أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أن تمويل المشاريع التي استفادت منها قسنطينة لإنجاز العديد من المنجزات الثقافية لاحتضان تظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” سيقتطع من صندوق خاص سيتم استحداثه في إطار قانون المالية التكميلي المقبل. وأوضحت الوزيرة، خلال افتتاحها للقاء تشاوري أول أمس، بقسنطينة، أن الدولة ستكون المنجز الوحيد للأشغال التي ستتم في إطار هذه التظاهرة. كما أن وزارتها ستبحث مع وزارة المالية بشأن الغلاف المالي الذي سيمنح لإنجاز المشاريع التنموية المرتقبة بمدينة تعد من أقدم وأعرق المدن الإنسانية، بهدف تغيير وجه هذه المدينة التي يزيد عمرها عن ألفي عام. ووعدت المتحدثة بمشاريع أخرى مرتقبة، خاصة بعد أن خصصت الدولة استثمارات لمدينة العلم والعلماء في إطار هذا الحدث، حيث حدد تاريخ ال16 أفريل 2015 للانطلاق الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وهو التاريخ الذي يتزامن مع الاحتفال بيوم العلم، هذه التظاهرة التي ستدوم على مدار سنة كاملة، مؤكدة أن كل الفعاليات والنشاطات الثقافية المبرمجة خلال التظاهرة ستكون مجانية كونها تهدف إلى نشر الموروث الثقافي. كما أعطت الوزيرة تعليمات للشروع في إعداد برنامج استثماري ضخم يتلاءم وحجم التظاهرة التي تعد مناسبة لإعطاء بطاقة تعريفية حقيقية لإبراز الموروث الثقافي والحضاري والإبداعات الفنية بعاصمة الشرق، مشددة على ضرورة تكاثف جهود الفاعلين والامتثال إلى القواعد لضمان خدمة عمومية ذات مستوى رفيع حتى لا يكون الحدث عابرا، خاصة وأن تنظيم هذه التظاهرة يخضع لقوانين دقيقة ومفصلة بشكل كاف، باعتبار أن العديد من المدن الجزائرية والعربية قد تقدمت بطلب لتنظيم هذا الحدث وأن إنجاز المشاريع الهامة المدرجة في هذا الإطار لصالح هذه الولاية ستخضع إلى المتابعة والمرافقة الصارمة المسندة إلى اللجان الوطنية والمحلية والتنفيذية المنصبة. وأعلنت وزيرة الثقافة خلال هذا اللقاء عن تنصيب لجنة للانتقاء ووضع العلامة واقتراحات وتوصيات المجتمع المدني تحسبا للتظاهرة وهي اللجنة المكونة من خبراء في المجالات الثقافية والتقنية وشؤون التسيير، حيث ستتكفل هذه الأخيرة بمجمل اقتراحات المجتمع المدني باعتباره طرفا أساسيا في مختلف مراحل التحضير لهذه التظاهرة. للإشارة، فقد عرف اللقاء التشاوري حول التحضير لحدث قسنطينة عاصمة الثقافة العربية والذي ضم فنانين ومسؤولين محليين وباحثين وشخصيات ثقافية، العديد من الورشات تفرعت في مختلف المجالات الثقافية على غرار ورشات المسرح، السينما والكتاب، الأيام والأسابيع الثقافية الوطنية والدولية وغيرها من الورشات الأخرى.