يحتفل "القبعات الزرق" أو حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة، بيومهم العالمي المصادف ل29 ماي، وهي المناسبة التي تستوقفنا فيها مهام هذه الهيئة التي قدمت الكثير لضمان السلم والأمن في العالم، وللجزائر نصيب من الجهود من خلال مساهمة القبعات الزرق الجزائريين في عمليات حفظ السلام في العديد من دول آسيا، أمريكا اللاتينية وخاصة بإفريقيا، حيث بذل بلدنا جهودا كبيرة من أجل حل النزاعات وإحلال السلم كما كان عليه الحال بالنسبة للصراع بين إريتيريا وإثيوبيا الذي وُفقت الجزائر في حله، ومنه ضمان السلام بالمنطقة.. وبفضل خبرتها ومساهماتها المثمرة، تحولت الجزائر إلى بلد محوري واستراتيجي في حل النزاعات وعمليات حفظ السلام. وبمناسبة احتفال القبعات الزرق بيومهم العالمي، نظمت، أمس، جمعية مشعل الشهيد وجريدة "المجاهد" بالتنسيق مع مركز الإعلام للأمم المتحدة، بالجزائر، لقاء في إطار منتدى الذاكرة تم خلاله التطرق إلى مهام هذا الجهاز ومساهمة القبعات الزرق الجزائريين في حفظ السلام بالعديد من الدول التي عرفت نزاعات داخلية أو جوارية حتى أنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مثال في استتباب الأمن وإحلال السلام خاصة في إفريقيا التي كانت فيها الجزائر الراعي لأبرز للقضايا التي عرفت حلولا سلمية. وقد أشادت منسقة الأممالمتحدة المقيمة بالجزائر، السيدة كريستينا امرال، بجهود الجزائر في حفظ السلام، مؤكدة أن تموقع الجزائر الاستراتيجي جعل منها دولة محورية في ضمان الأمن والسلام في العديد من دول إفريقيا، وقد ساهمت -تضيف المتحدثة- في الوصول للأهداف المسطرة الخاصة بالسلم والأمن والاستقرار من خلال مشاركة الجيش الوطني الشعبي في عمليات حفظ السلام التي قامت بها الأممالمتحدة بالعديد من دول العالم. وأكدت السيدة كريستينا أن الجزائر نجحت بامتياز في إتمام جميع مهام الأممالمتحدة الموكلة إليها بالعديد من الدول منها جمهورية انغولا، جمهورية الكونغو، هايتي وكمبوديا والفضل في ذلك يعود إلى الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها أفراد البعثة من الجنود، كيف لا وهم من خيرة رجال جيشنا الوطني الشعبي الذين لم يقصروا في رعاية السلام في القارة والعالم. من جهته، أشار الأستاذ مسعود عظيمي إلى الدور الاستراتيجي الذي لعبته الجزائر ومساهمتها الكبيرة ضمن قوات حفظ السلام الدولية بحيث تدخلت من خلال فرق تضم ضباطا من ذوي الخبرة والكفاءة وذلك بداية من سنة 1989 بانغولا، حيث أرسلت 20 ضابطا من الجيش الشعبي، وبعدها الطوغو سنة 1999 بإرسالها 51 ضابطا، كما شاركت الجزائر ب32 ضابطا في عملية حفظ السلام بهايتي بل وأكثر من ذلك، فقد عملت الجزائر على تكوين وتأطير جنود هايتيين لضمان استمرارية عملية السلام بالمنطقة وجرت عملية التكوين بين فيفري وأوت من سنتي 1995 و1996. وذكر السيد عظيمي أن من أبرز عمليات حفظ السلم التي شاركت فيها الجزائر تلك التي تمت بإثيوبيا، حيث عملت الجزائر على حل النزاع الذي كان قائما بين إيريتريا وإثيوبيا بالتوقيع، بالجزائر، على اتفاق وقف إطلاق النار، وقد عملت الجزائر جاهدة من أجل ضمان الأمن بالمنطقة بإرسالها 21 ضابطا محنكا، بالإضافة إلى مساعدات أخرى ومتابعتها الدقيقة للتطورات الحاصلة بالمنطقة للحيلولة دون فشل جميع مساعي السلام التي بذلت والتي أدت إلى إحلال السلم بالمنطقة وضمان احتراف الاتفاق الموقع بين الطرفين المتنازعين. ويحتفل القبعات الزرق بيومهم العالمي تحت شعار "حفظ السلام: التكيف مع التحديات الجديدة" وذلك وسط تطورات إقليمية كبيرة ومعقدة صعبت من مهام بعثات السلام الأممية المطالبة بتوسيع عملياتها السلمية والعمل على نشر عمليات متعددة الأبعاد لمساعدة البلدان على الانتقال من النزاع إلى السلام مع التركيز على حماية المدنيين بمن فيهم الفئات الأضعف وهم النساء والأطفال بالإضافة إلى عملها من أجل إصلاح مؤسسات سيادة القانون من خلال تعزيز أجهزة الشرطة والمحاكم والسجون.. وتشير الأرقام إلى وفاة 111 موظفا من موظفي حفظ السلام العام الماضي فقط، ليرتفع عدد حفظة السلام المتوفين منذ بدء عمليات حفظ السلام في العالم سنة 1948 إلى نحو 3100 عامل، وقد بلغ عدد المهام التي خاضتها بعثات حفظ السلام 67 عملية فيما وصل تعداد الجنود المنخرطين في هذه البعثات أكثر من 111 ألف جندي وشرطي من 116 دولة ناشطة في الميدان.