كما كان متوقعا، اختار مناضلو جبهة القوى الاشتراكية صيغة الرئاسة الجماعية للحزب، بعد أن قرر رئيسها السيد حسين آيت أحمد الانسحاب من هذه المسؤولية، لكن الزعيم التاريخي للأفافاس سيبقى "رئيسا شرفيا"، كما قرر المشاركون في المؤتمر الخامس الذي اختتم أشغاله أمس، بالمصادقة على أعضاء "المجلس الرئاسي" وانتخاب أعضاء المجلس الوطني الذي ينبثق منه السكرتير الأول الجديد. ويتشكل المجلس الرئاسي الذي سيتولى قيادة الأفافاس من خمسة أعضاء هم: الوزير السابق ورئيس مكتب المؤتمر، محند أمقران شريفي والسكرتير الأول المنتهية عهدته علي العسكري والنائبان بالمجلس الشعبي الوطني رشيد حالت وسعيدة اشلامن وعزيز بهلول. وتمت المصادقة على هذه الهيئة بالأغلبية الساحقة، وبالتالي ذهب اقتراح بعض المناضلين بفتح مجال الترشح في الهيئة أدراج الرياح، وتم تفضيل صيغة الهيئة المغلقة أو"القائمة الوحيدة"، كما أطلق عليها. وأشار منظمو المؤتمر إلى أنه تم اختيار هذه القائمة بعد نقاش صريح وديمقراطي، وفي ظل "غياب قائمة منافسة". وبدا جليا منذ اليوم الأول للمؤتمر، أن خيار القيادة الجماعية سيطغى، بالنظر إلى الثقل التاريخي الذي يمثله الزعيم حسين آيت أحمد لدى المناضلين، والذي "يصعب علينا تخيل استخلافه بشخص آخر في الوقت الراهن"، كما أشار إليه بعض المؤتمرين الذين اعتبروا أن خيار القيادة الجماعية سيكون "انتقاليا". وكان المؤتمرون قد صادقوا أول أمس بالأغلبية الساحقة على اللوائح السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمؤتمر الخامس، الذي عقد تحت شعار :«من أجل إعادة بناء الإجماع الوطني". وتمت كذلك تلاوة تقرير ورشة القوانين الأساسية للحزب، الذي كرس حسين آيت أحمد كرئيس شرفي للأفافاس، فضلا عن إقراره بإنشاء القائمة المغلقة للمجلس الرئاسي، وهو ما صادق عليه المؤتمرون بالأغلبية الساحقة. ويرتقب تنظيم ندوة صحفية اليوم، للاعلان عن نتائج المؤتمر الخامس، كما سيتم في الأيام المقبلة تعيين الأمين الوطني الجديد الذي سيقترح اسمه من ضمن أعضاء المجلس الوطني، ويخضع لموافقة الهيئة الرئاسية للحزب. وكان آيت أحمد الذي يترأس أقدم حزب للمعارضة منذ تأسيسه منذ خمسين سنة خلت، قد تخلى عن رئاسة جبهة القوى الاشتراكية في ديسمبر 2011. وفي رسالته للمشاركين في المؤتمر، دعا الجزائريين إلى"البقاء متحدين من أجل تشييد دولة القانون والديمقراطية"، وذكر أن كفاح حزبه "هو كفاح من أجل الديمقراطية والحرية ومن أجل سيادة الجزائر".