطرق العشوائية في عملية التزوّد بهذه الأخيرة، معرضين بذلك أنفسهم لخطر الإصابة بالأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه، كما يفتقر الحي لمركز بريدي، إذ يضطر هؤلاء للتنقل إلى مركز بريد بلدية الرويبة في كل مرة يحتاجون فيها لسحب أموالهم، وهو الأمر الذي أثقل كاهلهم، خاصة أن مركز بريد الرويبة يعرف اكتظاظا كبيرا ودائما. كما يسجل الحي المذكور نقصا كبيرا في التغطية بالإنارة العمومية، مما جعل المواطنين عرضة للاعتداءات والسرقات التي تكثر بالمنطقة، والتي حرمت عليهم الخروج بعد حلول الليل، كما استغرب سكان بعض الأحياء بالحميز عدم حصولهم على عقود الملكية لحد الآن، منذ منحهم الأراضي التي كانت عبارة عن أراض فلاحية تم بموجبها منحهم رخص إدارية للبناء سنة 1989، تاريخ نشأة الحي. إلى جانب هذا، فهم يشتكون غياب الهياكل الثقافية والترفيهية. وتحدث بعض سكان الأحياء التابعة لبلدية الدارالبيضاء، على غرار سوفرا نور، عبان رمضان، المدينةالجديدة وحي بن عمار عن بعض المشاكل مثل غياب سوق للخضر والفواكه على مستوى حي سوفرا نور، الأمر الذي يكلف السكان عناء التنقل إلى أسواق الأحياء الأخرى المجاورة من أجل قضاء حاجياتهم. من جهتهم، يطالب سكان حي المدينةالجديدة من الغياب التام لجدار عازل بين الحي وطول مسلك السكة الحديدية المتواجد هناك، الأمر الذي أصبح يهدد حياتهم في أيه لحظة، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار منهم، و من جانب آخر يسجل سكان حي «صلاح الدين» غياب غاز المدينة بالرغم من النداءات المتكررة لمسؤول البلدية. وقال النائب بالمجلس الشعبي لبلدية الدارالبيضاء، عبد الحميد يربود في تصريح ل «المساء»؛ إن البلدية استلمت مبلغ 380 مليار دينار كميزانية لسنة 2013، مضيفا أن المجلس الحالي الذي ترأس المجلس السابق، قام بعدة عمليات تهيئة في السنة الماضية، خصت ربط الأحياء بشبكة الغاز الطبيعي وقنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية، مع إعادة تهيئة الطرقات، كما يتم العمل على إعادة ترميم وتأهيل بعض الأحياء القديمة، بالإضافة إلى إعادة النظر في مخطط حركة المرور بالبلدية، لاسيما وأن طرقاتها الرئيسية تعرف حالة اختناق أصبحت تتسبب في عرقلة السير. وأشار محدثنا إلى أن شباب الدارالبيضاء سيستفيدون من 4 ملاعب بكل من الحميز، عبان رمضان والمدينةالجديدة، ومن 8 ملاعب جوارية، بالاضافة إلى ثانوية بحي الحميز بطاقة استعاب 1000 مقعد دراسي، وتجهيز جميع المدارس بمطاعم ستستلم خلال الموسم الدراسي القادم. أما بخصوص عملية الترحيل، فصرح المصدر أن مصالحه تسعى إلى استغلال الأراضي المسترجعة بالمنطقة، من أجل إنجاز عدة مشاريع تنموية، خاصة منها السكنية، رغم تأكيده على أن نقص العقار يرهن العديد من المشاريع.