لعب الإعلام، إبان حرب التحرير، دورا هاما، فكان حلقة وصل بين الشعب الجزائري والثوار، وقد شكل التحاق نخبة من المثقفين بالجبال نقطة تحول استراتيجية للثورة، بحيث واجهت مصلحة الدعاية والإعلام أثناء الثورة التحريرية همجية المستعمر وغطرسته فكان القلم في مواجهة الرصاص لينتصر في الأخير مداد الحق على بارود الباطل والفضل كل الفضل يعود إلى العبقرية الجزائرية التي استغلت الأفكار وعبرت عنها في الداخل والخارج ومن على منبر الأممالمتحدة لإسماع صوت الجزائر عاليا، وقد كرمت أمس جمعية "مشعل الشهيد" أبطال الإعلام الجزائري إبان الثورة. كانوا صغارا في السن أمثال مرسلي، أرسلان، البشير وزميرلي وغيرهم من أبطال الثورة، الأحياء منهم والأموات، ممن خاضوا كفاحا آخر لا يقل أهمية عن معركة السلاح فرفعوا القلم ودونوا خطوات الثورة ليخرجوها إلى النور والعلنية ويسمعوا الشعب الجزائري والعالم كله بما يصنعه الأبطال هناك في الجبال والصحراء وحتى في قلب مدينة الجزائر، فتحدت أقلامهم مدافع الجيش الفرنسي وإعلامه الذي ظل ولسنوات يصف المجاهدين والثوار بشتى الأسماء والنعوت من "الفلاقة" إلى المتمردين والمتوحشين.. وبمناسبة الذكرى ال57 لليوم الوطني للطالب الذي يتزامن والاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، في هذه الذكرى، توقفت، أمس، جمعية "مشعل الشهيد" عند مساهمة الطلبة الجزائريين في إعطاء دفع قوي للثورة الجزائرية من خلال اقتحامهم مجالات متعددة منها مصلحة الدعاية والإعلام، وقد استضاف منتدى الذاكرة إعلاميين ثوريين، هما بوعلام أوصديق وتوفيق عبد اللوي، اللذين أكدا من خلال شهادتهما أن الصحافة إبان الثورة لم تكن عاجزة وكانت لها مهام كبيرة في إخبار الشعب عما يصنعه الثوار وعن بطولاتهم مما عزز من مكانة المجاهدين لدى الشعب الجزائري. وقد عمل المجاهدان، بوعلام اوصديق وتوفيق عبد اللوي، في الولاية الرابعة التاريخية، حيث وقفا وسجلا بطولات العديد من الشهداء والمجاهدين ونقلوا بوفاء انتصارات الجنود ليرفعوا من معنويات الشعب الجزائري، ورغم أن السنين لم تترك لذاكرة المجاهدين إلا القليل من الأحداث إلا أنهما وقفا عند أبرز الأحداث وأجمعا على أن كل شبر وكل حجر أو شجرة من أرض الجزائر دفن تحتها شهيد أو سالت بها دماء، حسب تأكيد "عمي بوعلام" الذي توقف عند أهم حادثة علقت في ذاكرته الضعيفة وهي استشهاد طبيب جزائري وهو يدافع عن مرضاه وجرحاه بمنطقة بالسترو "الاخضرية حاليا"، رغم أنه -يضيف المتحدث- لم يؤد قَسم أبقراط، فكان مثالا للجنود الفرنسيين كونه لم يرضخ لهم ولم يسمح لهم بالاعتداء على الجرحى الذين كان يعالجهم. «سي توفيق"، تحدث هو الآخر عن أهمية المهمة التي كانوا يؤدونها، بحيث سقط من أجلها رجال -يقول المتحدث- الذي قال إن العديد من المجاهدين سقطوا وهم يدافعون عن الإعلاميين الذين كانوا في صفوف الثورة، مضيفا أن هذه الفئة من المحررين لم تحمل السلاح، لكن السلاح حماها وحمى وثائقها الثمينة التي كان صداها أقوى من الرصاص والمدافع، وقد أدرك المجاهدون والثوار أهمية هذه الفئة فدافعوا عنها وسقط العديد منهم في سبيل حمايتها. وقدم العديد من رفقاء المجاهدين بوعلام اوصديق وتوفيق عبد اللوي شهاداتهم عن كفاحهم وكيف أنهم كانوا وراء التحاق العديد من الطلبه والشباب بالثورة من بينهم زهرة ظريف بيطاط، مصطفى بليدي، بغدادي...