تحظى قضية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، بمزيد من الاهتمام من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، في ظل مواصلة المغرب لحملاته القمعية الممنهجة ضد الصحراويين بهذه الأراضي. وفي هذا السياق، خصصت المنظمة البريطانية غير الحكومية "ويسترن صحارى كومباني" العدد الأخير لمجلتها "اناليزيس" لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، تحت عنوان :«العدالة المزيفة في الصحراء الغربية". واعتبرت المنظمة أن لائحة مجلس الأمن الدولي 2099حول الصحراء الغربية، التي جاءت بعد رفض المجلس في آخر لحظة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، لم تمنع المغرب من مواصلة انتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة. ونشرت المجلة مقال "ويسترن صحارى كومباني"، والذي طالبت من خلاله الحكومة البريطانية بالتدخل، من خلال إرسال بعثة تكلف بتسليط الضوء على وضعية حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. وتناول المقال مقتطفات واسعة من النداء الذي وجهته منظمة العفو الدولية للمغرب، حول فتح تحقيق "مستقل" و«حيادي"، بعد اتهامات بتعرض ستة مناضلين صحراويين من أجل حقوق الإنسان، من بينهم قاصر للتعذيب خلال اعتقالهم من قبل الشرطة المغربية. وكان الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية، أكد مجددا، أن السلطات المغربية تواصل قمعها للمناضلين الصحراويين من أجل حقوق الإنسان وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقالت رئيسة المنظمة جونيفييف غاريغوس في ندوة صحفية عقدتها بالعاصمة بباريس، بحضور والمدير العام للهيئة ستيفان أوبيريت، تم خلالها تقديم تقرير المنظمة لسنة 2013 حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، إلى أن الشرطة المغربية "لجأت إلى العنف المفرط في الأراضي المحتلة لقمع التظاهرات أو منعها". وأضافت المنظمة غير الحكومية في تقريرها للفترة الممتدة من جانفي إلى ديسمبر 2012، أن "المنظمات الصحراوية للمجتمع المدني تواجه دائما عراقيل تمنع الاعتراف القانوني بها". وأكدت، أنه استنادا لمعلومات، فإن عشرات المتظاهرين بالعيون تضامنا مع السجناء الصحراويين ال23 لمخيم أكديم إيزيك قد جرحوا من قبل الشرطة المغربية، وأكدت أنّ عديد المعتقلين "اشتكوا من تعرضهم للتعذيب أو سوء المعاملة". ولكن حملات القمع الممنهج التي تمارسها قوات الاحتلال ضد صحراويي المدن المحتلة، لم تمنعهم من الخروج مجددا، في مظاهرات سلمية لإحياء الذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح. وذكرت مصادر صحراوية، أن أحياء مدينة السمارةالمحتلة، شهدت عدة مظاهرات شعبية بخروج الجماهير الصحراوية إلى الشوارع والأزقة وهي ترتدي أزياءها التقليدية احتفالا بذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح، وأضافت أن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب "باستقلال الأراضي الصحراوية وخروج المحتل المغربي". ونفس المشهد الاحتفالي شهدته مدينة بوجدور المحتلة، حيث تم تنظيم وقفة تخليدية للذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح وذكرى انطلاق انتفاضة الاستقلال، قوبلت كما جرت العادة بقمع من قبل قوات الاحتلال. وأكدت وكالة الأنباء الصحراوية، أن أسلاك الأمن المغربي بالزي المدني أقدموا على "الاعتداء على بعض المشاركين من بينهم الحقوقية الصحراوية الغالية موسى والواعرة خيا"، كما اقتحمت منازل عائلات بعض النشطاء. من جهتها، نظمت الجماهير الصحراوية بمدينة كليميم "حملة مكثفة للكتابة على الجدران، رغم التطويق القمعي المكثف والحصار المفروض على الأحياء الصحراوية بهذه المدينة". وتزامن ذلك، مع شن عائلات المختطفين الصحراويين مجهولي المصير البالغ عددهم 15 شابا صحراويا إضرابا عن الطعام منذ الثلاثاء الماضي بمنزل الناشطة الحقوقية أم المؤمنين السويح بمدينة العيونالمحتلة، للمطالبة بالكشف عن مصير هؤلاء المختطفين. وتطالب العائلات المضربة الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه المفقودين والمختطفين الصحراويين والكشف عن مصيرهم، وكذا إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بالسجون المغربية. يذكر، أن عائلات المختطفين كانت قد خاضت العديد من الإضرابات عن الطعام، وقامت بوقفات سلمية للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائها المختطفين منذ 25 ديسمبر2005، من قبل القوات المغربية.