دقت مديرية البيئة لولاية الجزائر ناقوس خطر التلوث الذي يهدد بحيرة الرغاية، بسبب وادي الأبيار الذي يعبر المنطقة والمياه المستعمَلة للمنطقة الصناعية بالرويبة والرغاية، التي ساهمت في تعكير مياه البحيرة المصنَّفة كمحمية طبيعية في إطار اتفاقية رامسار حول المناطق الرطبة. واعتبرت المديرية على لسان مهندس دولة في البيئة، أن الوضعية الحالية للمحمية ليست على ما يرام بسبب التلوث الصناعي الذي يهدد الأسماك وأصناف الطيور المهاجرة التي تحط الرحال كل سنة بهذه البحيرة التي تُعتبر لؤلؤة سياحية، مؤكدا ل «المساء» أن الحل يكمن في إنشاء محطات للتصفية وإيجاد حل لصرف ما تلفظه المنطقة الصناعية؛ من مياه عفنة تصب في البحيرة، خاصة أن محطة التصفية المتواجدة أعلى البحيرة لا تنزع بعض المواد المعدنية ولا تطهّر المياه كميائيا، إضافة إلى مياه وادي الرغاية والأبيار وكل ما تلفظه بلديتا الرغاية والرويبة، الذي يؤثر بشكل كبير عليها ولا يسمح بعيش أصناف الطيور والأسماك. وقد أدى تسرب المياه الملوّثة إلى البحيرة إلى تغيّر لون مائها، الذي أصبح يميل إلى الأسود لاختلاطه بوادي الرغاية والأبيار، ما جعلها مصدرا للروائح الكريهة، كما أدت البيوت القصديرية التي نُصبت بالقرب منها، إلى تشويه هذه المنطقة السياحية التي تقصدها الطيور المهاجرة القادمة من أوروبا؛ هروبا من البرد الشديد وبحثا عن الشروط الملائمة للاستقرار المؤقت وفق الظروف الطبيعية والمناخية، التي يؤدي تدهورها إلى الهجران النهائي لهذه الطيور التي تأتي من مسافات بعيدة تصل إلى 800 كيلومتر. وقد أدى تغير محيط البحيرة إلى فقدانها الكثير من جمالها، كما يفاجَأ الزوار بالروائح الكريهة التي تنبعث من مسافات بعيدة رغم أن الموقع يُعتبر مكانا للترفيه، وذلك بفعل انتشار بقايا الردوم ومخلّفات البناء والنفايات المنزلية والمياه الملوّثة التي تصب من قنوات الصرف الصحي للبنايات الفوضوية في البحيرة التي تستقبل حوالي 80 ألف متر مكعب من المياه الملوثة يوميا. وفي هذا الصدد ذكر المهندس في البيئة بمصلحة التنوع البيولوجي بمديرية البيئة ل «المساء»، أن ولاية الجزائر تحصي سبعة أنواع من المناطق الرطبة، منها بحيرة الرغاية وواد مازافران ومصباته، كما تضم411 نوعا من النباتات منها 386 نوعا بريا و25 بحريا، فضلا عن 503 أنواع من الحيوانات، منها 265 نوعا من الطيور، 52 ثدييات و12 نوعا من الزواحف، أربعة منها برمائية و170 نوعا لا فقرية. من جهة أخرى، تحصي الولاية 1440 فضاء أخضر؛ من غابات وحدائق عامة وأخرى جماعية ومتخصصة، فضلا عن 69 مشتلة، كما تضم فضاءات محمية منها 17 فضاء طبيعيا، سبعة برية، ثمانية بحرية ومنطقتان رطبتان، فرغم الأهمية الكبرى للمناطق الرطبة والمساحات الخضراء إلا أنها أصبحت مهدَّدة بالتوسع العمراني الذي يتزايد من سنة الى أخرى وكذا التلوث، حيث لم تجد القوانين الردعية التي صدرت بهذا الخصوص نفعا، ما يستدعي وضع حلول سريعة للتكفل بالبحيرة وغيرها من المكاسب الطبيعية التي تزخر بها العاصمة.