أكد سفير جمهورية مصر بالجزائر، السيد عز الدين فهمى، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطورا كبيرا، عقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء، السيد هشام قنديل للجزائر في أكتوبر الماضي، مشيرا إلى وجود اتصالات تبذل حاليا مع السلطات الجزائرية من أجل تنظيم معارض مصرية متخصصة في العديد من المجالات في ولاية وهران. وفي تصريحات إعلامية على هامش الاجتماع الذي عقده أمس مع رؤساء وممثلي 25 شركة مصرية تعمل في الجزائر بمختلف المجالات، لبحث سبل تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، قال السفير فهمي إن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع خلال العام 2012 إلى ما يقارب مليار ونصف مليار دولار، بزيادة قدرها11 بالمائة مقارنة بعام 2011. كما أشار، إلى أن عقد الاجتماع يأتي في إطار التحضيرات الجارية حاليا لانعقاد اللجنة العليا بين البلدين، برئاسة رئيسي الوزراء خلال الفترة المقبلة في القاهرة، مضيفا أنه استمع خلال الاجتماع إلى العديد من المقترحات البناءة لتطوير التعاون المشترك، كما تلقى بعض الاقتراحات التي تهدف إلى إزالة العقبات التي تعترض زيادة الاستثمارات. وينتظر أن يضم معرض وهران المزمع تنظيمه شهر سبتمبر المقبل، منتجات لسلع غذائية وهندسية ومستلزمات طبية وأدوية، بالإضافة إلى منتجات نسيجية وغيرها، كما سيمثل فرصة كبيرة لتعزيز فرص الشراكة الثنائية، خاصة في مجالات الأدوية والمستلزمات الطبية، الغذائية والهندسية . وقد شاركت أكثر من 28 شركة ومؤسسة مصرية في فعاليات الدورة ال46 لمعرض الجزائر الدولي، الذي افتتح أواخر ماي الماضي، بمشاركة 600 شركة أجنبية من 26 دولة عربية وأجنبية. يذكر، أن مصر كانت ضيف شرف معرض الجزائر الدولي في دورته ال45 العام الماضي، حيث تزامنت هذه المشاركة مع احتفالات الجزائر بمرور 50 عاما على استقلالها، وقد بلغ عدد الشركات المصرية التي شاركت العام الماضي61 شركة في مختلف المجالات. وأفضت زيارة رئيس الوزراء المصري، السيد هشام قنديل إلى الجزائر، إلى إعفاء 407 منتجات مصرية وعربية لدخول أسواقها بدون خضوعها للإجراءات الجمركية، حيث صرح الوزير المفوض، حمدى درديرى، مدير المكتب التجاري بالجزائر على هامش فعاليات المعرض الدولي للجزائر، أن تسهيل دخول تلك المنتجات إلى السوق الجزائرية، سيعمل على تعزيز حركة التبادل التجاري والنشاط الخدمي بين البلدين، خاصة في مجالات النقل والسياحة والبنوك والتأمين. كما وصل عدد الشركات المصرية العاملة في الجزائر إلى 38 شركة، وتعمل في مجالات المقاولات والمفروشات، والأثاث والكابلات والاستشارات، كما أن الخط الملاحي الذي سيتم ربطه بين مصر والجزائر سيربط مصر بليبيا وتونس والمغرب كذلك، وسيتم تسيير رحلتين كل 8 أيام لتنشيط حركة التبادل التجاري بين مصر وهذه الدول. وقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى1,5 مليار دولار، حيث تسجل الصادرات المصرية نحو الجزائر 700 مليون دولار تتمثل في سلع متنوعة، وتسجل الواردات المصرية من الجزائر 800 مليون دولار في منتجات الطاقة. كما تقدر الاستثمارات الجزائرية داخل مصر بحوالي 50 مليون دولار في قطاع الطاقة. وكان السفير المصري قد أشار على هامش معرض الجزائر إلى تراجع الاستثمارات المصرية بالجزائر من 6 ملايير دولار إلى1,5 مليار دولار، وانخفاض حجم الجالية المصرية بالجزائر من 36 ألف إلى نحو 4 آلاف، بسبب إفرازات المقابلة التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري بام درمان(السودان) في إطار تصفيات كأس العالم. وأوضح السيد فهمى، أن الجهود الدبلوماسية بعد ثورة 25 يناير نجحت في إصلاح ما أفسدته الرياضة، حيث ارتفع عدد الجالية المصرية العام الماضي ليتراوح ما بين 8 إلى 12 ألف مواطن، نتيجة عدم إقامة البعض بشكل دائم.