أكد المشاركون في الندوة التي نظمتها "جمعية الشهيد" بمناسبة الذكرى 54 لتأسيس "مدارس أشبال الثورة" عن الدور الهام الذي لعبته في تزويد الجيش الوطني الشعبي بإطارات متعلمة ومكونة، بالإضافة إلى غرسها للروح الوطنية وحب الوطن على أساس مبادئ أول نوفمبر، كما بارك قدماء المدارس إعادة فتحها من جديد. افتتحت الندوة الذي احتضنها "منتدى المجاهد" بإعطاء نبذة عن تاريخ المدارس وافتتاحها وكل من ساهم في ذلك، حيث أكد العقيد بلمعلم حسين أن "مدارس أشبال الثورة" تأسست عندما كان الرئيس هواري بومدين على رأس الأركان العامة، وجاءت من أجل تكوين إطارات متعلمة تدعم الجيش الشعبي الوطني وتسهر على تأطير أفراده بأكثر الوسائل تطورا، حيث زودت حتى بعثات الطلبة المتخرجين إلى الخارج للتعلم واكتساب الخبرات، وهذا بعد تخرجها من مدارس أشبال الثورة، وأضاف أنه كان يتخرج منها الأوائل وأحسن الطلبة وحققت أحسن النتائج في البكالوريا، وكانت تمزج بين التعليم والنظام العسكري، حيث زودت المدارس العسكرية والإطارات المتخرجة منها هم من قاموا بتأطير أفراد وقوات الجيش الوطني الشعبي، كما بارك العقيد بلمعلم حسين إعادة فتح هذه المدارس من جديد. وعن سؤال ل"صوت الأحرار" عن سبب غلق المدارس التي أرجعها الكثير لوفاة الرئيس هواري بومدين قال لا أظن أن القضية مربوطة بالرجال لأنها قضية مبادئ و مصلحة الوطن العليا" وهذا كما أضاف رغم أن مدرسة الأشبال فكرت فيها الأركان العامة التي كان على رأسها بومدين كما أحجم عن ذكر أسباب غلقها. من جهة أخرى أكد العقيد بوشارب عبد السلام أن مدارس أشبال الثورة كانت عبارة عن متوسطات وثانويات، لم يكن لها دورا خاصا، بل كانت تعتمد على برنامج وزارة التربية، بالإضافة إلى النظام العسكري وأسست من أجل تطعيم الجيش وأسلاكه بأفراد متمدرسين من ضباط حاصلين على البكالوريا، كما رفض اعتبار فتح هذه المدارس من إنجازات الراحل هواري بومدين، لأنها تأسست في الجبل "لم يكن لبومدين أي دور في التأسيس". أما عن أسباب الغلق فأرجعها العقيد بوشارب إلى بداية توحيد نظام التعليم في الجزائر، معلقا بالقول "لا يكون هناك من يتخرج من مدرسة وآخر من أخرى، خاصة بعد أن تمت وضع أسس التعليم في الجزائر من هياكل وإنشاءات سواء المدارس والثانويات"، كما بارك بوشارب إعادة فتح هذه المدارس. في نفس السياق اعتبر مدير المجاهدين لولاية الجزائر هذه المدارس، وكرا للوطنية وحب الوطن، كما ساهمت في خروج الجزائر بانتصار آخر بعد الاستقلال، هو بناء جيل محب للوطن متعلم وخميرة حية لإطارات الجيش وأسلاك الدولة، حيث أكد على أن الجيل الذي أنشأ المدارس وقبله جيل الثورة، لم يقصر في احتضان أبناء الجزائر وإعطاءهم التكوين العسكري والنفسي والبيداغوجي، الذي أهلهم أن يكونوا مؤطرين ومسؤولين وضباط في الجيش بكفاءة.