نظم، أمس، ميناء العاصمة احتفائية ضخمة رغم رمزيتها، تخليدا لأرواح عمال الميناء الذين سقطوا شهداء إثر تفجير سيارة ملغمة قرب ميناء الجزائر من طرف المنظمة السرية الإرهابية الفرنسية، ولم يفوت ميناء العاصمة الفرصة لدى اقتنائه لقاطرة من طراز حديث إلا ويسجل فيها عرفانه لأبطال ثورة التحرير المجيدة حيث حملت اسم الشهيد الرمز «سي الحواس». احتفى ميناء الجزائر وجميع ممثلي المؤسسات البحرية بالذكرى ال50 لسقوط العشرات من الضحايا الأبرياء من الدواكرة بساحة النصب التذكاري الذي لا يبعد عن الميناء كثيرا وعلى وقع عزف سلسلة من الأناشيد الوطنية الجياشة ووضع العديد من باقات الورود تعكس رمزية العرفان، وتم استرجاع شريط الذكريات الأليمة للحادثة الإرهابية النكراء التي اقترفها الاستعمار الفرنسي المتطرف، حيث وقف المدير المساعد بمؤسسة ميناء العاصمة غطاس على ما وقع في ذلك اليوم المهول حيث قال أنه تظاهر إرهابيون فرنسيون بالقرب من مركز تشغيل عمال الميناء «الدواكرة» بأن سيارتهم توقفت في حدود الساعة السادسة صباحا، وطلبوا من عمال الميناء الجزائريين بإبعادها، وعندما ابتعد الإرهابيون الفرنسيون انفجرت السيارة المفخخة مخلفة دوي مروع اهتزت له العاصمة وتطايرت منه أشلاء العمال، وخلص إلى القول انه لدى انقشاع الدخان انكشفت الجريمة البشعة وتحول المكان إلى برك من الدماء، عندها هب العاصميون من مختلف الأحياء لنجدة إخوانهم وحمل الجرحى على جناح السرعة حيث سقط العشرات من الشهداء فيما جرح عدد معتبر. واغتنم غطاس الفرصة من أجل الحفاظ على الذاكرة حية وإيصالها إلى الأجيال تماما مثل الأمانة، ليخلص إلى القول أن عمال الميناء دفعوا ثمنا غاليا عشية استقلال الجزائر. ورسمت التفاتة تكريم أحد عمال الميناء الشاهد عيان على تلك الجريمة البشعة صورة نابضة بالتقدير وحفظ كل الذين سقطوا على يد أيادي الغدر الاستعماري في عمق الذاكرة التاريخية الوطنية، ويتعلق الأمر ب حاجي الحاج الذي يبلغ من العمر 83 سنة، ولدى اقتراب مندوبة «الشعب» منه انفجر باكيا من فرط مرارة الفاجعة التي غيبت عنه رفاقه وزملائه في تفجير مروع تهتز له الإنسانية، ولم نتمكن من تسجيل شهادته بسبب ضعف سمعه وتدهور صحته. وانتقل الوفد المحتفي بالذكرى الخمسين لحادثة التفجير يوم 2 ماي 1962 بعد قراءة الفاتحة على الرصيف رقم 8 بميناء الجزائر لتدشين قاطرة جديدة تم اقتنائها من طرف الميناء وحملت اسم الشهيد البطل سي الحواس حيث تقدر قوتها بنحو72 طن ب6000 حصان ومن مهامها السحب والإنقاذ في جميع الأحوال. وتحدث المدير العام بالنيابة قراح عبد العزيز عن هذه الذكرى الخالدة وعن اختيار اسم الشهيد البطل سي الحواس في خمسينية الثورة لتحمله هذه القاطرة العصرية من أجل العرفان وحتى لا ننسى الذين ضحوا بالأمس. وأما ابن الشهيد سي الحواس الذي أثنى على المبادرة والتي وصفها بالمميزة والتي خلدت مرة أخرى تضحيات والده. ويذكر أن أجندة الإحتفائية تضمنت كذلك تدشين الشباك الوحيد بالمنطقة المركزية وكذا تدشين مساحة جديدة لشحن البضائع برصيف رقم 17.ط فضيلة/ب