نظرات إعجاب، تقدير واحترام وتصفيقات حارة مرفوقة بانبهار.. هكذا كان وضع المدعوين الذين حضروا حفل اختتام فعاليات المهرجان الوطني لإبداعات المرأة الذي احتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وكل من السلك الدبلوماسي التركي والايطالي خاصة ان البلدين قد شاركا بإبداعات جمالية أمضتها أنامل المشاركات من البلدين.. وقد أبهرت فيه المبدعات الجزائريات الحضور بأعمال مهربة من خزائن الملكات والأميرة، زادها المجبود، الفتلة، الكنتيل، العقاش والستراس جمالا أخاذا، حيث حصلت 3مبدعات على جوائز لجنة التحكيم لتوفر كل الشروط في ابداعاتهن، كما استمتع الحضور بعرض أزياء للمبدعات الجزائريات وضيفات الجزائر وصفه الحضور بالسهرة الحلم التي تألق فيها الجمال والإبداع بإمضاء الأنامل والإبرة. وتم تكريم 31 امرأة مبدعة في السهرة الإبداعية الحالمة التي عكست مدى قدرة المرأة الجزائرية على الإبداع في مختلف المناحي، حيث استطاعت أن تصنع حلفا إبداعيا مع الإبرة والخيط الذهبي أو الخيط العادي، لتحقق الكثير من تطلعاتها الاقتصادية والإبداعية والجمالية أيضا، وهو الأمر الذي يعكس إدماج المرأة في الحياة المهنية والإبداعية وفق توصيات رئيس الجمهورية كما قالت السيدة حميدة اقسوس محافظة المهرجان، وقد عادت الجائزة الأولى للسيدة سوكري وردية التي أبدعت في الطرز على الجلد والكتان وحتى الأحذية بينما عادت الجائزة الثانية للسيدة بورصاص حكيمة، أما الجائزة الثالثة فكانت لقادري تشكشاك منى، كما تحصلت باقي المشاركات المبدعات جزائريات وضيفات على شهادات تقديرية وهدايا رمزية، في حين حصلت ضيفات الجزائر انجيلا، ماريا انا رازي وسلفين على غلاف طاولات مطرز من إبداع أنامل جزائرية محترفة. وقد انبهر الحضور بعروض الأزياء التي نظمتها مجلة ذزيريات والتي استطاعت ان تقدم شكلا رائعا وعصريا في العروض التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، خاصة ان ملابس العارضات التي عكفت على تحضيرها ست مصممات أزياء جزائريات وهن حليمة بورصاص التي أبدعت في تقديم الكراكو العاصمي بكل لواحقه واللباس الشاوي والقبائلي الفاخر الذي يعكس الثقافة الأمازيغية الجزائرية العريقة الخاص بالأعراس والحفلات، وأعمال مصممة الأزياء الجزائرية وردية سوكري التي تميزت في اللباس القبائلي حيث استوحت الطرز والرسومات من فخامة الفضة وألوانها التي تعكس عشق الحياة والجمال، لتصنع بإبداعها جمالا خالصا غير متناه، اما المصممة فايزة عنتري بوزار فقدمت الحرير بأشكال وألوان مختلفة حيث تزاوج مع العقاش والكنتير وتمخض عنه سحر حريري مهرب من قصص ألف ليلة وليلة، وكذا كل من موني بن رابح، ومبروكة صاولي، هذه الأخيرة التي تركت المحاماة لتعانق الإبداع. أما المصممات الضيفات القادمات من إيطاليا وتركيا فقد أبدعت ماريا آن في تقديم صورة مميزة للمرأة الرومانية المولوعة بالطرز حيث قدمت منه فستان السهرات وفستان الزفاف، في حين ابدعت المصممات التركيات رازي وانات وسيفيت ايديز في الإبحار بالمدعوين لزمن الملوك الأتراك في صور متموجة بين الأمس واليوم حيث كان للحرير الساتان والستراس وكذا الاكسسوارات جمال إبداعي لا متناه يعكس ما يمكن أن تفعله المرأة من مصادقة الإبرة والخيط فقط. وفي ختام الحفل قدمت سيدات مركز التكوين المهني بالجزائر المفاجأة المتمثلة في فستان الزفاف الجزائري الذي عكفت على تحضيره خمس سيدات أبدعت كل واحدة منهن في رسم تفاصيله فقد تميز بالسروال المدور الحريري، محرمة الفتول والطرحة، وقد تشبعت أطرافه وحوافه بمختلف أنواع الطرز التي جعلت منه جمالا خالصا، ليسدل الستار عن المهرجان الذي عاش الجمهور والمبدعين تفاصيله الجمالية والتراثية وحتى العصرية لمدة أسبوع.