أحيت مؤسسة ميناء الجزائر أول أمس، الذكرى ال51 لاستشهاد 200 عامل في مجزرة اقترفها الاستعمار الفرنسي في الثاني ماي 1962 ضد هؤلاء الأبرياء، الذين ذهبوا ضحايا غدر القوات السرية، التي شنّت هجوما غاشما عليهم، في الوقت الذي أُعلن عن وقف الحرب بين الطرفين الفرنسي والجزائري. وقد احتضنت هذه الذكرى التاريخية الساحة القريبة من مقر المديرية العامة لمؤسسة ميناء الجزائر، وأمام النصب التذكاري المخلّد لهؤلاء الأبرياء، الذين استشهدوا في سبيل الحرية والاستقلال، مثلما أكده الرئيس المدير العام للمؤسسة في كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة، كما أشار إلى ذلك نائبه، الذي ذكر أنه وبعد الإمضاء على اتفاقيات توقيف الحرب، بدأت منظمة الجيش السري للاستعمار الفرنسي في الجزائر، تشن الهجمات المتتالية على الأبرياء، ومنهم عمال ميناء الجزائر الذين خططت لاغتيالهم في مجزرة رهيبة عندما تجمّعوا على السادسة صباحا بحثا عن العمل، حيث انفجرت سيارة قام المستعمر بجرها وركنها في المكان على أساس أنها معطَّلة، غير أن انفجارها أدى إلى تطاير أشلاء العمال، الذين سقط منهم عدة ضحايا وجُرح آخرون. كما أن مقترفي هذه الجريمة لم يكتفوا بما سقط من ضحايا، فقاموا بإطلاق النار على الهاربين. وأوضح المتحدث بأن إحياء هذه الذكرى فرصة للتذكير بما قدّمه هؤلاء من تضحيات. من جهته، أشار الأمين الوطني المكلَّف بالتنظيم بالمركزية النقابية السيد صالح جنوحات ممثلا عن الأمين العام السيد عبد المجيد سيدي السعيد، إلى ما قدّمه العمال من تضحيات أثناء الثورة وبعدها، حيث يشهد الجميع بوفائهم في خدمة الوطن، مضيفا في هذا الصدد بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يسعى دائما لتحسين ظروف عمل عمال مؤسسة ميناء الجزائر والدفاع عن حقوقهم، الذين لايزالون يشكون بعض المشاكل التي يجب الوقوف عندها وإيجاد حلول لانشغالاتهم. بدوره، اعتبر وزير العمل والتشغيل السيد الطيب لوح الذكرى وقفة تأملية لاسترجاع التضحيات التي قدّمها الشعب بصفة عامة وعمال الميناء بصفة خاصة، وهو نفس ما ذهب إليه وزير النقل السيد عمار تو، الذي اعتبر المناسبة عظيمة تُظهر المآسي التي قام بها المستعمر والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الجزائريون، منهم عمال الميناء الذين كانوا ضحايا قوة استعمارية أخرى، حاولت أن تنسف كل ما تم من تضحيات بعد وقف الحرب وإعلان النصر. يُذكر أنه تم بهذه المناسبة تكريم عدد من العمال المتقاعدين من مؤسسة ميناء الجزائر بحضور السلطات المحلية، منهم رئيسا بلديتي الجزائر الوسطى وسيدي أمحمد، كما وُضع إكليل من الزهور وتم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.