نظمت الأسرة الثورية يوم اول امس ندوة تاريخية حول اهم احداث ومحطات ثورة نوفمبر المجيدة، حضرها تلاميذ ثانوية الشهيدة زبيدة ولد قابلية بد رارية نشطتها شخصيات تاريخية ومجاهدون ممن صنعوا الحدث ضمن وقفة تواصل بين جيل الثوار والجيل الصاعد في اطار احياء الذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية. وهذا تحت اشراف متحف المجاهد للرغاية وبالتنسيق مع اللجنة الولائية المكلفة بإحياء الايام والاعياد الوطنية. وقد حملت الوقفة التاريخية شعار »وراء كل شهيد بذرة حياة«، حيث استمع الحضور لآيات بينات من القرآن الكريم ثم عزف النشيد الوطني لتستهل الاسرة التربوية ممثلة في مدير التربية للجزائر غربا ومديرة الثانوية بتثمين المبادرة التي من شأنها فتح ابواب المؤسسات التعليمية على الشخصيات الثورية قصد اتمام واجبها الوطني في تسليم المشعل للجيل الصاعد، من خلال حث الطلبة على القيام بواجبهم تجاه المجتمع وهذا خدمة للوطن في ظل الاستقلال، ليتم فسح المجال أمام مداخلات المجاهدين والمجاهدات ممن عايشوا احداث الثورة التحريرية بكل جوانبها... وركزت هذه المداخلات في شقها الاول على اهمية الجانب الإعلامي في حرب التحرير والذي تطور بعد مؤتمر الصومام عام 1956 بتأسيس الإذاعة السرية على الحدود الجزائرية المغربية، حيث اوضح المجاهد عبد القادر نور، وهو أول مدير للتلفزة الجزائرية بعد الاستقلال، ان الدور الإعلامي كان مكملا للجانب العسكري في الحرب ضد الترسانة العسكرية والإعلامية الفرنسية آنذاك. ليليه تدخل المجاهد عبد العزيز شكيري وهو الإعلامي الذي انزل العلم الفرنسي من على مبنى التلفزة والإذاعة في أكتوبر 1962، إيذانا باسترجاع هذا الصرح الإعلامي إلى السيادة الوطنية، حيث ابرز شراسة الإعلام الفرنسي في الدعاية والتعتيم، قابلته مقاومة إعلامية جزائرية في الداخل والخارج. كما تم التطرق الى دور المرأة الجزائرية المجاهدة في النضال الوطني من خلال مشاركتها الفعالة في الثورة سواء داخل المدن أول الأرياف، وهوما أشارت إليه المجاهدة الدكتورة أنيسة بركات، حيث تم ابراز مكانة الشهيدة زبيدة ولد قابلية على سبيل المثال، باعتبارها ترعرعت في أسرة ثورية ومثقفة لم تمنعها من ممارسة الطب في أول مستشفى لجيش التحرير بالمنطقة السادسة للولاية الخامسة قبل استشهادها عام 1958. ومن جهة أخرى اسعرضت بعض الشخصيات الثورية من امثال المجاهدين ذبيح محمد وجديد مسعود أحد المحكوم عليهم بالاعدام، الجرائم البشعة المرتكبة من طرف فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين الابرياء العزل، وهو الأمر الذي بقي وصمة عار في جبين المحتل ودافعا ثوريا لتحقيق الاستقلال وتثمينه من طرف الجيل الصاعد. وتجدر الإشارة الى اقامة المنظمين للندوة التاريخية معرضا للصور الفوتوغرافية تضمنت صور بعض الشهداء الابرار والمعارك التاريخية، وهذا في سياق الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية التي تحمل شعار "مصالحة، بناء وتواصل".