شكل نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم، أهم حدث رياضي نهاية الأسبوع الفارط، إلا أن الأمور لم تجر بالشكل الذي كان يتمناه الجميع، بسبب تصرف غير منتظر قام به لاعبو ومدرب الفريق ومسيروه، الذين قاطعوا المراسم البروتوكولية لتسليم الكأس والميداليات، وكان رد فعل المسؤولين عن كرة القدم في بلادنا سريعا، حيث استدعي كل من رئيس فرع المولودية عمر غريب ومدرب الفريق جمال مناد ورئيس مجلس إدارة النادي عمروش، للمثول أمام مجلس التأديب التابع للرابطة الوطنية يوم الإثنين القادم. ... ما يمكن استخلاصه من التصرفات المؤسفة التي حدثت في نهائي كأس الجمهورية، أن الرأي العام الرياضي بصفة خاصة والرأي الوطني بصفة عامة، نددا بدون استثناء بما وقع بملعب 5 جويلية، حيث طالب الجميع بتسليط أقصى العقوبات على المتسببين في هذه الفضيحة التي هزت الوسط الرياضي وبشكل خاص وسط مولودية الجزائر، الذي رغم خيبة الإخفاق في هذا النهائي، لم يتوقع لجوء الفريق إلى حد مقاطعة مراسم بروتوكول تسليم الكأس والميداليات، وهو التصرف الذي جاء مخالفا تماما لموقف أنصار العميد أثناء المباراة ضد اتحاد الجزائر وبعدها، حيث تحلوا بروح رياضية كبيرة وتقبلوا الخسارة رغم مرارتها، وكم كانت مفاجأتنا كبيرة لما شاهدنا مجموعات كبيرة من أنصار العميد يحتفلون عبر شوارع العاصمة مع نظرائهم من اتحاد الجزائر بنهاية العرس الكروي، وتقاسموا معهم الأفراح و الابتهاجات، وكان الموقف رائعا جدا وعبر بصدق عن العلاقات المتينة التي ربطت دائما الناديين العاصميين، وكان ذلك بمثابة رسالة قوية لأولئك الذين حاولوا تلطيخ سمعة العميد وتاريخه المجيد في الرياضة والنضال على حد سواء، بعد أن كسب احترام كامل الشعب الجزائري منذ زمن طويل. ويجدر بنا التساؤل اليوم عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الفريق يتصرف بطريقة مخزية في نهائي كأس الجمهورية تابعت أطواره الملايين من الشعب الجزائر عبر الشاشة، لأنه لا يمكن لمسيري فريق مولودية الجزائر أن يجعلوا من التحكيم ذريعة لمقاطعة مراسم البروتوكول، إذ أن الحكم حيمودي كان فعلا في المستوى المطلوب وحرص على أن تجري المباراة في روح رياضية، من خلال تواجده دوما قرب الكرة لتفادي الوقوع في أية مغالطة تحسب عليه، وقد تعود على هذا السلوك المهني في مباريات البطولة الوطنية أو المنافسات الدولية، بل إن الرابطة الوطنية لم تخطئ عندما عينته لإدارة نهائي كأس الجمهورية بعدما كسب خبرة طويلة في إدارة المواجهات الساخنة والمثيرة. ولا شك أن مولودية الجزائر توجد اليوم في مفترق الطرق، لأن حادثة ملعب 5 جويلية أكدت للعائلة الرياضية لهذا النادي العريق، أن تسيير الفريق لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال، ولا بد من إعادة النظر في كثير من الأمور لها علاقة بمستقبله المهدد بسبب تصرفات طائشة ليست لها علاقة بالرياضة، وكشفت بوضوح أن بعض الأشخاص حاولوا أن يضعوا الفريق رهينة بين أيديهم وكأنهم يقولون أن مولودية الجزائر لا يمكن لها أن تستمر بدون بقائهم على رأسها، بعدما أبعدوا كل الأطراف المخلصة للنادي والراغبة في فرض تسيير نظيف داخل الفريق.