صبت مداخلات المشاركين في أشغال الندوة الدولية للمدن المتوأمة والمتضامنة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي انطلقت أمس بالجزائر العاصمة في بوتقة واحدة تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتدعو المغرب إلى الإمتثال للشرعية والقوانين الدولية من خلال إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين المتواجدين بالسجون المغربية وتمكين المناضلة الصحراوية أمينتو حيدر من العودة إلى وطنها العيونالمحتلة وأبناءها. أجمع العديد من الشخصيات وممثلي المنظمات الدولية المساندة لكفاح الشعب الصحراوي، والذين قدموا من القارات الخمسة على أحقية الشعب الصحراوي في اختيار مصيره، منددين بسياسة القمع والانتهاكات التي يمارسها المحتل المغربي في حق شعب أعزل بات يواجه كل الأساليب القمعية الممنهجة في وضح النهار ووسط صمت دولي صارخ. وأعرب المشاركون في أشغال الندوة الذي بلغ عددهم 350 مشاركا أجنبيا، قدموا من 40 دولة، عن دعمهم ومساندتهم المطلقة لكفاح الشعب الصحراوي، وحقه في تقرير المصير، مؤكدين استمرار كفاحهم إلى جانب الصحراوين إلى غاية تحقيق استقلالهم وحريتهم. وفي تدخله في افتتاح أشغال الندوة، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري ان انعقاد الندوة يعبر على حرص الجزائر على دعم ومساندة الشعب الصحراوي، مجددا التأكيد على مسؤولية الأممالمتحدة في حماية الشعب الصحراوي من القمع المغربي. وذكر السيد العماري بتزامن فعاليات الندوة مع الاضراب عن الطعام الذي تخوضه الناشطة الحقوقية الصحراوية السيدة أمينتو حيدر للاسبوع الثالث على التوالي، مشيرا إلى أن كفاح المناضلة امينتو حيدر من شأنه أن يشجع الشعب الصحراوي على مواصلة كفاحه العادل. واستهجن رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، عملية القمع الممنهجة التي تمارسها سلطات الإحتلال المغربي في حق الصحراويين المتواجدين بالاراضي المحتلة، داعيا الأممالمتحدة إلى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان. من جهته، قال رئيس الاتحاد العام للمدن الإفريقية خلال نفس اللقاء، أنه من العار أن ينتهي الإستعمار في إفريقيا وتبقى الصحراء الغربية تعاني منه، معتبرا أن الحرية والعدالة ليست حكرا على أحد وإنما مسؤولية جماعية. ولدى تطرقه إلى الوضعية التي يعرفها الصحراويون بالاراضي المحتلة، دعا ذات المتحدث هؤلاء الى الصمود أكثر من أجل قضيتهم، كما طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين الصحراويين والسماح لأمينتو حيدر بالعودة إلى أهلها وذويها بالعيونالمحتلة. أما سوزان شول رئيسة المنظمة الأمريكية للتضامن مع الشعب الصحراوي، فأكدت مواصلة دعمها ومساندتها لقضية الشعب الصحراوي مشيرة إلى أن منظمتها ستعمل فور العودة إلى واشنطن على التعريف بالقضية الصحراوية وإطلاع الرأي العام الأمريكي على معاناة ووضعية الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة. وأشادت السيدة سوزان شول بموقف الجزائر الثابت والداعم للقضية الصحراوية، حيث أكدت أنها رغم مرور الأعوام إلا أن الجزائريين ظلوا على موقفهم وحافظوا على ثقافتهم وفتحوا الأبواب للصحراويين في وقت حاربهم المغرب وقتلهم وحرمهم من حقهم. وأضافت بنوع من التحسر أنه يوجد في أمريكا من يساند المغرب، إما من أجل المال أو لا يؤمنون بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن المغرب يصرف الملايين لإقناع العالم بأحقيته في الصحراء الغربية، وأردفت قائلة البقاء مع المغرب هو مساندة للقوة والعنف. وفي تدخله خلال أشغال الندوة، دعا رئيس التنسيقية الأوربية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد بيار غالون، كل المنتخبين البرلمانيين وممثلي القارات إلى نقل رسائل بوجود نضال وكفاح في الاراضي الصحراوية، مؤكدا على أحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، قبل أن يضيف أنه لا يوجد استثناء في العالم، فهناك كفاح من أجل الحصول على الإستقلال والشعب الصحراوي دخل التاريخ من هذا الباب. وأكد رئيس بلدية سيدني جيمي باركر، أن وجوده اليوم في الجزائر ما هو إلا إثباتا لتضامنه مع الشعب الصحراوي »فمهما كنا بعيدين فإننا نساند الصحراويون وحقهم في تقرير المصير«.