نسجت مسرحية ”الجميلات” للمخرجة صونيا، خيوطا ناعمة نعومة الجزائريات الجميلات العاشقات لوطنهن، لتكريم المجاهدات والمناضلات اللواتي وقفن مثلما وقف الرجال في وجه الاحتلال الفرنسي، عبر نص نجاة طيبوني، الذي جاء ملحميا يسرد جزءا من تاريخ المقاومة الوطنية إبان الثورة التحريرية. عُرضت مسرحية ”الجميلات” أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة. والعمل من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، وأخرجته صونيا عن نص لنجاة طيبوني. وتُعد مسرحية ”الجميلات” تكريما لجميع النساء اللواتي كافحن ضد الاحتلال الفرنسي إبان ثورة التحرير. وسمحت هذه المسرحية التي استغرقت 75 دقيقة للجمهور، باكتشاف الحس الوطني والنضالي للمجاهدات اللواتي كرّسن حياتهن للدفاع عن القضية الوطنية والتخلص من ظلم الاستعمار الفرنسي. وتتقاسم أدوار التمثيل فيها كل من ليندا سلام، ليديا لعريني، رجاء هواري، آمال مخلوف وموني بن سلطان. وتدور أحداث هذا العمل المسرحي بسجن سركاجي في أواخر 1961، حيث تتواجد خمس سجينات يطرحن قضية وطن في لحظة ذاكرة لآلامهن وبطولاتهن وأحلامهن وعظمتهن، في أسلوب ملحمي مبالغ فيه، بحيث لم يخرج من قالب سرد التاريخ بطريقة مباشرة. وتسلّط مسرحية ”الجميلات” الضوء على جميلات الجزائر اللواتي عشقن الوطن، ولأجله اخترن النضال والتضحية لتحيا الجزائر، ويقف وقفة عرفان لكل جزائرية تصدّت من موقعها للاستعمار ولكل شهيدة سقت بدمها الطاهر أرض الأبطال وأيضا لكل مناضلة ذاقت العذاب وحُكم عليها بالإعدام أو بالسجن المؤبَّد، حيث تقول نجاة طيبوني في مقطع من مسرحيتها: ”رجال ونساء ضحوا من أجل هذا الوطن العزيز، فاطمة نسومر قادت الرجال في ساحة الفداء، وعلي لابوانت لم يقل لحسيبة أنت امرأة ليس لك الحق في الاستشهاد، والمستعمر حين حكم بالإعدام لم يفرّق بين الرجل والمرأة”. من جانبها، صرحت المخرجة صونيا بأن العرض لم يتحمل وضع طرف المحتل في الموضوع واكتفى بدعامة بسيطة لتوضيح الضغط الفرنسي على السجينات. وأشارت إلى أن همها الوحيد في المسرحية هو عرض حال مجموعة من المناضلات اسمهن جميلة، يروين معاناتهن وأمنياتهن في زنزانة جمعتهن.