تستمر الجهود الدبلوماسية على أكثر من صعيد لحمل أطراف النزاع في سوريا وتشجيعها على الحوار والتجاوب مع المساعي الدولية من أجل ايجاد حل سياسي للازمة التي أودت بحياة عشرات الألاف من المواطنين وتشريد ملايين آخرين. ودعت الحكومة الإسبانية يوم الإثنين أطراف النزاع في سوريا إلى الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة خلال افتتاح أشغال اجتماع المعارضة السورية التي تحتضنها العاصمة الإسبانية حتى يوم غد الثلاثاء. وصرح كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية غونزالو دي بينيتو أنه "يتعين القيام بكل ما هو ممكن للتشجيع على الحوار والتعايش والسلم والسلام" مؤكدا ان "كل مكونات المعارضة السورية مدعوة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف" ومبرزا "أهمية التوافق السياسي من أجل إقامة أسس السلم والرفاهية والازدهار". كما دعت منظمة التعاون الإسلامي للوقف الفوري للعنف والقتل وسفك الدماء وقصف المدن والقرى والأحياء السكنية, والتي تتسبب في مقتل وجرح مئات الألاف من المواطنين السوريين الأبرياء يوميا وتشريد ملايين النازحين واللاجئين فارين من جحيم النزاع الدائر في بلادهم. وناشدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي - في بيان لها اليوم الأطراف السورية كافة " للتجاوب مع المساعي الدولية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة السورية يضمن الأمن والاستقرار في سوريا, ويستجيب للمطالب المشروعة للشعب السوري في الإصلاح والديمقراطية" مجددة موقفها الداعم للتوصل لتسوية سلمية للأزمة السورية. وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد امس الاحد أنه سيتم عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا قريبا بعد اجراء مشاورات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. بدوره أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة امس أن هناك "أرضية أمريكية-روسية مشتركة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا". وقال عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب الأردني حازم قشوع أن جودة أكد خلال اجتماعه بأعضاء اللجنة اليوم بوزارة الخارجية أن هناك "أرضية أميركية - روسية مشتركة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا". وأضاف المسؤول الاردني أن جودة أكد على أهمية مشاركة المعارضة السورية في اجتماع المجموعة الأساسية ل"أصدقاء سوريا" المرتقب عقده يوم الأربعاء المقبل بالعاصمة الأردنية عمان "بهدف توحيدها وبما يخدم الحل السياسي للأزمة في هذا البلد". وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أن اجتماع المجموعة الأساسية ضمن أصدقاء سوريا سيعقد في العاصمة الأردنية عمان يوم الأربعاء المقبل بمشاركة وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا وفق صيغة اجتماع روما الذي عقد خلال شهر فيفري الماضي وتلاه اجتماع إسطنبول خلال شهر أبريل الماضي. كما يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة لبحث تطورات الأزمة السورية . وصرح مصدر مسؤول بالجامعة العربية اليوم بأن اجتماع الغد مخصص لبحث آخر التطورات في سوريا بشكل عام خاصة فيما ما يتعلق بالأحداث التى تجرى فى مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد. ويأتي هذا الاجتماع قبيلالاجتماع العاجل للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجيةالمقرر بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية يوم الخميس المقبل لمناقشة تطورات الأوضاع فى سوريا في ضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمر الدولي الخاص بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وصرح أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية ان الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة قطر لمناقشة تطورات الاوضاع فى سوريا فى ضوء التفاهم الامريكى-الروسى بشان عقد مؤتمر جنيف الدولى "2 " والبناء على ما تم الاتفاق عليه فى جنيف "1"وذلك فى اطار البحث عن حلول سياسية للازمة السورية. في حين يجتمع زعماء من المعارضة السورية اليوم وغدا الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية للتحضير لمؤتمر السلام المزمع عقده قبل متم الشهر الجاري برعاية واشنطنوموسكو. ويشارك في هذا الاجتماع الذي يعقد بمبادرة من أحمد معاذ الخطيب رئيس المعارضة السورية المستقيل أزيد من 80 شخصا يمثلون مختلف مجموعات المعارضة السورية. وكانت موسكووواشنطن قد اتفقتا مؤخرا على عقد مؤتمر حول سوريا قبل نهاية شهر ماي الجاري لبحث حل الأزمة السورية للبناء على مؤتمر "جنيف" الأول. —تحذير من المخاطر الصحية للاجئين السوريين— حذرت منظمة "أوكسفام" للمساعدات الدولية من المخاطر الصحية التي تنتظر مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان مع قرب حلول فصل الصيف مبرزة أنه آن الأوان ليواجه المانحون الرئيسيون هذا الواقع. ونبهت المنظمة في بيان لها أمس من مواجهة الشرائح الأكثر ضعفا مثل الشيوخ والنساء والأطفال على وجه الخصوص لمخاطر صحية حقيقية بسبب نقص الإيواء والمياه والصرف الصحي. ورأت أنه يجب التعامل مع المخاطر الصحية بشكل فوري في ظل إستمرار تدفق اللاجئين على الأردن ولبنان وإزدياد الإصابة بالأمراض المرتبطة بالصحة العامة مثل الإسهال والأمراض الجلدية. ونقل البيان عن منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في "أوكسفام"ريك باورقوله:إنه خلال شهور الصيف الجافة القادمة نحتاج إلى تقليص المخاطر بدءا من توفيرمراكز إيواء مناسبة للاجئين مبينا في هذا الصدد إلى أن إيجارات المساكن المرتفعة في الأردن ولبنان تدفع الآلاف من اللاجئين إلى العيش والمبيت في أماكن مكتظة . يشار إلى أن نحو 3ر1 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول المجاورة منذ بداية النزاع في مارس 2011 والذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 90 ألف شخص وفقا لتقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.