من الواضح أن الانتصار المحقق خارج الديار ضد البنين هو أحسن خطوة ينجزها الفريق الجزائري في هذه التصفيات الخاصة بمونديال البرازيل 2014، ذلك أن الحسابات في كيفية الحصول على تأشيرة التأهل لم تعد معقدة مثلما كانت عليه قبل المباراة ضد ”السناجب”. الرؤية أصبحت واضحة أيضا للمدرب حليلوزيتش لكي يرتب أمور تعداده بالشكل الذي يناسب خياراته في انتقاء التشكيلة الأساسية المناسبة للموعدين المتبقيين من هذه التصفيات ضد رواندا ومالي، بالرغم من أن لا أحد يعلم مسبقا ما الذي سيقوم به التقني البوسني على ضوء السياسة البراغماتيكية التي طبعت خياراته منذ استلامه العارضة الفنية للخضر، لكن حليلوزيتش مصر على إدخال بعض التغييرات على الفريق الذي واجه البنين لاعتقاده أن طبيعة المنافس تفرض عليه التفكير في كيفية مواجهته، ”يجب تحليل مستوى المنافس القادم، فريق رواندا، والطريقة التي يعتمدها في اللعب، وعلى ضوء ذلك ”سأقوم ببعض التغييرات داخل فريقي” يقول التقني البوسني الذي ترك الانطباع من خلال التصريحات التي أدلى بها بعد اللقاء ضد البنين أن الفريق الجزائري أصبح متحررا عما كان عليه في السابق، وقال في هذا الشأن: ”لقد كسب الخضر قوة إضافية ستمكنهم من الحصول على الاستقرار والثقة في النفس مما يفتح لهم المجال للبحث عن تحقيق انتصار ثان على التوالي بكيغالي ضد روندا يوم 16 جوان”. غير أن التقني البوسني حذر من أن المباراة القادمة ستكون هامة ومعقدة، قائلا إنه لا بد من الفوز بنقاطها من أجل إنهاء المهمة بالشكل الذي يريده الفريق الوطني أمام مالي في المباراة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2104، ولا شك أن المدرب الوطني يحدوه الآن طموح كبير ويريد دخول تاريخ الكرة الجزائرية من خلال تسجيل انتصار ثان على التوالي، وتبدو مهمته سهلة في هذا الجانب ما دام المنافس الرواندي قد خرج نهائيا من سباق هذه التصفيات بعد تعادله بعقر داره، أول أمس، ضد مالي، حيث ستنقصه الحرارة التي كانت عناصره تخوض بها مبارياتها وسيخدم ذلك مصلحة الفريق الوطني. ولا يغير حليلوزيتش من أفكاره عندما يتعلق الأمر بالتغييرات التي يحدثها داخل التشكيلة، فقد فاجأ الجميع بوضع كارل مجاني في مكان قديورة، لاسيما وأن دوري هذين اللاعبين يختلفان تماما، ويقول حليلوزيتش في هذا الشأن، ”لقد توصلت إلى أخذ فكرة جيدة عن كل لاعب في الفريق الوطني، وتيقنت أن مجاني يعد لاعبا منضبطا في الجانب التكتيكي ولاحظت ذلك جيدا في المباراة التي لعبها ضد بوركينافاسو، فكان معيارا كافيا بالنسبة لي لإقحامه كأساسي في مكان قديورة، وكما لاحظتم، فقد أنجز مجاني دورا كبيرا أمام البنين بفضل انضباطه التكتيكي وحيويته الكبيرة”. وعن الثقة الكبيرة التي يضعها في قلب هجوم شباب بلوزداد، إسلام سليماني، أشار التقني البوسني إلى ”أن اللاعب لا زال يتميز بقوته الفولاذية والقيام بمجهودات كبيرة فوق أرضية الميدان، وقد أكد امتلاكه لهذا الطابع الذي يميزه عن كثير من اللاعبين من خلال تسجيل هدفين حاسمين أمام البنين، فلم يتأثر بالانتقادات التي لحقته بعد مردوده الضعيف في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة”.