أبدع مصممو الأزياء في الخياطة الرفيعة من الجزائروفرنسا في عرض تشكيلة مميزة من الألبسة التقليدية بلمسة عصرية غاية في الجمال والروعة، وكان من نتائج التنافس الإبداعي، نيل المصمم الجزائري عمور قليل جائزة مبدعين من الضفتين. بدا العرض التنافسي المنظم من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وكل من وزارات الثقافة، الصناعة، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، إلى جانب المعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة وجمعية فرنسا- الجزائر” رون آلب” بفندق الأوراسي، بكلمة افتتاحية لرئيسة جمعية فرنسا- الجزائر ”رون آلب” التي قالت؛ ”إن التظاهرة تندرج ضمن تجسيد الحوار بين ضفتي المتوسط في مجال الإبداع والتعبير المعاصر للثقافتين، لتعزيز التكافؤ وإعطاء الفرص للمبدعين ليتسنى لهم شق طريقهم في عالم الأزياء”. ومن جهته، قال جويل لاسكو، المدير العام للمعهد الفرنسي؛ إن التظاهرة فرصة للكشف عما يتميز به البلدان في المجال الإبداعي، علاوة على النشاط الصناعي في مجال الأزياء المنتعش في ليون، كما نلمس نوعا من التشابه في كل من تلمسان، قسنطينة وعنابة، مما يعزز التعاون بين البلدين”. وبعد أن وقع الاختيار على تسعة من مصممي الأزياء من ضفتي المتوسط 4 جزائريين و4 فرنسيين، إلى جانب فرنسي من أصل جزائري، بعد المشاركة في المسابقة التي نظمت في مارس المنصرم بليون تحت شعار ”مبدعو الضفتين”، بهدف تشجيع الإبداع في مجال الموضة، انطلق المصممون في التنافس مرة أخرى تحت رقابة لجنة التحكيم المكونة من شخصيات بارزة في عالم الأزياء. وبعد ما تم الإعلان عن انطلاق المنافسة، أطلقت أنغام صاخبة، صاحبها دخول أولى العارضات التي جاءت مرتدية فستان زفاف أبيض ببعض البريق، ويبدو أن مصممه تعمد البساطة لإظهار مدى جمالية الثوب في شكله البسيط، تلاه عرض باقة من ”القفاطن” العاصمية التي تباينت ألوانها بين الأبيض، البنفسجي، الأحمر والقرمزي، وكان يبدو على العارضات اللواتي أبدعن في إظهار مدى جمالية التصميم أن المصمم كريم سيفاوي أراد أن يروج لفكرة مفادها أن كل ما هو تقليدي يمكن إبرازه بصورة مغايرة، بإدخال بعض التفاصيل العصرية التي لا تمس بأصالته. وبعد ما استمتع الحضور بالعرض الأول، صفقوا له بحرارة، تلاه العرض الثاني للمصمم سوفي ليو الذي أطلق العنان لمخيلته، حيث قدم للجمهور الذي توافد على قاعة العرض بأعداد كبيرة، تشكيلة عصرية فيها الكثير من الإبداع والخيال، وأبى أن يحصر مجموعته في اللونين الأخضر الفاتح والداكن الممزوج باللون الأصفر، وكانت الأزياء المقدمة عموما عبارة عن تنورات قصيرة بخصر محزم، مصنوعة من قماش ”الفولار” لتعطي للمرأة إطلالة مغايرة في موسم الصيف. ومن جهته، أبهج صاحب العرض الثالث الجمهور بتشكيلته المختلفة التي خرجت فيها العارضات على وقع الأنغام العاصمية، حيث اختار هذا العارض أن يزاوج بين الطابع التقليدي الكلاسيكي والعصري، في حين اختار اللون الأسود الذي بدت فيه العارضات بتسريحتهن الكلاسيكية في صورة مختلفة. أما العارضة هنية، فتفننت هي الأخرى في إبداعاتها من خلال اختيارها للألوان التي جاءت مختلفة، وارتأت أن تكون تشكيلتها عبارة عن بدلات، سترات وسراويل ”الشلقة” التي تميزت بها النساء العاصميات في القصبة، ولإضفاء نوع من التجديد، أدخلت عليها بعض التغييرات. من ناحية أخرى، أطلق العارضون الفرنسيون العنان لإبداعهم من خلال الأشكال والألوان العديدة التي أبهروا بها الحضور، وعلى العموم، فإن أهم ما ميز التشكيلات التي قدمها الفرنسيون، المسحة الكلاسيكية التي تعود بالمتفرج إلى العهود الفرنسية القديمة. بعد انتهاء العرض، ثمن عدد كبير من الحضور على عرض الأزياء الذي سمح لهم بالاطلاع على ما تجود به أنامل الجزائريين وكذا الفرنسيين في مجال الأزياء، في حين راح البعض الآخر يلح على ضرورة التكثيف من هذه النشاطات الثقافية التي تساهم في الكشف على مواهب شابة تتطلع لعرض إبداعاتها على أفخم قاعات العرض العالمية، ليختتم العرض بإعلان لجنة التحكيم عن فوز المصمم الجزائري عمور عن تشكيلته المميزة، حيث قدمت له جائزة المبدعين ما بين الضفتين بقمة 2000 يورو، ناهيك عن استفادته من حصة فوتوغرافية للأعمال المختارة والمنجزة من طرف المصور لورانس جونسون، والتي من المنتظر أن تجمع في كتاب وتقدم لعرضها في مجلات الموضة.