أكد المشاركون الأجانب في إحياء الذكرى ال40 لتأسيس جبهة البوليزاريو بمخيمات اللاجئين الصحراويين، أنّ دعم المجتمع الدولي لكفاح الشعب الصحراوي سيستمر "بلا هوادة" إلى غاية وضع حدّ للاحتلال المغربي لآخر المستعمرات في إفريقيا. وقال سفير نيجيريا بالجزائر هارونا جينسو إننا "لن نكون في سلام إلا بعد حصول الصحراء الغربية على سيادتها واستقلالها...، ولقد تمكّنا من إنهاء الاستعمار في البلدان الإفريقية بعد تضحيات جسّام"، وسنفعل ذلك في الصحراء الغربية. وتعهد بأن دعم بلاده سيتواصل إلى غاية انسحاب المغرب بشكل نهائي من الصحراء الغربية. وأوضح سفير كوبا بالجزائر أوميليو رودريغاز، أن كفاح الشعب الصحراوي من أجل استقلاله يجب أن يتواصل "لوضع حد للقمع المستشري في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية"، في وقت اعتبر فيه ميغال كاسترو ممثل الجمعيات الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي، أن المغرب "فشل في كل محاولاته لوضع حد للمقاومة الشريفة والشجاعة للشعب الصحراوي، رغم كل التهديدات التي يتعرض لها". وانتقد في هذا السياق، موقف بلاده التي قال إنها "خانت الشعب الصحراوي" من خلال دعمها "غير المقبول" للمغرب في سياسته "القمعية ونهب ثرواته الطبيعية". كما أدان موقف فرنسا التي قال إنها "تدخلت في مالي متذرعة بالحجة الواهية لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، في حين أنها تغض الطرف عن مآسي ومعاناة الشعب الصحراوي". أما كاميلون رودريغيز، ممثل الحركة الجمعوية الإسبانية، فقد دعا إلى ضرورة إطلاق سراح السجناء الصحراويين الذين يقبعون في السجون المغربية. وتزامن إحياء الذكرى ال 40 لتأسيس جبهة البوليزاريو، مع تضاعف موجة التنديد بالانتهاكات المغربية حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. وفي هذا السياق، عاد خوسي أنطونيو مدير العلاقات الدولية بالحزب الاشتراكي الإسباني، إلى المحاكمة العسكرية لمعتقلي أكديم أيزيك ووصفها ب "الظالمة"، وقال إن الشعب الصحراوي"يجب أن ينال حقه في تقرير المصير". وكان المسؤول الإسباني قد اجتمع بالوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، خلال الزيارة التي قام بها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليزاريو. وأكد أنطونيو تضامن حزبه مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، معربا عن أمله في أن "لا تستمر معاناة هذا الشعب أربعين سنة أخرى ". وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المتواجد مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، قد أكدت أن انتهاكات حقوق الإنسان في تزايد مستمر في الصحراء الغربية منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2099 القاضي بتمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة، لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" دون توسيعها لمراقبة حقوق الإنسان. وكانت مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة ومدن السمارة وبوجدور والداخلة، شهدت بداية الشهر الجاري مظاهرات عارمة نظمها مناضلون صحراويون للمطالبة بتنظيم استفتاء تقرير المصير، وفقا لما تنص عليه اللوائح الأممية. وبالرغم من طابعها السلمي بشهادة تقارير منظمات غير حكومية وجمعيات حقوق الإنسان دولية ومحلية، إلا أن قوات الأمن المغربية استخدمت القوة المفرطة ضد السكان الصحراويين في محاولة يائسة لإسكات صوتهم. وأكد مسؤول محلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن المواجهات خلفت عددا غير محدد من الجرحى بين المتظاهرين الصحراويين. وفي إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى تأسيس البوليزاريو، أحيا الطلبة الصحراويون المزاولون دراستهم بالعاصمة المصرية هذه الذكرى في سابقة هي الأولى من نوعها. ونظم الطلبة الصحراويون تجمعا أمام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، رافعين لافتات أكدوا من خلالها "تشبث الشعب الصحراوي بجبهة البوليزاريو كممثل شرعي ووحيد"، ومطالبين ب«السماح لشعب الصحراء الغربية بالتمتع بحقه في تقرير المصير".