يلتقي يوم غد، ممثلو دول "أصدقاء سوريا" الإحدى عشر بالعاصمة الأردنية عمان، لتحضير ندوة جنيف الثانية المنتظر أن تتم بين النظام السوري والمعارضة الرافضة له الشهر القادم، على أمل التوصل إلى تسوية سياسية لازمة دامية لم تعد تحتمل. ويعقد لقاء العاصمة الأردنية في غياب ولأول مرة ممثلي المعارضة السورية، بما سيفقد هذا الاجتماع مصداقيته، على اعتبار أن موقف أطياف المعارضة يبقى مهما في أية ترتيبات لإنجاح ندوة جنيف الثانية. وسيعرف اجتماع أصدقاء سوريا مشاركة وزراء خارجية قطر والعربية السعودية والأردن والإمارات العربية ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وايطاليا. ولم يتم توجيه الدعوة إلى المعارضة السورية ربما بسبب الانقسام الذي تعرفه، وغياب موقف موحد لديها من مختلف القضايا المطروحة، وخاصة ما تعلق بالمشاركة في الندوة والأهداف المرجوة منها. ولا يستبعد أن يكون استثناء المعارضة السورية عن اجتماع عمان، الهدف منه الخروج بموقف دولي موحد، على أن يتم بعدها إملاء الموقف عليها خلال ندوة مدينة اسطنبول التركية بعد غد الخميس، والتي يتعين عليها الامتثال له. وكان ممثلون عن مختلف أطياف المعارضة السورية عقدوا أمس اجتماعا بالعاصمة الاسبانية مدريد، بهدف "مساعدة الحوار" وتسهيل التجانس بين مختلف تركيبته. وأكد بيان لوزارة الخارجية الإسبانية، أن الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب كان من بين المشاركين في هذا اللقاء، الذي يأتي في سياق التحضيرات لندوة جنيف الثانية. وذكر بيان الخارجية الإسبانية، أن وزير الخارجية الإسباني خوسي ماريا غارسيا مارغالو، سيلتقي الخطيب لبحث الأوضاع في سوريا، وخاصة على ضوء المبادرات الدولية الأخيرة الساعية إلى إيجاد تسوية سياسية لهذا النزاع. وتسعى مختلف أطياف المعارضة السورية من خلال هذا اللقاء ولقاء مدينة اسطنبول بعد غد، إلى توحيد صفها والخروج بموقف موحد، بعد التباين الذي عرفته مواقف أطيافها، وهو ما أثر على ثقلها كشريك تفاوضي في حرب حصدت إلى حد الآن قرابة 100 ألف ضحية. وهي الهوة التي زادت بين المعارضة المسلحة والجناح السياسي فيها، وأيضا بين المعارضة في الخارج وتلك التي تنشط في الداخل وارتفع شعار التغيير السلمي بعيدا عن دوي المدافع. يذكر، أن تنظيمات سورية معارضة رفضت بشكل قطعي مشاركة الرئيس بشار الأسد في هذه المفاوضات، وأكدت على حتمية رحيله قبل الكلام عن مرحلة انتقالية، بدعوى تلطخ يديه بدم السوريين. ويبدو أن هذا الطرح لم يعد يلقى التأييد، وخاصة على ضوء الاتفاق الروسي الأمريكي بداية الشهر الجاري، والذي أكدت من خلاله موسكو وواشنطن على ضرورة تغليب الخيار التفاوضي، بعد أن اقتنعتا باستحالة قدرة أحد الطرفين المتناحرين بحسم الموقف لصالحه بالقوة العسكرية.