وجه العقيد المتقاعد حملات رمضان، أمس، دعوة للبرلمانيين للاهتمام بالظروف الاجتماعية لأرامل شهداء الواجب الذين سقطوا في ساحة المعركة خلال فترة مكافحة الإرهاب، داعيا إياهم للوقوف على معاناتهم اليومية بغرض رفع انشغالاتهم للجهات المسؤولة للتكفل بها، في حين حيا العقيد فكرة إعادة فتح مدارس أشبال الأمة التي تعتبر مشتلة المدراس العسكرية ولبنة أساسية لغرس ثقافة حب الوطن في الأجيال الصاعدة. واستغل عدد من الإطارات العسكرية، ممن تمدرسوا بمدرسة أشبال الثورة التي تم فتحها سنة 1963، فرصة تنظيم ندوة بمنتدى "المجاهد" من طرف جمعية مشعل الشهيد تحت شعار "من مدارس أشبال الثورة إلى مدارس أشبال الأمة" للحديث عن ذكرياتهم بالمدرسة التي ضمت أبناء الشهداء والمجاهدين من كل ولايات الوطن، ليتم تأطيرهم من طرف مجاهدين ساهموا في سرد حكايات طويلة عن الجهاد إبان الحرب التحريرية وغطرسة الاستعمار، مما غرس حب الوطن في نفوس الأشبال الذين أصبحوا إطارات بعد تدرجهم عبر كل المستويات. وحسب شهادة عدد ممن تمدرسوا بمدرسة أشبال الثورة فإن قرار فتح المدرسة كان سياسيا وسمح خلال سنة 1963 بجمع قرابة 60 شبلا من أبناء الشهداء الذين تم نقلهم إلى الشرق منذ سنة 1958 ليوزعوا على بعض الوحدات القتالية، وهناك تلقوا تدريبا خاصا على أيدي المجاهدين قبل أن يحولوا إلى أول مدرسة لأشبال الثورة بولاية باتنة، وأجمع المتدخلون أن "المدرسة أعطتهم الكثير خاصة وأنهم تتلمذوا على أيدي المجاهدين من منطلق أن الجزائر في تلك الفترة كانت تشهد عجزا في التأطير، وحتى الإمكانيات الموفرة لهم كانت بسيطة، لكنها سمحت بتكوين إطارات يشهد لها التاريخ". ومن بين المتدخلين العقيد المتقاعد، حملات رمضان، الذي اعترف بأن مدرسة أشبال الثورة كانت السبب في غرس حب الوطن في نفسه ودفعته لمواصلة دراسته ضمن سلك الجيش الوطني الشعبي، ليكون من بين الأوائل الذين سارعوا لإدخال الأسلحة الثقيلة إلى الوحدات القتالية سنوات السبعينات بغرض تدعيم الدفاع البري، كما ساهمت حنكتهم الطويلة في تسيير قوات الجيش الوطني الشعبي خلال مكافحة الإرهاب.وتأسف المتدخلون لقرار غلق مدارس أشبال الثورة سنة 1985 وهو ما ضيع الكثير على الجامعات والمدارس العسكرية الكبرى إذا علمنا أنها كانت تتدعم بنخبة الطلبة بنسبة 90 بالمائة، ليتم إعادة فتح مدارس أشبال الأمة سنة 2009 وهو ما سمح في السنة الفارطة بتحقيق نسبة نجاح 100 بالمائة في شهادة البكالوريا، وهو ما يؤكد -يضيف المتخلون- أهمية مثل هذه المدارس في تكوين النخبة الجزائرية التي يكون لها حق الاختيار بين مواصلة التعليم في المعاهد المتخصصة المدنية أو المدارس العسكرية . من جهة أخرى، وجه العقيد حملات دعوة للبرلمانيين للتقرب من ضحايا مكافحة الإرهاب للاستماع لانشغالاتهم ورفعها للجهات الوصية، مشيرا إلى معاناة العديد منهم خاصة المعوقين الذين يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل العلاج في حين تتلقى أرامل الشهداء أقل من 20 ألف دج في الشهر وهو مالايلبي طلبات عائلة بكاملها. وفي ختام اللقاء، كرمت جمعية مشعل الشهيد كلا من العقيد المتقاعد حسين بن معلم، والرائد المتقاعد بن يوفل محمد الملقب بمروان، وأحد أساتذة مدرسة أشبال الثورة المجاهد محمد بوخالفة.